متابعات

دور الأمن الإعلامي في مواجهة التطرف والإرهاب

جدة – رغد عشميل

كشفت دراسة حديثة عن دور “الأمن الإعلامي” في مواجهة التطرف والإرهاب عبر وسائل الإعلام الجديد، أن غياب القوانين والتشريعات ومواثيق الشرف المهنية التي تضبط الأداء الإعلامي للإعلام الجديد تعتبر من أبرز التحديات التي يمكن أن تواجه تعميم مفهوم الأمن الإعلامي في ظل الإعلام الجديد من وجهة نظر المبحوثين، يليه (الافتقار إلى أي سـند تشريعـي يحـدد مفهـوم الأمن الاعلامي للعاملين في الإعلام الجديد،

ويسـمح لأي فـرد أن يطلـق على نفسـه (إعلاميا)، في حين احتل (افتقاد الإعلام الجديد لوجود كيانات إعلامية مهنية واضحة محددة المعالم، وغياب المصداقية والموضوعية في نقل المحتوى الإعلامي) المرتبة الثالثة ثم (غياب مفهوم حارس البوابة وظهور ما يعرف بصحافة المواطن، وإساءة البعض استخدام مساحة الحرية المتاحة عبر وسائل الإعلام الجديد) في المرتبة الرابعة، تليها (صحافـة المواطـن في الإعلام الجديد التي يمكن أن تُعلي قيمـة الفرديـة والموهبـة الصحفية على قيمـة التخصص في المؤسسة).

وأشارت الدراسة أن 62.70% من الأكاديميين والاعلاميين يعتمدون على وسائل الإعلام الجديدة في معرفة الأحداث الإرهابية وقضايا التطرف بدرجة كبيرة، و 27.30% منهم يعتمدون عليها بدرجة متوسطة، وفي المقابل يعتمد 10% فقط عليها بدرجة منخفضة.
لكن 8% فقط يثقون بدرجة كبيرة في وسائل الإعلام الجديدة كمصدر للمعلومات حول الأحداث الإرهابية وقضايا التطرف، ويثق 55.30% منهم بدرجة متوسطة، وفي المقابل يثق 36.70% منهم بدرجة منخفضة.

في حين تمثلت أكثر القضايا الإعلامية التي تتناولها وسائل الإعلام الجديدة في الوقت الراهن وتؤثر على الأمن الوطني من وجهة نظر –عينة الدراسة-أن القضايا السياسية كالحروب احتلت المرتبة الأولى بنسبة بلغت 78.70%، وجاء في الترتيب الثاني القضايا الاقتصادية كغلاء الأسعار بنسبة 75.30%، بينما جاء في الترتيب الثالث القضايا الاجتماعية كالعنف الأسري بنسبة 44%.

وذكرت الدراسة أن 80.70%، من الأكاديميين والاعلاميين يعتمدون على المواقع الاخبارية الإلكترونية، كمصدر للمعلومات والأخبار بنسبة 80.70% ، ثم الفيسبوك بنسبة 76%، ثم تويتر بنسبة بلغت 75.30% تليها الصحف الالكترونية بنسبة 71.70%، ثم اليوتيوب بنسبة بلغت 65.30% في حين تراجع الاعلام التقليدي من فضائيات وصحف ورقية.

وعن عدد ساعات متابعة الإعلاميين والاكاديميين لوسائل الاعلام الجديدة اتضح أن 36% منهم يتابعونها (من ساعة لأقل من 3 ساعات)، بينما 14% منهم يتابعونها (من 3 ساعات لأقل من 5 ساعات)، ويتابعها 22.70% منهم (خمس ساعات فأكثر)، و 8.70% منهم يتابعونها (طوال اليوم).

من جانبها تحدثت الدكتورة خلود ملياني مشرفة قسم الاتصال بكلية الاتصال والاعلام في جامعة الملك عبد العزيز لـ”البلاد” عن مفهوم الأمن الاعلامي مشيرة ان ذلك المفهوم يتمثل في ايقاف أو منع التجاوزات الإعلامية لجميع وسائل الإعلام الجديدة والتقليدية من خلال تطبيق استراتيجيات إعلامية تهدف إلى مراعاة الأبعار الأمنية في كل مخرجات الإعلام عبر وسائله المختلفة للمساهمة في أمن الوطن واستقراره وذلك من خلال تضافر كل الجهود المجتمعية وخاصة للمؤسسات الإعلامية والتربوية.

وأوضحت ملياني خلال حديثها مع ” البلاد” أن أهمية الدراسة ترجع الى أن الثورة الإعلامية أو التكنولوجيا المعاصرة في وسائل الاتصال التي يشهدها العالم قـد قلبـت المشهد الإعلامي وأصبحت وسائل الإعلام تؤدي دوراً محورياً للفرد والمجتمع، حيث أن هذه الوسائل قد تحولت في العصر الحالي إلى أدوات تستخدمها التنظيمات الإرهابية والمتطرفة لتغذية الكراهية واختلاق الصراعات للنيل من استقرار الوطن وتماسكه خاصة مع غياب ما يعرف بالأمن الإعلامي الناتج عن غياب خطة استراتيجية إعلامية تعمل على توظيف وسائل الإعلام في تحصين المجتمع قيمياً ودينياً ضد الفكر المتطرف وجرائم الإرهاب.

بالإضافة الي ندرة الدراسات الإعلامية العربية والأجنبية التي تناولت الأمن الإعلامي حيث كان أغلبها يركز على الإعلام الأمني والأمن الفكري، مما سيعطي نتائج هذه الدراسة أهمية علي الجانبين النظري والتطبيقي، ويساهم في بلورة دور الإعلام الجديد في معالجة القضايا المتعلقة بالتطرف والإرهاب.

وبحسب ما أشارت اليه الدكتورة آمال الغزاوي، عضو هيئة التدريس بقسم الاتصال في كلية الاتصال والاعلام بجامعة الملك عبد العزيز للصحيفة، فإن هذه الدراسة تهدف إلى التعرف على اتجاه النخبة- عينة الدراسة – وآراءهم تجاه تعميم مفهوم الأمن الإعلامي، ووجهة نظرهم في دور الإعلام الجديد في مواجهة التطرف والإرهاب، و إمداد صانع القرار – المخطط الإعلامي – بنتائج تفيد في التوصل لرؤية مستقبلية تؤدى إلى تفعيل دور الإعلام في مواجهة التطرف والإرهاب؛ حيث تمثل مجتمع هذه الدراسة في عينة من النخب (الأكاديمية والإعلامية) في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية بلغ عددهم 150 مفردة من الجنسين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *