خطيب عرفات: الحج ليس مكانًا للشعارات الحزبية ولا الحركات الطائفية
shazlly elser
قال خطيب عرفات وعضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي الشيخ سعد بن ناصر بن الشثري إن موسم الحج يجب ألا يكون موطنا للمزايدات أو مكانا للشعارات أو المظاهرات أو دعوة للتجمعات.
جاء هذا خلال خطبة عرفة التي ألقاها الشثري بمسجد نمرة بصعيد عرفات الطاهر، واستمع إليها أكثر من مليوني حاج من ضيوف الرحمن، من الذين توافدوا منذ فجر اليوم للوقوف على عرفات، لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا والاستماع لخطبة عرفات، في أداء لركن الحج الأعظم.
وقال “الشثري” في هذ الصدد: يجب أن يُجعل الحج لله وحده.. فلا مكان للشعارات
الحزبية ولا للحركات الطائفية التي نتجت عنها المذابح العظيمة وتشريد الملايين”.
وفي حديثه عن الأمن قال أيضًا: أيها المؤمنون لقد كان من خطبة المصطفى أن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام.. وهذا تأصيل لمبادئ الأمن والاستقرار في المجتمع الذي تزدهر به الحياة وتنمو التجارات وتطمئن به القلوب ويتمكن فيه الناس من عبادة علام الغيوب”.
وأضاف: جعل الله الأمن منحة لمن قام بشرعه.. إن المسلم مساهم في الأمن في كل مكان فهو لا يعتدي، فإذ كيف يعتدي وهو يسمع قول الله “ولا تعتدوا”، وكيف يتجرأ على مال غيره أو يسفك الدم وهو يسمع الله يقول: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارًا وكان ذلك على الله يسيرا.
وشدد الشثري على أن “المسلم ملتزم بما أمر الله به من طاعة ولاة الأمور ممن يحفظ النظام العام وينتج عنه استقرار البلدان وأمنه”، مستدلًا على ذلك بقوله ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم”، متابعًا: “بل المسلم يمقت الاعتداء على الآمنين من المسلمين وغيرهم في كافة البلدان ويدين الاعتداءات والجماعات الإرهابية”.
وأوضح الشثري أن “الشريعة جاءت بما يحفظ الأمن والاستقرار فحفظت الأمن العقائدي والسياسي والأخلاقي.. جاءت بحفظ الأمن في الدول والأوطان.. بل جاءت الشريعة بزراعة محبة الخير في القلوب”.
وقال: “الشرع إن كان يأمر بنشر الأمن والسلام والاستقرار في بقاع الأرض.. فإن الشرع يؤكد ذلك في هذه الأرض المباركة”.
ودعا خطيب عرفات، علماء المسلمين والدعاة إلى “استنباط حلول مشاكل الله من
كتاب الله باعتباره المصدر الكامل للهداية.. استنبطوا منه حلول مشاكل الأمة”.
قائلًا: “تقربوا إلى الله بنشر أحكامه وأخلاقه”.
ولم ينس الشثري في خطبته الدعاء باستعادة المسجد الأقصى أولى القبلتين.
كما دعا لأهل فلسطين، وأن يمن الله عليهم بالأمن واسترداد حقوقهم .
واختتم خطبته بالدعاء لعموم المسلمين ولخادم الحرمين الشريفين بقوله “ادعوا
للمسلمين عامة بأن يصلح الله أحوالهم وأن يتولى شؤونهم ولا تنسوا الدعاء لمن
أحسن إليكم.. وإن ممن أحسن للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بخدمة
الحرمين والقيام على ضيوف الرحمن حكام هذه البلاد المباركة المملكة العربية
السعودية.. فتقربوا لله تعالى بالدعاء لهم.. اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام
نسألك أن توفق خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وكن معه مؤيدا وناصرا
ومعينا على كل خير وأجزه الخير والإحسان وبارك في ولي عهده الأمير محمد بن
سلمان اللهم شد عضده به واجعله سبب خير للأمة كلها”.