أرشيف صحيفة البلاد

دبابات الكورنيش.. صداع مزمن لعشاق البحر

جدة – مهند قحطان

الدبابات النارية هواية وترفيه ممتع ويقبل عليها الصغار والكبار من الجنسين ، خاصة الشباب والمراهقين، وباتت احدى علامات ومظاهر كورنيش جدة، لكن مشاكلها كثيرة أقلها التوتر والصداع لعشاق البحر المتنزهين ، وأخطرها حوادث الاصطدام فيما بينها وبالمارة الذين تسابق خطاهم وتخترق صفوفهم، فيتحول المرح إلى مضايقات وآلام وربما شجار. لهذه الأسباب سبق منع الدبابات ثم عادت في مناطق عدة وعادت الشكوى من إزعاجها مع عشوائية متعهدي التأجير ،وهو مارصدناه في الاستطلاع التالي:

عن هذه الظاهرة قال حمد الغامدي : اقوم بزيارة خليج سلمان نهاية كل اسبوع لأتمتع بالأجواء اللطيفة في هذا الموقع وفي الفترة السابقة تم مصادرة الدبابات الموجودة في الموقع التي تستغلها بعضا من العمالة الوافدة وتأجيرها على العائلات والاطفال، ولكنني صعقت بعودتها بشكل كثيف ومفاجأ في الموقع وتأجيرها بشكل عشوائي، واضاف احمد أن ادارة المرور بمنطقة مكة المكرمة قد وضعت شروطا لشراء وأستئجار هذه الدبابات ولكن ما نلاحظه اليوم ان الشروط قد اختفت وان اصحاب هذه الدبابات لا يلتزمون بها، وعلى سبيل المثال رخصة قيادة الدبابات لا تعطى الا بعد تجاوز اختبارات معينة ويجب أن يكون عمر المقدم لا يقل عن 16 عاما وهنا تجد الاطفال يلعبون ويمرحون وعمرهم لم يتجاوز 14 عاما وهذه مخالفة بحد ذاتها.

وختم الغامدي حديثه أن عودة الدبابات تسبب ازعاجا كبيرا على المتنزهين في البحر ويجب حصرها في مواقع مخصصة لهم بدلا من التجول وازعاج المتواجدين في الكورنيش.

* حوادث الليل
ويتساءل محمد العيسى عن السبب وراء عدم إلزام أصحاب الدبابات البرية التي يتم تأجيرها من توفر وسائل السلامة لمحبي تلك الهواية أقلها خوذة يرتديها الراكب تقيه عند وقوعه على الأرض او انقلاب الدباب فوقه، مضيفا إن هناك حوادث كثيرة تقع خلال الليل, ويجب بإلزام ملاك تلك الدبابات بتوفير زي (سديري) فسفوري يضيء خلال المساء لكي يراه سائقو السيارات والمشاة مشابها للزي الخاص بالقوارب المائية حيث أن حرس الحدود يخالف المراكب التي لا يرتدي راكبوها سترة الانقاذ، كما طالب بإلزام ملاك الدبابات بإنشاء مضمار خاص بالدبابات حتى يمكن للشباب ممارسة تلك الهواية في جو آمن بدلا من الوضع الحالي.

ويؤيد سعد الغامدي الرأي السابق ويضيف بأن مسؤولية الاطفال تقع على الاباء والأمهات الذين يتركون أبناءهم وحدهم يقودون الدبابات وهم مدركون تماما بأنهم غير قادرين على حماية أنفسهم ولا مدركين بالمخاطر التي تحيط بهم أو تجنب الحوادث خاصة أن الأطفال هنا جل اهتمامهم هو المرح فقط وكان اولى بأولياء الأمور مرافقة أبنائهم، مشيرا إلى أن الأمر لا يقتصر على هذا الحد, ولا يقف اللوم على المستثمرين ومؤجري الدبابات البرية ، انما هناك بعض الشباب المتهورين الذين يقومون بحركات متهورة كالخروج للطرق المجاورة من البحر ومضايقة السيارات أو السير على عجلتين وبشكل مائل مما يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر كون أن موقع خليج سلمان بعيد جدا ولا يتوفر به العديد من مركبات ودوريات المرور بشكل مستمر لملاحقة المستهترين بأرواح الآخرين.

* تصحيح أوضاع
و ذكر أحد مؤجري تلك الدبابات بشاطئ خليج سلمان أنه لا يستطيع أن يفرض رأيه أو يمنع أحدا من استئجار دباب مهما كان عمره ومستواه , خاصة أن هناك أياما تمر علينا دون أن يكون هناك إقبال من محبي الدبابات , لذلك لا يمكن أن نمنع أحدا من إمكانية استئجار دباب، مضيفا أن بعض الأسر تستأجر الدباب لمدة ساعة وأكثر ، وتتجه به الى مكان جلوسها أو نزهتها وتعيده بعد ذلك ولا ترغب بأن يبقى ابنها طوال تلك الفترة حبيسا خلف الأسوار بل إن البعض لا يرى المتعة في ذلك الا بالصعود والنزول فوق الكثبان الرملية .لذلك فالحل يكمن في تخصيص مضمار للهواة ليستمتعوا بهذه الرياضة.
وأوضح أحد العاملين في مجال بيع وصيانة (الدبابات) أنه تم إغلاق العشرات من المحلات بشارع التحلية بجدة، وذلك لعدم حصولها على تراخيص من الجهات المختصة لممارسة النشاط، مبيناً أنه تم أخذ تعهدات على أصحابها بعدم فتحها لحين تصحيح أوضاعها.
وأضاف : لقد سبق وأن منعت إدارة مرور محافظة جدة بيع وإصلاح الدراجات النارية (الدبابات)، إلا بعد الحصول على موافقة خطيّة منها، واستكمال الأوراق النظامية ، وأبلغ محلات البيع والصيانة بعدد من التوجيهات والشروط الجديدة لبيع وصيانة (الدبابات) النارية ذات الأربع كفرات، مشدداً على ضرورة الالتزام بها، ومن بينها أهمية الحصول على التراخيص اللازمة من الجهات المختصة بالإضافة لفتح ملف للمحل لدى المرور.

وتضمنت الشروط التي تم وضعها في لوحات بمداخل المحلات، عدم بيع أي (دباب) لشخص لا يحمل رخصة قيادة دراجة آلية سارية المفعول، وعدم تسليمه للمشتري إلا بعد نقل ملكيته له، وعدم بيع الدبابات التي لا تحمل لوحة ورخصة سير نظامية.

بدورها حرصت البلاد على التواصل مع ادارة مرور منطقة مكة المكرمة من خلال الاتصال والرسائل ، الا أنه لم يتم الرد على الاستفسارات بشأن عودة انتشار الدبابات ومخالفاتها على شواطئ عروس البحر الاحمر.