جدة- محمد حامد الجحدلي
يقف التاريخ شاهد عصر على إنجازات الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ولولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ايده الله بالنصر والتأييد، هذه الإنجازات والدلالات لمرحلة هي الحاضرة والقادمة في كافة مجالات التنمية في المملكة، انطلقت هذه الحناجر تتزاحم الأصوات عشقا لبلاد أجبتهم، ولثرى أرض احتضنتهم أنه الوفاء باختصار، ويكفي ما عبروا عنه، فمع هذا الاستطلاع التي قامت به (البلاد)، بصدق السريرة، ونقاء الكلمة النابعة من أعماق الضمير الإنساني، لكل من شاركنا هذه المناسبة التاريخية بالذكرى (88) لليوم الوطني للمملكة.
لتكون البداية مع الأستاذ ناصر بن عبدالله العبدالكريم مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة قائلا:
الكيان الشامخ:
جمع الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – عام 1351هـ الشتات، ولمّ الشمل، وأسس هذا الكيان الشامخ المملكة ترعاه عناية الله، وفي هذه الأيام نستقبل العام ال (88) لتوحيد البلاد، وهو في أحد معانيه دعوة للتفكير في مغزى ودلالة الإنجاز التاريخي الذي حققه الملك عبد العزيز في فترة قياسية، ووجيزة جدًا في عمر الأمم والشعوب، لكنها كبيرة بما تحقق فيها من تقدم وتطور ورقي ونهضة شاملة عمّت كل أرجاء الوطن بتوفيق من الله سبحانه.
استعذاب التعب:
وأضاف العبدالكريم قائلا: قد واجه المؤسس – مسددًا– جبالًا من التحديات، وعاش قسوة الظروف، فاستجمع قوى النصر بروح الإصرار، وقوة الإرادة والتحدي ، وبُعد النظر ، فاستعذب التعب في سبيل راحة شعبه فاستطاع أن يقهر المستحيل ويزيل الظلام؛ ليشرق الفجر أمنًا، وتتحقق الآمال نهضةً ؛ فبنى وطنًا شامخًا عزيزًا تتباهى به الأجيال، وفي كل عام نجني ثمار ما غرسه القائد الموحد، والمعلم الرائد في كل المجالات التنموية، فكان الحصاد أمنًا واستقرارًا وتعليمًا وعمرانًا حتى أصبحت المملكة أنموذج فريدًا يُقتدى به في تحقيق الرخاء وتقدم الشعوب .
قيادة امينة:
ويقول: على خطاه الثابتة الطموحة واصل أبناؤه البررة ملوك هذه البلاد الطاهرة مسيرة البناء، فشمل التطور والتقدم جميع المجالات التنموية والتعليمية والصحية وعمارة الحرمين الشريفين وتوسعتهما، وخدمة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض. ويشهد العالم على ما تقدمه هذه البلاد المباركة من خدمات وتسهيلات لحجاج بيت الله وزائريه، مبينا: إن من أهم ما أنعم الله به على هذه البلاد أن منّ عليها بقيادة أمينة، مخلصة لربها، مسلحة بالأيمان حامية لمصالح شعبها وأمتها العربية والإسلامية.
استقراء التاريخ:
وأردف قائلا: عندما نستقرئ التاريخ يقف شاهدًا على ما قدمه المؤسس-رحمه الله-وأبناؤه البررة من عطاء ومسيرة بناء، وما بذلوه من جهد وقيادة وسياسة رائدة داخل البلاد وخارجها حتى تبوأت المملكة بفضل الله، ثم بحنكة قادتها مراكز مرموقة بين دول العالم، فالمملكة – أيدها الله – تسير بخطى واثقة وجريئة وثابتة شملت النهوض بالبلاد في شتى الميادين العمرانية والعلمية والتقنية والصناعية والاقتصادية مع الالتزام بقيم المجتمع ومبادئه والأخذ بوسائل الحضارة والتقدم العلمي والتقني ونشر الوعي الحضاري بين أبنائها كونهم محور اهتمام القادة . ونحوهم تتجه خطى التطوير؛ لتكون بمثابة مؤشرات صادقة لمعنى التلاحم والوحدة بين أبناء وقادة وطننا الكريم.
الشيخ محمد صلاح الحصيني تناول في خطبة الجمعة لهذا الأسبوع مكانة الوطن مستثمرا هذه المناسبة فقال فضيلته:
من ثماره نتغذى:
بادئا بحمد لله سبحانه وتعالى، الذي أكرمنا بخير الأوطان، وأنعم علينا بنعمة الأمان، وحبب إلينا الإيمان، فله الحمد سبحانه على فضله وإحسانه، كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأضاف فضيلته أن محبة الأوطان، فطرة جبل الله الناس عليها، فالإنسان بفطرته يميل إلى أرضه ووطنه، فعلى ترابه ترعرع، ومن ثماره تغذى، وفي أكنافه عاش وتربى، فالوطن مهد الذكريات، ومرتع الصبا، وبعلو شأنه وبجميل ذكره يفخر الإنسان ويتباهى، ولقد كان حب الوطن حاضرا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
مقومات الاستقرار:
وأضاف الشيخ الحصيني: لما أسكن الخليل إبراهيم عليه السلام، ذريته في مكة دعا لهم بمقومات الاستقرار، فطلب لهم الأمن فقال: (ربِّ اجعل هذا البلد آمنا)، وسأل الله عز وجل أن يجعل حبَّهم في قلوب الناس فقال: (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم)، وطلب لهم الرزق والعيش الرغيد فقال:(وأرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون)، فالإنسان إذا تجرَّد من مشاعر حب وطنه، فلن يتمكن من البناء والعطاء، ودعا فضيلته في نهاية خطبته المنبرية، أن يديم على الوطن ، المزيد من الأمن والاستقرار، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أمده الله بالعون والتوفيق.
كما تحدث للبلاد الدكتور عبد الله بن علي بصفر إمام وخطيب مسجد الشعيبي بجدة الأمين العام للهيئة العالمية للكتاب والسنة قائلا:
بناء الدولة:
يظل اليوم الوطني السعودي محفوراً في الذاكرة وقد شهد تتويجاً لمسيرة جهاد ملك عظيم، وانطلاقاً لمسيرة جهاد أعظم نحو تنمية وبناء الدولة السعودية الحديثة. وها هي الذكرى الثامنة والثمانون لتأسيس المملكة العربية السعودية بقيادة الملك عبد العزيز، تحت راية (لا إله إلا الله محمداً رسول الله)، فالمتأمل في تاريخ الملك عبد العزيز يرى الجوانب المضيئة في مجال خدمته للقرآن الكريم والتي كانت بمنزلة الشمعة التي أضاءت الطريق بعد ذلك، واللبنة التي بنى منها هذا الصرح الشامخ، فعلى الصعيد الإسلامي، أولت المملكة اهتماماً كبيراً وجهوداً فائقة في الشأن الاسلامي.
طباعة المصحف:
ويواصل حديثه نفخر ونعتز أن المملكة تأسست على كتاب الله وسنة رسوله، ونص نظامها الأساسي على ذلك بأن دستورها كتاب الله وسنة رسوله، لذلك فإن الاهتمام بالقرآن الكريم لا يحتاج إلى تقديم البراهين والأدلة، ويعود الاهتمام بالقرآن الكريم من عام 1369هـ حيث تم طباعة المصحف الشريف في مكة المكرمة، والذي طبعته شركة مصحف مكة المكرمة، وقد بذلت المملكة جهوداً عظيمة في تعليم القرآن وعلومه، وطباعة الملايين من مصحف مجمع الملك فهد بلغات مختلفة وتوزيعها في المناسبات الدينية.
إنشاء الجامعات:
ويؤكد الدكتور بصفر على مساهمة المملكة في إنشاء الجامعات والمراكز والمنشآت التي تعنى بالقرآن الكريم وعلومه داخل المملكة وخارجها، واقامة العديد من المسابقات الدولية والإقليمية والمحلية في حفظ وتلاوة وتجويد وتفسير القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة وفي سبيل خدمة القرآن وعلومه أنشأت المملكة قناة للقرآن الكريم وأخرى للسنة النبوية. فلا غرو أن تعتني المملكة بالقرآن وعلومه غاية الاعتناءـ وتهتم به من جميع الجوانب، حفظاً وتجويداً وطباعة وتسجيلاً ونشراً هكذا كان قائد الأمة الملك عبد العزيز. فعلى كل سعودي أن يقف وقفة يستعيد فيها أبعاد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله.
وتحدث للبلاد الأستاذ فهد الروقي نائب رئيس المجلس البلدي بالعاصمة المقدسة قائلا:
توجيهات عُليا:
حظيت العاصمة المقدسة باعتبارها قبلة الإسلام الأولى، بتوجيهات عُليا من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ومن مقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، لتكون هذه العاصمة المقدسة، في أجمل صور من الطيراز العمراني الإسلامي رفيع المستوى حضاريا وعمرانيا، تخليدا لهذه المكانة الدينية التي تتمتع بها مكة المكرمة على مدى التاريخ، والتي لابد أن تكون عليها وهي تستقبل على مدار العام عشرات الملايين، من الحجاج والمعتمرين وهذا ما عهدناه من ولاة الأمر، كما حظيت في ذات الوقت بمشاريع عمرانية تتواكب مع النهضة الحضارية التي تعيشها المملكة.
أنموذج حضاري:
نعمل بالتعاون مع زملائي، أعضاء المجلس البلدي بالعاصمة المقدسة، بالتنسيق مع كافة قطاعات الدولة بالعاصمة المقدسة، بكل ما يدعم توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، لنجعل من البقعة الطاهرة المقدسة، أنموذجا حيا وحضاريا للعالم الإسلامي، التي تهوي أفئدتهم إلى البيت الحرام، والطواف حول الكعبة الشريفة، وللأمانة فقد لمسنا هذه الإنجازات سواء في توسعة المسجد الحرام، أو في المنطقة المركزية حوله، لتأمين كل متطلبات من يفد إلينا بحبه وحنينه، لهذه الأماكن المقدسة، وسط اهتمام الجهات المعنية، بتقديم تلك الخدمات بمقاييس عالمية، فيما يتعلق بالإسكان في أرقي الفنادق والمطاعم الراقية، وبأسعار أقل مما يوجد في عواصم ومدن عالمية، إضافة لمشاريع تحظى بها العاصمة المقدسة، لدعم البنية التحتية بما يليق بمكة المكرمة تخطيطا مدنيا مع المحافظة على الطابع الإسلامي.
كما تحدث للبلاد الأستاذ أحمد بن جاسم الشمري عضو المجلس البلدي لأمانة منطقة الرياض، رئيس اللجنة المالية والاستثمار بالمجلس البلدي بدئاً كلمته بمقطوعة شعرية قال فيها:
(بلادي) :
يا مزون الشعر والطاروق غنا
أمطري والشوق بالخفاق حنا
طفلة أشعاري أخضبها بحنا
يوم عزك ما نسينا يا بلادي
يا بلادي ما نسينا اليوم عيد
عيدنا معنى الوفا ما هو جديد
والمشاعر هزها بيت القصيد
دام حزمك دام عزمك يا بلادي
اليوم الوطني الـ 88 لتوحيد المملكة، على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ذكرى متصلة مليئة بالعطاء، لحاضرنا بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، الذي شهدنا بعهده الحزم والعزم، ومزيد من التغيرات لتجفيف منابع الفساد.
عمل مؤسسات:
ويضيف قائلا بإشراقة رؤية 2030 لتعزيز مستقبل أجيالنا، يقود هذه المسيرة المباركة سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رعاه الله، بعمل مؤسسي منظم، تضمنت برامج وخطط ومبادرات متنوعة، تشمل مختلف الجوانب التنموية والخدمية والبنية التحتية، ومشاريع ضخمة ومنها مشروع (القدّية، البحر الأحمر، مدينة نيوم)، وغيرها من المشاريع التي ستحدث نقلة نوعية في تنمية الموارد، واستحداث الوظائف وتنويع مصادر الدخل لبلادنا وازدهار الاقتصاد، وعلى الصعيد المجتمعي مشاركة المرأة، في الانتخابات للمجالس البلدية.
كلمة رئيس المجلس البلدي لأمانة المنطقة الشرقية الأستاذ عبدالهادي الشمري بمناسبة اليوم الوطني الـ 88 للمملكة قائلا: