محليات

خلافا للإسراف المعتاد.. ثقافة الترشيد تحكم الأسواق في رمضان هذا العام

جدة – ليلى باعطية

ثقافة الاستهلاك قضية مهمة في رسم معالم حركة السوق بين ترشيد وتوازن واسراف ، لذا تظل هذه الثقافة مطلوبة وحاضرة في ظل المتغيرات الاقتصادية التي تفرض الترشيد ، خاصة أن البيت السعودي عُرف منذ زمن بعادته السنوية في التغيير لأثاثات ومفروشات وأدوات المطبخ، واستقبال الشهر المبارك بكل ما هو جديد للبيت والمائدة، وفي هذا الشأن توجهت جريدة البلاد إلى قرائها لمعرفة مدى استمرار هذه العادة المتعارف عليها منذ زمن، وهل أثّر فرض الضرائب عليهم ، وفي هذا اشار المتحدث الرسمي للجمارك الاستاذ عيسى العيسى إلى أن واردات المملكة من أدوات الطبخ والمائدة بلغ عددها منذ بداية عام 2018 ( 390.578.150 قطعة) تعادل 40.001.743 كيلو، وبإجمالي 395.498.533 ريال .

البداية مع أم عدنان ربة منزل ، حيث اعتادت على التجديد السنوي لمنزلها وأدوات المطبخ ومحتويات المائدة، لكن في هذا العام تخلّت عن هذه العادة ولم تقم بشراء سوى الضروريات والنواقص والمانع في ذلك هو الضرائب التي تم فرضها.
فيما قالت ابتسام خالد: هذا العام حاولت أن اقتصد في المشتريات إلى حدٍ كبير بدون أن ألغي فرحة وروحانية رمضان، فقمت بتعليق الزينات الرمضانية القديمة، واكتفيت بشراء الأهم فالأهم فقط.

• وعي المستهلك
من جانبه يرى السيد عقاب المطيري صاحب سلسلة محلات أن التأثر يعدّ بسيطاً ويتجسّد في سوق العمالة مما استلزم الاستغناء عنهم لتدارك الخسائر وتوظيف السعوديين والسعوديات، ونتج عن ذلك أن المستهلك أصبح على وعي أكثر من ذي قبل، بمعنى أصبح فقط يشتري الضروري ، وأصبح يعي للشركات الافضل لشرائها وهذه هي نتائج الرؤية ٢٠٣٠ على عكس الوضع السابق حيث كان المستهلك يشتري بشكل فائض عن حاجته.

كما تحدث أحد ملاّك لسلسلة من المحلات لبيع الأدوات المنزليةعن تراجع الشراء وهو ما قد يسهم في اعادة صياغة للسوق وذلك من شأنه أن يؤثر على البضاعة التي يتم وضعها بالرف من ناحية تكلفتها، متنبئاً بارتفاع قيمة المنتج وتأثيره على المواطن وهذا سيعتبر تحدٍ كبير ، وهذا يعزز سلوك الترشيد والحد من ظاهرة الاسراف.

ويرى أن المواطن بات يقتصر في الشراء وبأسعار رخيصة والتخلّي عن العادة السنوية بتجديد البيت في رمضان، أما (الوافدين) فبسبب خروج الكثير منهم نهائياً من البلد لعدم قدرتهم على دفع الرسوم أيضاً كان له تأثير، وأيضاً أغلب المحلات الصغيرة والمتوسطة تأثرت لأن المشتريين منهم من طبقة معينة وموجودة بكثرة فبسبب تأثرها بالوضع وامتناعها عن الشراء تأثرت.

• التوفير والاستثمار
وتجاه التغييرات والقناعات التي استجدت على المواطنين وضح الأخصائي الاجتماعي أيمن آشي أن التغيير سنه الحياة، والمجتمع الان يتغير في كل شيء و اهم تغير عندما يحدث في التفكير و طريقة التعامل و الانسجام بشكل إيجابي يصب في مصلحه الفرد و بالتالي ينعكس علي المجتمع مع الأوضاع و الظروف الاقتصادية الحالية. يرى آشي أن المجتمع رجع الى الصواب وهو التقليل من النفقات التي كانت ترهق الاسرة بدون فائدة، واصبح الان التفكير كيف توفر، وكيف لا نشتري سوى المهم والضروري، فجعلنا ذلك نميّز بين المهم والاهم وهذا امر ايجابي في سلوك و شخصية الانسان ليجعل منه منتجاً اكثر من مستهلكاً. فمثلا اعتادت اغلب العوائل في فترات من الزمن تغير مجلس او صوالين المنزل كل سنه مع رمضان و العيد وهذا في حد ذاته يعتبر هدر الان وأصبحت الأسر و الأفراد اكثر وعي و اكثر حرص على مدخراتها و ينطبق هذا في كل شيء سيارة – ملابس – اثاث منزلي، وأخيراً يرى آشي أن هذا التغيير الذي حصل مؤخراً في طريقة التفكير هو المطلب الحقيقي و الاول في التوفير والادخار والاستثمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *