أرشيف صحيفة البلاد

دار “الإفتاء” الإعلامية !

* عبد الله الشيخي

هذا الإعلام الرياضي الذي يظهر على شاشات البرامج وعبر الحسابات الشخصية في تويتر، أو من خلال مقالات في الصحف بنوعيها الورقي والالكتروني، هو في أغلبه مظلّل للشارع الرياضي !

ذلك هو الواقع، وتلك هي الحقيقة، وأكاد أجزم أن ثلاثة أرباع من يتصدّرون المشهد الإعلامي الرياضي اليوم، يفتقدون للمهارة الصحفية، ولا يملكون أدنى درجات المهنية !
نعم، هناك نماذج جميلة في الوسط الإعلامي، ولكنها قليلة الظهور عبر البرامج الرياضية، التلفزيونية منها أو الإذاعية، والسبب أنهم “مهنيون” و “مؤهلون”، وهذا ما جعلهم خارج حسابات رؤساء تحرير البرامج الليلية !
لا أتحدث عن برنامج بعينه، ولا عن كاتب أو ناقد رياضي بعينه، ولكنني كإعلامي يتابع ما يدور في الساحة الرياضية، يحزنني كثيراً ما وصل إليه حال الإعلام الرياضي، البعيد تماماً عن هدفه ورسالته !
وعندما أقول أن الإعلام الرياضي رسالة، فإنما أنطلق في ذلك من كونه أداة توجيه، وتثقيف، وهذا يكاد يكون غائباً عن ثلة من المتحدثين ليل ـ نهار، وتجدهم يفتون في كل القضايا دون إطلاع أو معرفة، وتلك في رأيي “أزمة رأي” و “ثقافة” !
لقد كشفت مواقع التواصل الاجتماعي رداءة ما يكتبه ويغرّد به بعض الإعلاميين المحسوبين على الصحافة، فهناك من ملأ البرامج ضجيجاً، وهناك من تفرّغ للسبّ والشتم، ونوع ثالث لا يتورّع عن إطلاق العبارات الخارجة عن الأدب واللياقة على كل من اختلف معه، حتى ولو كان زميله في الإعلام !
ومما يؤسف له أنني اطلعت خلال اليومين الماضيين على بعض السجالات عبر حسابات بعض الزملاء في تويتر، حيث مارسوا مع بعضهم أقصى درجات الإقصاء، وكالوا لبعضهم الكثير من العبارات الهابطة، فماذا بعد هذا !
هناك قضايا رياضية هي محلّ نقاش ورأي، وأفضل من يتحدث فيها هم أهل الاختصاص، من محامين، وقانونيين، وأساتذة اقتصاد، وعلم نفس، وخبراء في التسويق، وهو ما سيرفع من قيمة هذه البرامج، ويزيد من رصيد مشاهدتها.

وهنا سأستثني واحداً من البرامج الرياضية الذي حافظ على خطّه الذي سار عليه منذ البداية، وأعني بذلك برنامج “في المرمى” من قناة العربية، والذي يقدمه الزميل بتال القوس، فهناك المهنية، والمعلومة، والحياد !

الواقع أننا نعيش أزمة فكر ورأي في نفس الوقت، ولن ينتهي هذا العبث إلاّ إذا أخذت وزارة الثقافة والإعلام بزمام الأمور، بوضع ضوابط وتنظيم تتيح لها حق التدخّل والإيقاف إذا استدعى الأمر ذلك !
* صدى :
أعطٍ القوس باريها !
@abdullahshaikhi