جدة ــ البلاد
تولي المملكة العربية السعودية اهتماما ملموسا بالوقوف الى جانب الاشقاء العرب في كل صغيرة وكبيرة من باب ايمان صادق وواضح بأهمية رفع شأن المجتمعات العربية والإسلامية وتشجيع التنمية بما يعود على الانسان بالرفاه والتقدم ويحفظ حقوق الأجيال بحياة مفعمة بالطمأنينة.
وتأتي رعاية المملكة واهتمامها القديم الجديد بالبحرين الشقيقة في ذات التوجه الذي ينصب في خانة تعزيز العلاقة بين شعوب المنطقة وحفظ الاستقرار. ولعل ما يؤكد ذلك اعلان المملكة الى جانب الكويت ودولة الإمارات عن إجراءات لدعم المالية العامة للبحرين قريباً.
وقال بيان مشترك إن الدول الثلاث ستعلن قريبا عن برنامج متكامل لدعم الإصلاحات الاقتصادية في البحرين واستقرارها المالي.
وقالت الدول الثلاث إنها تجري مباحثات مع السلطات البحرينية لتعزيز استقرار المالية العامة في المملكة.
بدوره أكد وزير المالية، محمد الجدعان، أن المملكة ودول الخليج سوف تدعم الإصلاحات المالية في مملكة البحرين وصولًا إلى الاستقرار والتنمية الاقتصادية.
وقال الجدعان تعقيبا على الإصلاحات التي قامت بها البحرين: بدأت البحرين حزمة من الإصلاحات المالية والاقتصادية، وستستمر في ذلك بدعم من أشقائها في دول الخليج لما فيه خير واستقرار البحرين ودول الخليج.
أفعال تصادق الاقوال:
ودائما ما تؤكد المملكة بالأقوال والأفعال وقوفها بجانب الأشقاء، لتقرر الوقوف بجوار المنامة في أزمتها مهما كانت التحديات التي تمر بها، خاصة وأن المملكة على مر تاريخ علاقات البلدين، هي الداعم الأول اقتصاديا وسياسيا لشقيقتها البحرين.
كما أن دعم المملكة المنتظر لبرنامج الإصلاحات الاقتصادية ومستويات رأس المال والسيولة المرتفعة لدى البنوك البحرينية سيساعد بشكل مؤكد على استمرار زيادة وتيرة النمو الاقتصادي، وستعجل المحادثات بين الدول الثلاث لبرنامج الإصلاحات المالية في البحرين بخفض عجز الموازنة، ودعم الدينار البحريني وكذلك استقراره أمام الدولار الأميركي.كما أن الدعم القادم من المملكة والكويت والإمارات سيمكن البحرين من الاستقرار المالي وتعزيز استدامة التمويل الحكومي وبناء الاحتياطيات النقدية.
تعافي الدينار :
هذا فيما تعافى الدينار البحريني بقوة مقابل الدولار الأمريكي في السوق الفورية خلال التعاملات المبكرة امس الأربعاء بعد أن تعهدت المملكة والإمارات والكويت بتقديم دعم مالي للبحرين.
وبلغ الدينار 0.37798 للدولار. وكانت العملة البحرينية انخفضت الثلاثاء إلى 0.38261 وهو أدنى مستوى لها في 17 عاما، لتتحرك بعيدا عن سعر الصرف الرسمي المربوط بالدولار عند 0.37608 في الوقت الذي باعت فيه صناديق تحوط السندات البحرينية وباعت الدينار في السوق الآجلة بسبب مخاوف من تنامي الدين العام للبلاد.
توقعات إيجابية:
ومن المتوقع بعد الإعلان عن دعم المملكة والإمارات والكويت لبرنامج الإصلاحات، أن تنخفض تكلفة التأمين على الديون السيادية لمملكة البحرين لمستوياتها الطبيعة، حيث ستوفر المملكة مع الإمارات والكويت الدعم اللازم للبحرين، سواء من خلال القروض أو المنح، وعلى مدى عدة سنوات يتم خلالها تطبيق برنامج إصلاحات اقتصادية ومالية بما يساعد على الاستدامة المالية.
وقال الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة وزير المالية البحريني: إن مملكة البحرين مع الأشقاء في المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ستعلن عن برنامج لتعزيز استقرار الأوضاع المالية بمملكة البحرين.
وأشاد بالمواقف التاريخية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، معربًا عن شكره وتقديره لدعمهم مملكة البحرين في المواقف كافة التي أثبتت عمق الروابط الأخوية والتعاون البناء ووحدة المصير المشترك.
ثم ان الموقف السعودي لم يكن مستغربا في ظل اسهامات يصعب حصرها في اطار منهج المملكة الثابت والقائم على البناء والتنمية والاهتمام بالإنسان وتوفير سبيل الحياة المستقرة والعيش برفاه حيث تعودت المملكة على الوقوف بجانب الاشقاء فافرزت مبادرة خادم الحرمين لدعم الاشقاء في الأردن قبل أيام قليلة لانتعاش الاقتصاد الأردني وفعلت السعودية الشيء نفسه في كافة دول العالم لايمانها بالتشييد والبناء.