أرشيف صحيفة البلاد

خطوات أوروبا لمعاقبة إيران .. وخبير أمني: نظام الملالي يلفظ أنفاسه

بروكسل ــ وكالات

أخذت بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا في الخروج من موقعي التريث والتردد اللذين ميزا جانباً من سياسات كلتيهما الخارجية تجاه تدخلات إيران في نزاعات الشرق الأوسط.

ويتناسب التغير الأوروبي مع الضغوط، التي تبذلها إدارة الرئيس ترمب من أجل دفع إيران إلى التراجع والتمهيد، خاصة لمراجعة الاتفاق النووي قبل موعد 12 مايو المقبل، والذي حدده الرئيس الأميركي لتصحيح ما وصفها بـ”العيوب الرهيبة” في الاتفاق.

ويتوقع أن تعرض الدول الثلاث أمام بقية أعضاء الاتحاد الـ 26 اليوم الاثنين في بروكسل خطة عقوبات، قد تستهدف المسؤولين عن تدخلات الميليشيات والخبراء الإيرانيين في الحرب الجارية في سوريا، كذلك المسؤولين والكيانات الصناعية ذات الصلة بتصدير مكونات الصواريخ الباليستية إلى ميليشيات الحوثيين في اليمن.

وقال دبلوماسي أوروبي: إن مجلس وزراء الخارجية سيبحث تدخلات إيران في اليمن، وسوريا، ولبنان، والعراق. وسيبحث الوزراء الأزمة السورية في حضور الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا.

ويناقش وزراء خارجية دول الاتحاد تداعيات تدخلات إيران في نزاعات الشرق الأوسط، وتطوير برنامج الصواريخ الباليستية .

فيما لا تستهدف العقوبات المقترحة الاتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة 5 + واحد وإيران في منتصف شهر يوليو 2015 في فيينا.

ولكن ستتركز حول تقييد تدخلات إيران في اليمن، حيث تمكن الحوثيون، بفضل مكونات الصواريخ الإيرانية من تحويل جزء من البلاد إلى منصة لإطلاق الصواريخ ضد المملكة العربية السعودية.

وستشمل العقوبات التي سيعكف الخبراء الأوروبيون على إعدادها المسؤولين والكيانات الصناعية والقوى العسكرية الإيرانية التي تدعم الحوثيين في اليمن، والميليشيات المتحالفة مع النظام السوري.

وفي الأثناء، ستبدو العقوبات الأوروبية المزعم فرضها على إيران ردا على تدخلاتها في نزاعات المنطقة، وأيضا بمثابة المحاولة لاسترضاء الرئيس ترمب؛ كي لا يخرج بلاده من الاتفاق النووي.

ونسبت تقارير إسرائيلية الأسبوع الماضي إلى مصادر الوفد الذي رافق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، أن الرئيس ترمب أبلغ نتيناهو نيته مغادرة الاتفاق النووي.

فيما يواجه نظام الملالي في طهران منذ نهاية عام 2017 وبداية عام 2018 الجاري 3 تحديات يرى معارضون إيرانيون أنها توشك على الإطاحة بقادة الملالي من الحكم.

وفي حوار صحفي له مع صحيفة “زا ديلي ستار” البريطانية، قال المعارض الإيراني والخبير الأمني “باباك تغفاي”: إن هذه التحديات الثلاثة هي المظاهرات النسائية، ومظاهرات المعارضين للسياسات الملالي، سيما التوسعية في المنطقة، ومظاهرات الأقليات التي تطالب بحقوق المساواة.

وتوقع “تغفاي” أن هذه الانتفاضات المتلاحقة التي تحاصر النظام الإيراني قد تؤدي إلى سقوطه مع نهاية عام 2018 الجاري أو بداية 2019 على الأكثر.

ولفت تغفاي الى أن استراتيجية النظام الإيراني تقوم على دعم المليشيات الشيعية، وتقويتها وتصديرها للخارج؛ لتكون داعما لها في حالة نشوب نزاعات بالدول المجاورة تهدد بقاء نظام الملالي في طهران، وداخليا في حالة نشوب أي تظاهرات ضد النظام.

وأوضح أن ما لا يدركه النظام الإيراني أن هذه المليشيات هي التي ستؤدي للقضاء على النظام الإيراني في النهاية؛ بسبب السياسات القمعية التي تمارس على الشعب الإيراني خلال التظاهرات على يد هذه المليشيات الشيعية.

وعظم المعارض الإيراني من الآثار التي خلفتها تظاهرات السيدات الإيرانيات ضد قمع النظام الإيراني، مشيرا إلى أنها كانت الأكثر جرأة وشجاعة في مواجهة النظام من بين جميع التظاهرات التي شهدتها إيران في الشهور السابقة.
وأكد “باباك تغفاي”، الذي كان خبيرا عسكريا قبل انشقاقه عن النظام الإيراني ومغادرته لطهران، أنه لا يوجد شك في أن النظام حاليا يلفظ أنفاسه الأخيرة وأن عملية سقوطه مسألة وقت.

يذكر انه في نفس الوقت عادت الاحتجاجات العمالية لتهز إيران بقوة، في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة للعمال، جراء تأخر رواتبهم، وتفشي ظاهرة التمييز، والحرمان من المزايا الوظيفية.