أرشيف صحيفة البلاد

دراسة علمية تحذر من خطورة الكارثة البيئية لبحيرة » المسك « بجدة

جدة ـ عبدالله الدماس
حذرت دراسة علمية من خطورة بحيرة المسك الواقعة شرق الخط السريع على سكان بعض الاحياء في مدينة جدة واوضحت الدراسة التي اجراها طلاب من مدارس دار الفكر بجدة باشراف الباحث اكرم البرغوثي كمشروع تخرج ان بحيرة المسك اسم اطلقه سكان جدة على البحيرة الفضولية التي نشأت ونمت بسبب ١٢٠٠ صهريج تصب يوميا من
مياه الصرف الصحي من باب عدم الرضا عن وجودها واشارت الدراسة الى ان البحيرة تشكل خطرا على البيئة وتهدد البني التحتية لبعض الاحياء القريبة منها حيث اتسعت مساحة البحيرة وتحولت الى ما يشبه البحر الميت حتى ان العابر في تلك المنطقة يضطر الى اغلاق انفه جراء
الراوئح الكريهة التي تملأ الاجواء من بعد ٥ كيلومترات عنها وغطت مياه سوداء آسنة كل شي واكدت الدراسة ان امانة جدة قامت بجهد مشكور في اقامة سدا ترابيا رديفا لحماية جدة من اقتحام مفاجئ لمياه البحرية لاحياء جدة الشرقية بكاملها الى جانب مخاوف لحدوث انهيار لبحيرة الصرف الصحي وتسربها الى المياه الجوفية
وحذرت الدراسة من ان تسبب البحيرة مشاكل صحية وانتشار بعض الامراض مثل امراض العيون والحساسية الصدرية وغيرها وتناولت الدراسة بداية مشكلة بحيرة المسك التي نشأت منذ ١٢ عاما تقريبا بسبب عدم وجود شبكة للصرف الصحي مما استدعى الجهات المختصة بتحديد هذا الموقع لتفريغ مياه الصرف الصحي من الاحياء في هذه المنطقة ومع تزايد كمية مياه الصرف الصحي بدات المشكلة تتطور وقامت امانة جدة بانشاء سد ترابي ضخم منعا لنزوح المياه باتجاه المدينة والمناطق السكنية وبينت الدراسة ان الحاجز الترابي لم تتم وفق المفاهيم والاسس المتبعة في هندسة السدود خاصة ان ارتفاع البحيرو وصل الى ١٢٥ مترا فوق سطح البحر وبلغت الابعاد الهندسية لجسم السد الترابي القائم ١٣٠٠ مترا في الطول و١٨ مترا في العرض وارتفاع ١٠ امتار مما قد ينهار في اي لحظة واشارت الدراسة الى ما اكدته هيئة المساحة الجيولوجية من ان البحيرة باتت تحجز نحو ١٧ مليون متر مكعب من المياه الآسنة نتيجة التفريغ اليومي المتكرر لذلك العد الهائل من صهاريج مياه الصرف الصحي والمجاري حيث قدرت عدد السيارات القادمة يوميا لتفريغ مياه الصرف الصحي من كافة احياء المدينة ١٢٠٠ ناقلة ما بين وايت وتريلا وحجم المياه المفرغة يوميا ٥٠ الف متر مكعب وان كمية المياه الملوثة والمحتجزة بالبحيرة ٣٠ مليون متر مكعب
وشددت الدراسة على ان البحيرة كارثة بيئية تتطلب حلول سريعة ومصدرا للاوبئة والامراض ولها انعكاسات على الحياة النباتية والحيوانية ونمو البكتيريا وبيئة جيدة لتكاثر البعوض الذي يسبب حمى الضنك واقترحت الدراسة عدد من الحلول والقضاء على المشكلة من ابرزها الانتهاء من مشروع شبكة الصرف الصحي الحالي على وجه السرعة بالرغم من ان المشروع يحتاج الى فترة زمنية طويلة الى جانب وجود حلول قصيرة المدى منها استيراد ورد النيل او ما يسمى بالشيطان الازرق وزراعته حول البحيرة من اجل القضاء على بعوضة الضنك من جهة والعمل على تبخير البحيرة وتجفيفها وانشاء محطات معالجة لمياه البحيرة للاستفادة منها في الزراعة والصناعة
واوضحت الدراسة الى من الحلول المقترحة ايضا استخدام هذه المياه في زراعة الاعلاف والنباتات والاشجار وتربية بعض الاسماك المخصصة لاكل يرقات البعوض والتغذية على الجراثيم ثم ابادتها حتى لا يعتمد عليها في التغذية وزراعة نبات الحلف الذي يتغذى على الماء و يستنزف الماء بشكل كبير اضافة الى انشاء محطة تنقية لمعالجة مياه البحيرة واعادة استخدامها في الزراعة ومصانع الاسمنت الجدير بالذكر ان فريق البحث العلمي في بحيرة المسك مكون من الطلاب الباحثين ريان فربان وعاصم عبدالمنعم وعبدالرحمن هاشم ومحمد العيسائي