أرشيف صحيفة البلاد

دراسة تطالب بتطوير الثقافة المسرحية في بلادنا

جدة -حماد العبدلي
طالب الكاتب المسرحي معتوق الشريف في ورقته \"وضع المسرح في المؤسسات الثقافية\" التي قدمها فى ملتقى إستراتيجية المسرح الثاني بجدة برفع مستوى العمل الثقافي والمجتمعي، على مستوى المسؤولين عن الثقافة والمؤسسات الثقافية والإعلامية، استقلالية المؤسسات الثقافية ،وتحويل أفرع جمعية الثقافة والفنون إلى أكاديميات فنية لإعداد أجيال مسرحية تسد العجز في المدن الإعلامية واستوديوهات القنوات الفضائية ، تشجيع المؤسسات الإعلامية على إصدار صفحات أسبوعية وبرامج متخصصة عن المسرح ضمن وسائلها الإعلامية،وإعداد إستراتيجية واضحة لتنمية الوعي بأهمية المسرح من الجهات صاحبة القرار الثقافي ، ودعم إيجاد تخصص للمسرح في الجامعات وإشراك المؤسسات المجتمعية المدنية كمراكز الأحياء والمنتديات الثقافية وغيرها لتشجيع الثقافة المسرحية لدى المتلقين\". وقال:\" غياب الثقافة المسرحية ساهم في ضعف الحركة المسرحية والنقد المتخصص، حتى أصبحت فكرة الذهاب إلى المسرح لا تجد ما يحفزها في عقل المتلقين مع طغيان القنوات الفضائية\".
وأضاف:\"ما يميز المجتمعات المتحضرة هو كونها ليست فقط متقدمة بالتقنية والتنظيم، بل متقدمة أيضا في الاحتفاء بالثقافة والمثقفين، واحتفاء بالعقل، فهي تجمعات لكائنات تبدع وتنتقد وتتحرر ولا تتوقف عن الأمل والطموح، وبالتالي فالإبقاء على استقلالية هذه المؤسسات هو أساسا ضمان لأدوارها في تثقيف وتفعيل مشاركة الناس في مواجهة الأزمات والتحولات الثقافية والاجتماعية والقيمة التي تؤثر في مستوى حياتهم ومعيشتهم.\"
واستطرد:\"إن الذهنية المسؤولة عن إخفاقاتنا الثقافية هي نفسها المسؤولة عن إخفاقاتنا المسرحية إن كل المفكرين والفلاسفة الذين وضعوا أسس المجتمعات الحديثة والمعاصرة يؤكدون على ضرورة ضمان استقلاليتها وحرصوا على نقد كل محاولات الهيمنة أو التوظيف أو الإدماج التي تتعرض لها هذه المؤسسات وهذا ما تعانيه مؤسساتنا الثقافية، وفي ظل الحاجة الملحة إلى الإصلاح الثقافي باعتباره مدخلاً للإصلاح المجتمعي ككل لم يعد بالإمكان تجاهل الدور المركزي للمؤسسات الثقافية في نشر الوعي والثقافة المسرحية ولكن رغم سنوات تجربة المسرح وما صاحبها من مشاركات وعروض وندوات فكرية وتجارب ومبادرات لم تحقق هذه الأمور بصمة واضحة تجعل من المؤسسات الثقافية جهة حاضنة للمسرح عرضاً وفكراً\".