جدة- حماد العبدلي
ما بين فترة وأخرى تحدث تباعا حوادث تحصد الأرواح أو تتسبب في الإعاقة مدى الحياة، ناهيك عن الخسائر في الممتلكات. على طريق الجنوب الساحل السريع الجديد(جدة -القنفذة- جازان).
الطريق الذي يشهد حوادث دامية مميتة، تكاد تكون يومية، ذلك لأنه يربط المنطقة الغربية بالجنوبية، فهو يشهد ازدحاماً مستمراً من قبل مستخدمي هذا الطريق،
كما أن الإبل السائبة التي تنتشر على جنبات الطريق، جعلت مسلسل الحوادث المرورية مستمراً في عرض حلقاته المأساوية الأليمة دون انقطاع، أو تريث، وذلك منذ أمد بعيد.
فكم من حادث كانت الإبل السائبة طرفاً وسببا فيه وأزهقت بسببه أرواح بريئة.
أو خلّف إصابة مقعدة أو إعاقة مستديمة.
“البلاد” رصدت آراء العابرين من هذا الطريق فكانت الإجابات كما يلي:
قال أحمد الصمداني: إن طريق الجنوب شهد حوادث أليمة وصوراً مروعة في بعض الحوادث، وقد ذهب لنا أصدقاء وأقرباء، وعزا الصمداني سبب الحوادث إلى السرعة الجنونية التي يعتمدها بعض سائقي المركبات، خاصة الشاحنات التي تعرقل السير في هذا الطريق، وتسابق السيارات الصغيرة، وتلحق بها الحوادث دون رحمة، خاصة في ظل عدم وجود مرور في الخط يمنح فرصة للمتهورين ارتكاب مزيدا من الأخطاء في حق الآخرين من سرعة عالية وتجاوزات في الطريق.
وبين أن عدم وجود إنارة في الخط السريع قد تساهم ليلاً في وقوع حوادث، خاصة في أيام الإجازات والمناسبات يشهد الخط ازدحاما من المسافرين إلى ذويهم.
كما طالب ناصر العجلاني من الجهات ذات العلاقة بوضع سلك شائك، يمنع دخول الإبل إلى الطريق، مشيرا الى أهمية هذا الطريق الذي يربط المنطقة الجنوبية بأكملها، وهو حيوي على مدار الساعة، وخط دولي يشهد أعداداً كبيرة من السيارات؛ لذا التواجد الأمني بشكل مستمر قد يسهم في الحد من السرعة الجنونية ،التي من شأنها التسبب في حوادث لا تحمد عقباها، وشدد العجلاني على انتشار كاميرات ساهر بشكل أكبر، حتى توقف جنون بعض الشباب في السرعة غير المقبولة. ولابد من المتابعة المرورية للحد من التهور.
ويؤكد أحمد السفري، معلم تربوي، أن مخاطر طريق الجنوب السريع تكمن في ازدحام الخط، وكثرة السيارات الكبيرة والشاحنات التي تستدعي أن يكون السائق في حالة تركيز؛ تجنباً لمفاجآت الطريق في أي وقت، وبين الشريف أن فلاشات ساهر ساهمت نوعاً ما في الحد من السرعة، وقلة الحوادث، وبين أن عدم وجود إنارة هي التي تشكل رعباً لقائدي المركبات أثناء الليل.
ويقول محمد الصمداني: كم فقدنا عزيزاً في هذا الخط، إن صديقاً لي كان عائداً من الجنوب إلى مقر عمله بجدة، وتعرض لحادث أليم وتوفي،بينما أصيب مرافقوه بإصابات بليغة. هكذا هو مسلسل هذا الخط. نسأل الله أن يحمي مرتادي الطريق والعودة إلى أهلهم وذويهم سالمين،كما طالب الصمداني الجهات المسؤولة بوضع عوازل؛ من أجل منع الإبل السائبة التي تتواجد على جنبات الخط، خاصة أيام الربيع التي تكثر فيها الإبل، وتشكل خطراً محدقاً بالناس، كما أن الانارة لو وجدت ستقلل من المخاطر.
ويؤكد خليل المهداوي لقد أصبح طريق الجنوب يهدد مرتاديه بحوادث مميتة، فلا تكاد عائلة إلا وقد تعرضت لحادث سجل فيه ضحية أو إصابة أو إعاقة، أقعدته عن الحياة، وقد تعرض أبنائي لحوادث بطريق الجنوب، وذهب أـحدهم إلى جوار ربه، والآخر نجا بعناية الله، وكثيرون هم الذين ذهبوا ضحية أخطاء الغير في هذا الخط التي تكثر فيه السيارات الكبيرة والشاحنات التي تتسبب في الحوادث بخروجها الخاطئ أمام السيارات الصغيرة، وبعض سائقيها لايجيدون فن القيادة، كما أن عدم وجود اللوحات الإرشادية التي ترشد سالكيه بتخفيف السرعة، وصور لحوادث تجبر السائق إلى مراجعة حساباته وعدم السرعة، ومما يزيد الحوادث تصاعدا هي وجود سائقين من هؤلاء الشباب يسيرون بسرعة جنونية مما يوقع حوادث، وفي المقابل وجود سائقين من كبار السن بهذا الطريق يجهلون أنظمة المرور. ولديهم أمراض عدة لا يستطيعون مقاومة الإجهاد، ويفقدون السيطرة على المركبة ويتسببون في حوادث مرورية.
كما أوضح مسفر العسافي أن التقارير الصادرة من الإدارة العامة للمرور بارتفاع حصيلة الحوادث، مؤشر مخيف ويحصد الأرواح البريئة. إذن الوضع يحتاج من شبابنا إلى عدم السرعة في الخطوط السريعة فأرواحهم غالية وهم ثروة الوطن الحقيقية، وبين الشريف أن هناك بعض الملاحظات في خط الساحل الجنوبي السريع، وهي عدم مباشرة بعض الحوادث في الوقت المحدد لبعد مركز الهلال الأحمر، الذي يقع بعد قرية القرينية جنوب جدة وبمسافة 200 كيلو عن الليث، فإذا وقع حادث -لاسمح الله- يكون الانتظار طويلاً بالرغم من الجهود المبذولة من رجال الأمن خاصة أمن الطرق المتواجدين على مدار الساعة، في نقاط لاتبعد عن بعضها في هذا الخط الحيوي الهام، وتمنى العسافي السلامة المرورية للجميع. من أهم اسباب حوادث الطرق عندنا هو الغياب التام للمرور، فهم اكتفوا بساهر. لا يمكن أن تجد الأمن و السلامة على الطرق بدون جهاز مروري متواجد و كفؤ. السبب الثاني هو سء حالة الطرق والأخطاء الهندسية، وعدم متابعة حالة الطرق و إزالة ما بها من أخطار بعضها تضعها شركات مقاولة الطرق نفسها بطريقة سيئة؛ مثل الصبات الإسمنتية. قبل يومين شاهدت مواطنا يبعد بنفسه و سيارته الجيب صبة أسمنتية وضعت على طرف الطريق. الخلاصة هي أن أهم أسباب الحوادث، هو غياب الجهات ذات العلاقة، مثل المرور، خاصة على خط الساحل جدة جازان.
وأرجع عثمان الزبيدي سبب الحوادث في خط الساحل الجنوبي السريع إلى السرعة الجنونية، والتجاوز الخاطئ، والاستهتار في القيادة، فهي وراء الكثير من الحوادث. وبالرغم من وجود كاميرات ساهر منتشرة في هذا الخط والدوريات أمنية إلا أن الحوادث لاتزال مستمرة.
وأضاف الزبيدي: إن كثرة الشاحنات في الخط تساهم في وقوع الحوادث، وتشكل ازدحاما؛ مما يستدعي السيارات السريعة إلى التجاوز والوقوع في الحوادث المرورية، مشيرا إلى أن معظم حوادث هذا الطريق تسببها الإبل السائبة التي يتركها أصحابها، خاصة في الليل، وكم راح ضحيتها من أناس أبرياء، وذلك بسبب ناقة سائبة اعترضت الطريق، كما أنصح جميع السائقين بتخفيف السرعة خاصة في هذه المناطق،ـ التي تكثر بها هذه الإبل السائبة، حتى لا يذهبوا ضحايا لها. أسباب الحوادث تتلخص بالتالي: 1- الواسطة: مثال سيارة منتهٍ عمرها، ولوحات قديمة ، وقطع غيار منقطعة من السوق، وتسير بشوارعنا؛ لأن صاحبها فلان . 2- الطرق التالفة داخل وخارج المدن واللوحات التحذيرية معدومة . 3- التأمين على المركبة أو الرخصة، جعل البعض لايبالي بحياة الناس . ولوهومن يدفع الخسائر من جيبه، كان سيفكر بعواقب عدم المبالاة .
حزام الأمان
وفيما يخص ارتداء حزام الأمان، فقد أشارت التقارير إلى أن ارتداءه يخفّض من مخاطر موت ركّاب المقاعد الأمامية بنسبة (40-50%)، ويقلّل من موت ركّاب المقاعد الخلفية بنسبة تتراوح بين (25-75%)، وفيما يخص أحزمة ومقاعد الأطفال، فإنه في حال تركيبها واستخدامها بالطرق الصحيحة فإنها تساعد في تخفيض وفيات الرضّع بنسبة (70 %) وتخفيض وفيات صغار الأطفال بنسبة تتراوح بين (54-80%).