أرشيف صحيفة البلاد

دعم قطر للإرهاب بالفدية .. أكبر القابضين بالصفقة المشبوهة

جدة ــ وكالات

محادثات، ورسائل نصية حصلت عليها “واشنطن بوست” أظهرت دعم قطر للإرهاب، بعد أن وافق دبلوماسيون قطريون على دفع 275 مليون دولار على الأقل، لتحرير 9 أعضاء من العائلة المالكة و16 قطريا آخرين اختطفوا خلال رحلة صيد في جنوب العراق.

بالإضافة إلى 150 مليون دولار إضافية نقدًا لأفراد وجماعات تعمل بصفة وسيط، رغم أن مسؤولي الولايات المتحدة يعدونهم منذ فترة طويلة رعاة الإرهاب الدولي، ومنهم الإرهابي الإيراني قاسم سليماني، وإرهابي مجهول يكنى بـ”أبومحمد السعدي”.. فما قصة تلك الأسماء المشبوهة التي ورد ذكرها في فضيحة “فدية قطر”. الإرهابي قاسم سليماني :

ورد اسم سليماني كأحد الوسطاء في صفقة قطر المشبوهة التي أوصلت ملايين الدولارات لأيدي تنظيمات إرهابية في العراق؛ بغية تحرير رهائن قطريين وكانت عمولة سليماني حسب ما كشفته “واشنطن بوست” 50 مليون دولار أمريكي.. فمن هو قاسم سليماني؟
قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الجناح العسكري الخارجي للحرس الثوري الإيراني، أحد أخطر مصدري الإرهاب وزعزعة الأمن في الشرق الأوسط، ولد في قرية رابور، بمحافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، من أسرة فقيرة وعمل كعامل بناء، ولم يكمل تعليمه سوى لمرحلة الشهادة الثانوية فقط، وانضم إلى الحرس الثوري الذي تأسس لمنع الجيش من القيام بانقلاب ضد الخميني.

ينتمي لشياطين الحرس الثوري الإيراني وأحد رموز الدولة العميقة في إيران، وذراع لمرشد إيران علي خامنئي، والمسؤول عن العمليات التخريبية لمليشيا الحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق ولبنان.
مسقط رأسه مدينة كرمان، ونفوذه يفوق رئيس إيران حسن روحاني، وسبق أن هدد بمنع الإصلاحيين وكل معارضي التدخل الإيراني في المنطقة من تبوؤ أي منصب سياسي.

العقل المدبر للعمليات الإرهابية الخارجية التي ينفذها فيلق القدس، ووضعته واشنطن في العام 2007 والاتحاد الأوروبي عام 2011، في قائمة الإرهاب الدولية، كما وضعته وزارة الخزانة الأمريكية على لائحة العقوبات؛ بسبب مشاركته النظام السوري في قمع الاحتجاجات الشعبية عام 2011.

بدأ حياته العسكرية بالمشاركة في قمع انتفاضة الأكراد على جبهة مهاباد، عام 1979، ثم انضم إلى الحرس الثوري في العام التالي عندما تطوع للمشاركة في الحرب الإيرانية- العراقية (1980-1988)، وتولّى “فيلق القدس” عام 1998، حيث اشترك بعد عام مع قوات الحرس الثوري وجماعات الضغط المتطرفة المقربة من المرشد خامنئي والأنصار المتشددين لنظام إيران الديكتاتوري في قمع انتفاضة الطلاب في يوليو 1999.
أيديولوجيته المتطرفة تستهدف إعادة تشكيل الشرق الأوسط ليكون لصالح إيران، وعمل كصانع قرار سياسي وقوة عسكرية: يغتال الخصوم، ويسلّح الحلفاء، وامتد دوره الإرهابي ليشمل الأعمال التخريبية والتفجيرات ودعم الخلايا الإرهابية في المملكة والكويت والبحرين من خلال زرع خلايا مسلحة وشبكات تجسس لزعزعة الأمن والاستقرار في هذه الدول.

بن سعيد الخيارين:
السفير القطري في العراق زايد بن سعيد الخيارين، تزعّم المباحثات مع الوسطاء والتنظيمات الإرهابية في الصفقة القطرية المشبوهة، ثم عاد ليقول: إن المليشيات المتطرفة سعت إلى السطو على قطر، حين دخلت الدوحة في مفاوضات سرية لأجل تحرير مواطنيها، وكتب في مراسلاته بحسب “واشنطن بوست”: “كلهم لصوص، السوريون وحزب الله اللبناني وكتائب حزب الله العراقي، كلهم يريدون المال وهذه فرصتهم”.. فمن هو ابن سعيد الخيارين؟
كان زايد بن سعيد راشد الكميت الخيارين سفير الدوحة لدى الأردن، وعينه أمير قطر تميم بن حمد سفيرا لقطر لدى العراق في سبتمبر 2015، بعد قطيعة دبلوماسية دامت 25 عاما، ليكون أداة للتواصل مع المليشيات العراقية والإيرانية في بغداد، ولمشاركة إيران في مشروعها التوسعي الذي انكشف عقب مقاطعة الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب لقطر في يونيو 2017 بسبب دعمها للإرهاب وإيوائها للتنظيمات والعناصر الإرهابية بالإضافة لتحريضها ضد الدول العربية.

لم يكتفِ الخيارين بتقديم الأموال للجماعات الإرهابية، بل شارك في تهجير السوريين من 4 بلدات هي مضايا والزبداني وكفريا والفوعة؛ لخدمة مشروع إيران التوسعي في المنطقة كأحد شروط صفقة الفدية المشبوهة.
كشفت الرسائل المتبادلة التي نشرتها “واشنطن بوست” بين السفير القطري و6 من المليشيات والجماعات الإرهابية وحكومات أجنبية، طلب مبالغ ضخمة مقابل المساعدة في تحرير الرهائن، بالمخالفة لقواعد الدبلوماسية والقانون الدولي الذي يحظر التفاوض مع الجماعات الإرهابية ودفع الفدى للإرهابيين.

مشعل بن حمد آل ثاني:
يبلغ 46 عاما وهو الابن الأكبر لأمير دولة قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني وسفير قطر لدى واشنطن.

في المراسلات التي كشفتها صحيفة “واشنطن بوست” حول الصفقة القطرية المشبوهة لإطلاق سراح رهائن قطريين، أكد مشعل من حيث يدري دعم الدوحة للإرهاب وكتب قائلا: “إن فكرة قيام قطر بأنشطة تدعم الإرهاب هي فكرة خاطئة”.
وعلى ذلك لم تنكر الرسالة أن تدفع قطر المال لإنهاء الأزمة، لكنها تشير إلى أن المتلقين كانوا مسؤولين حكوميين في نظام قطر.

في يوليو 2017 دافع خلال ندوة بالعاصمة الأمريكية عن مليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران وهاجم دول التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، ولم يندَ له جبين من قصف الحوثيين للعاصمة المقدسة (مكة المكرمة) بصواريخ باليستية مصنعة في إيران، كما لم يلتفت إلى الحرب التي يقودها الانقلابيون لتجويع وقتل الشعب اليمني.

لم يكشف عن اسمه الحقيقي، ويبدو من المراسلات المسربة أن الاسم “حركي” لأحد وسطاء الإرهاب المتعاملين مع التنظيمات الإرهابية المسلحة في العراق.
أشارت المراسلات التي نشرتها “واشنطن بوست” إلى أن قطر دفعت 10 ملايين دولار لوسيط اسمه أبومحمد السعدي.

وقالت “واشنطن بوست” : إن الدفعات القطرية شملت أيضا إيرانيين وحزب الله اللبناني وجبهة النصرة.
وتظهر المراسلات أن قطر وزعت على دفعات مبالغ تراوحت بين 5 إلى 50 مليون دولار، لمسؤولين إيرانيين وعراقيين.