الأرشيف المنبر

دارة الملك عبدالعزيز في ردها على الشهري: كافة الإصدارات قدمت الكثير عن تاريخ المؤسس (رحمه الله)

اطلعت على مقالة للاستاذ ناصر الشهري نشرتها الجريدة يوم 7/ 11/ 1433هـ تحت عنوان (من يكتب تاريخ الملك عبدالعزيز؟) اشار فيها إجمالا الى ان الذين كتبوا عن تاريخ الملك عبدالعزيز كانوا بعيدين عن تفاصيل تاريخه وأنهم لم يتطرقوا الى جوانب ثرية في شخصيته – يرحمه الله – مثل العقيدة والمبادئ الثابتة والحنكة السياسية في الداخل والخارج والحكمة الادارية، ورأى الأخ ناصر الشهري ان التاريخ المكتوب عن الملك عبدالعزيز يتصف بالتكرار والسطحية والاجترار من معلومات كتبها خير الدين الزركلي وغيره من المؤرخين، واختتم الكاتب مقالته بأن تاريخ الملك عبدالعزيز لم يكتب بعد.
وإذ اقدم الشكر للكاتب على غيرته التاريخية واهتمامه بتاريخ الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – وحرصه ان يقدم بصورة غير مكررة وغير مستنسخة، وعلى تناوله لمثل هذا الموضوع المهم، فأود الاشارة الى بعض الايضاحات لعلها تفيد:
* أولاً: ان القول بأن الذين كتبوا عن تاريخ الملك عبدالعزيز كانوا بعيدين عن تاريخه ليس دقيقاً لان العديد من الكتابات سواء المعاصرة او غير المعاصرة كتبت بشكل قريب جداً بالاعتماد على المصادر الوثائقية المتعارف عليها، كذلك فإن ما قامت به المؤسسات العلمية وعلى سبيل المثال دارة الملك عبدالعزيز في مناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية بتوجيه واهتمام من صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس ادارة دارة الملك عبدالعزيز، حيث تناولت تلك الاصدارات توثيق التأسيسات الاولى التي قام بها الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – لكافة شؤون الحياة الحضارية والمدنية مثل الاتصالات والتعليم والصحة والسياسة والاعلام والثقافة والاقتصاد وخدمة الحرمين الشريفين وتطوير الخدمات المقدمة لزوارهما والحجاج وغيرها، التي كانت قاعدة قوية للنهضة الحالية التي نعيشها، بالاضافة الى ما نشر الدارة لعدد من الاصدارات والأطالس والموسوعات الموثقة عن جوانب مختلفة في تاريخ الملك عبدالعزيز منذ استرداده – رحمه الله – للرياض وحتى وفاته، ومعاركه مع رجالاته من انحاء البلاد في سبيل توحيد المملكة العربية السعودية، وانجازاته الحضارية في الميادين كافة، وكذلك ما كتبه عدد من الباحثين والباحثات من المملكة العربية السعودية وخارجها تعد من الاصدارات العلمية التي تقدم الشيء الكثير عن تاريخ المغفور له الملك عبدالعزيز.
* ثانياً: هناك اصدارات هي في اصل مادتها توثيق لما رواه كثير من المعاصرين للملك عبدالعزيز – رحمه الله – اصدرها مؤرخون وباحثون ومثقفون، ولدارة الملك عبدالعزيز دور في توثيق هذا التاريخ غير المدون وتحريره من صدور كبار السن وشهود العيان الرواة الثقات ممن عملوا مع الملك المؤسس او تعاملوا معه او عاصروا مرحلته التاريخية، وهذه التسجيلات التي تجاوزت خمسة الاف تسجيل تحت التحقق العلمي للافادة منها في مشروعات الدار العلمية المقبلة وكذا لتهيئتها للحركة العلمية والبحثية في مجال تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الجزيرة العربية.
* ثالثاً: دارة الملك عبدالعزيز لديها مصادر ومراكز علمية تعنى بتاريخ الملك عبدالعزيز وتاريخ المملكة العربية السعودية ومنها:
– مركز الوثائق الذي يضم اكثر من اربعة ملايين وثيقة.
– مركز المخطوطات المحلية.
– مركز ارشيف الصور والافلام التاريخية.
– المكتبات المكية والخاصة.
– مركز تاريخ الاسرة المالكة.
– مركز التوثيق.
– مركز التاريخ الشفوي.
– مركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية.
وهذه المراكز من الادارات والاقسام في الدار تقدم خدماتها للباحثين والباحثات وتوفر المعلومات الموثقة عن تاريخنا الوطني وقادته.وفي ختام هذا التعقيب اشكر لسعادتكم ما تنشرونه من موضوعات تاريخية وتوثيقية عن تاريخ المملكة العربية السعودية، كما اشكركم لاتاحة فرصة الايضاح، واشكر للكاتب غيرته واهتمامه وتناوله لمثل هذا الموضوع المهم. وتقبلوا تحياتي وتقديري
الأمين العام
د. فهد بن عبدالله السماري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *