أرشيف صحيفة البلاد

دراسة طبية: صوالين الحلاقة مصدر خطير للأمراض المعدية

جدة – حماد العبدلي

صالونات الحلاقة تصبح مصدرا خفيا لنقل أمراض خطيرة في حال غياب أو تراخي الرقابة من الجهات ذات العلاقة وعدم تطبيق العقوبات لردع التجاوزات داخل الصوالين التي اصبح همها الكسب المادي دون النظر الى مالايحمد عقباه بانتقال أمراض خطيرة من خلال الدم والأمواس واخطرها طبعاً مرض الايدز وغيرها.
عدد من المواطنين حملوا البلديات المسؤولية عن الآثار السلبية لتدني مستوى النظافة والشروط الصحية في معظم الصالونات ومنها ارتداء الكمامات والزي الخاص بهم في ممارسة عملهم ، وأهابوا بالأمانة القيام بحملات رقابية صارمة ومستمرة.

حول ذلك يرى علي العجلاني احد سكان حي الروابي أن أبرز مخالفات الصوالين سوء نظافة أدوات الحلاقة والفوط المستخدمة، بالإضافة إلى افتقاد عدد من هذه الصوالين لأجهزة التعقيم أو عدم تشغيلها وعدم كفاءتها لدى البعض الآخر، فضلا عن افتقار بعضها للمصائد الحشرية مطالبا بحملات مكثفة للوقوف على تلك اهمال بعض الصوالين.

سبل الوقاية
من جانبه يؤكد علي احمد الشريف أن الحل يكمن في استمرار الجولات للتأكد من تطبيق هذه الصوالين لجميع الاشتراطات الصحية المطلوبة، والتزامها الكامل بآليات الوقاية الطبية تجنبا لانتشار الأمراض المعدية بين أفراد المجتمع، خاصة أن صالونات الحلاقة المخالفة قد تتسبب بشكل رئيسي في الإصابة بعدد من الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الدم، ومنها الإيدز والالتهاب الكبدي الوبائي « سي «، فضلا عن إمكانية نقلها أيضا لعدد من الأمراض الجلدية المعدية نتيجة استخدام الأدوات الملوثة من شخص إلى آخر دون الاهتمام بتعقيمها بالشكل المطلوب.

أسعار الحلاقة
في السياق نفسه يطالب مصلح الخديدي بضرورة تحرك الجهات المسؤولة وفرض رقابتها على صوالين الحلاقة بالمحافظة، لوقف المغالين في الأسعار ومعاقبتهم، مشيرا إلى أن سعر الحلاقة بلغ ارقاما خيالية في الأيام العادية. ناهيك عن سوء الخدمة المقدمة من عدم المام البعض بالمهنة.

تصحيح أوضاع
حول نفس القضية كشف تقرير حديث صدر مؤخرا عن الإدارة العامة للتراخيص والرقابة التجارية بأمانة محافظة جدة عن انتهاء أصحاب اكثر من 500 صالون حلاقة من تصحيح أوضاعها.. وكان قد تم ضبط مخالفات داخل تلك الصوالين خلال جولات رقابية مكثفة نفذها المراقبون الصحيون التابعون للإدارة في مختلف البلديات الفرعية بجدة في الفترة من أول محرم وحتى نهاية الشهر الماضي، كما تم التعميم على كافة البلديات الفرعية والمجمعات القروية والجهات ذات العلاقة بمدينة جدة بتفعيل بنود لائحة محلات الحلاقة، وتطبيق أقصى العقوبات بحق المخالفين تطبيقا للائحة الغرامات والجزاءات البلدية في هذا الشأن.

دراسة طبية تحذر
ولأهمية الشروط الصحية في صوالين الحلاقة ، أفادت دراسة طبية حديثة أن الصوالين قد تسبب انتشارا لعدد من الأمراض المعدية الخطيرة التي تنتقل عن طريق التعرض للدم الملوث، كالتهاب الكبد الوبائي (سي) والتهاب الكبد الوبائي (بي)، وربما مرض الإيدز، إضافة إلى عدد من الأمراض البكتيرية والفطرية. وتشير تلك الدراسات إلى أن العدوى قد تحدث نتيجة تلوث أدوات الحلاقة بدم أو افرازاتٍ ملوثة لشخص مصاب بمرضٍ معدٍ ومن ثم استخدام نفس الأدوات مع شخص سليم حيث تنتقل من خلال ملامسة جرح أو تشققات على جلده.

والمحت الدراسة ان وضع صوالين الحلاقة وطريقة استخدام أدوات الحلاقة، وبكل وضوحٍ وجود إهمال شديد من قبل الحلاقين في استخدام وسائل الحماية من العدوى. فمثلاً نجد أن معظم الحلاقين يستخدمون مقبض (حامل) شفرة الحلاقة مع العديد من الزبائن دون تعقيم. وإن كانت الشفرة تستبدل مع كل عميل إلا أن المقبض لا يخلو من التلوث ببقايا الدم والإفرازات التي تتراكم عليها من كثرة الاستعمال.

أيضا أشارت الدراسة إلى أن استخدام فرشاة الحلاقة والتي تمرر على وجوه الزبائن الواحد تلو الآخر على ما فيها من التهابات وجروح وتشققات كلمسة تنظيفٍ حانيةٍ من الحلاق!!. ويمكن أن يضاف لتلك القائمة الاستخدام المتكرر للمنشفة الواحدة دون تنظيف وخصوصا عند استخدامها حول العنق الذي غالبا ما يكون مسرحاً لاستخدام الموس وظهور الجروح!!. أما ملقط إزالة الشعر فقد يكون من الأسباب الرئيسية في انتقال العدوى لكونه يستخدم مع أكثر من زبون دون تعقيم، وتكمن خطورته في كونه يلامس الجلد مباشرة. وينطبق على ذلك أيضا ماكينة الحلاقة الكهربائية. ومما يزيد الأمر سوءاً تواضع أساليب تعقيم أدوات الحلاقة، حيث يكتفي الحلاق بوضعها في محلول مطهر يستخدم لأسابيع عدة.

وشددت الدراسة على أن أفضل أساليب التعقيم هو البخار والحرارة الجافة والمواد الكيميائية القاتلة للجراثيم، فمن الأفضل أن يقوم الحلاق أو أخصائية التجميل بوضع كل الأدوات التي يمكن أن تجرح الجلد مثل المقصات (الشعر، الأظافر، الجلد) الشفرات، المشابك المعدنية وغيرها في أكياس بلاستيكية خاصة تتحمل الحرارة العالية والقيام بتعقيمها (أجهزة التعقيم الحرارية والبخارية متوافرة في السوق المحلي وبأسعار معقولة) يومياً مع عدم استعمالها لأكثر من شخص واحد.