جدة ــ البلاد
أعلنت المملكة العربية السعودية وخمس دول عربية هي الإمارات والبحرين ومصر، وليبيا واليمن امس الاثنين، قطع علاقاتها الدبلوماسية بقطر، وأخذت قرارات متفرقة بشأن منع سفر مواطنيها إلى قطر، وإغلاق المجال البحري والجوي أمام الطائرات والبواخر القطرية.
ويحمل القرار بحسب مراقبين أزمات اقتصادية كبيرة للدوحة، على صعيد النقل الجوي والبري، بكل تداعيات ذلك على قطاعات حيوية ومن بينها التجارة وقطاع الأعمال.
قطع رافد اقتصادي :
وسيحتم إغلاق الدول الستة لكافة المنافذ البحرية والجوية أمام الحركة القادمة والمغادرة إلى قطر، ومنع العبور لوسائل النقل القطرية كافة القادمة والمغادرة، على الخطوط القطرية والتي تعتبر رافدا اقتصاديا أساسيا لقطر، تسيير رحلات أطول خاصة إلى إفريقيا، ما يقوض نموذج عملها المعتمد على مسافري الترانزيت.
تبادل تجاري :
وأظهرت بيانات اقتصادية ان حجم التبادل التجاري بين قطر والدول العربية الـ 5 التي قطعت علاقاتها، بلغ نحو 43 مليار ريال سعودي (11.5 مليار دولار) بفائض تجاري قطري يبلغ نحو 3 مليار ريال (818 مليون دولار).
ووفقا لبيانات كل من الهيئة العامة للإحصاء السعودية وخريطة التجارة العالمية (World Trade Map) فإن صادرات قطر للدول العربية الخمس تبلغ سنويا نحو 23 مليار ريال ( 6.14 مليار دولار) في المقابل تستورد قطر من الدول الـ 4 بنحو 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار)
ووفقا لآخر بيانات تفصيلية متاحة (2015م) تشكل تجارة قطر مع تلك الدول نحو 10.4% من إجمالي التجارة الخارجية لقطر والتي بلغت نحو 414.7 مليار ريال سعودي (110.6 مليار دولار)، حيث شكلت صادرات قطر للممكلة وباقي دول التعاون الخليجي نحو 8.5% من اجمالي صادراتها لدول العالم البالغة نحو 292.4 مليار ريال ( 78 مليار دولار)، فيما شكلت وارداتها من تلك الدول نحو 16.3% من اجمالي وارداتها من دول العالم والبالغة نحو 122 مليار ريال (32.6 مليار دولار).
وتشير البيانات إلى أن دولة الامارات العربية المتحدة هى الاكبر تجارة مع قطر بقيمة 28.5 مليار ريال سعودي (7.6 مليار دولار) بقيمة صادرات قطرية للامارات 17.75 مليار ريال (4.7 مليار دولار) مقابل واردات قطرية من الامارات بقيمة 10.7 مليار ريال (2.86 مليار دولار) أي بفائض تجاري لقطر قيمته 7 مليار ريال (1.9 مليار دولار).
وتأتي المملكة في المركز الثاني من حيث حجم التجارة مع قطر فوفقا لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية بغت تجارة المملكة مع قطر في العام 2015م نحو 8.6 مليار ريال (2.3 مليار دولار)، بقيمة صادرات قطرية للسوق السعودية تبلغ 1.8 مليار ريال (481 مليون دولار) في مقابل صادرات سعودية للسوق القطرية بقيمة 6.8 مليار ريال (1.8 مليار دولار)أي بفائض تجاري سعودي يقدر بنحو 5 مليار ريال.
وفي المركز الثالث مصر بقيمة تجارة مع قطر تقدر بنحو 3.97 مليار ريال (نحو مليار دولار)، بقيمة صادرات قطرية للسوق المصرية 2.6 مليار ريال ( 699.4 مليون دولار) وواردت قطرية من مصر بقيمة 1.35 مليار ريال ( 361 مليون دولار) أي بفائض تجاري لصالح قطر قيمته 1.27 مليار ريال (338.3 مليون دولار).
واخيرا البحرين بحجم تجارة 1.94 مليار ريال (517 مليون دولار) بصادرات قطرية للسوق البحرينية بقيمة 852 مليون ريال (227.2 مليون دولار) وصادرات بحرينية لقطر بقيمة مليار ريال (290 مليون دولار) أي بفائض تجاري بحريني بقيمة 234 مليون ريال (62.5 مليون دولار)
هبوط حاد :
وهوت سوق الأسهم القطرية امس بعدما قطعت المملكة العلاقات مع الدوحة متهمين إياها بدعم “الإرهاب”.
وهبط مؤشر البورصة القطرية 7.6% في الساعة الأولى من التعاملات. وكانت بعض الأسهم القيادية في السوق هي الأكثر تضررا حيث هوى سهم فودافون قطر الأكثر تداولا بالحد الأقصي المسموح به يوميا والبالغ عشرة بالمئة، وهبط سهم بنك قطر الوطني، أكبر مصرف في البلاد، 5.7%.
وتكشف هذه التراجعات عن حجم تخوف المستثمرين في البورصة القطرية من الإجارءات الخليجية على الاقتصاد وبيئة الاستثمار في قطر.
وتصدر الأسهم الأكثر خسارة في بورصة قطر عدد من الأسهم القيادية على رأسها سهم ناقلات 10%، والسلام العالمية، قطر وعمان، أعمال، الخليج الدولية، دلالة القابضة والعامة للتأمين بنفس النسبة.
وبحسب بيانات البورصة، تشكل المملكة ودول الخليج الأخرى على ما جرت العادة عليه ما بين خمسة وعشرة بالمئة فقط من التعاملات اليومية في بورصة قطر.
وهبطت السندات الدولارية السيادية لقطر استحقاق 2026 بواقع 1.8 سنت وفقا لبيانات تريدويب إلى 99 سنتا للدولار. كما نزلت السندات الأقصر أجلا استحقاق 2019 وسجلت أقل مستوى لها منذ أواخر 2013 على الأقل.
وكان أحد كبيري المحللين بوكالة موديز للتصنيف الائتماني قال إن هذا الخلاف قد يؤثر سلبا على الجدارة الائتمانية لقطر إذا عرقل التجارة والتدفقات الرأسمالية.
ايقاف رحلات :
وأعلنت الخطوط الجوية والسعودية عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إيقاف جميع رحلاتها إلى قطر.
وجاء القرار عقب قرار الرياض قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع الدوحة بسبب مواقفها العدائية ضد المملكة ودعمها للجماعات الإرهابية والمتطرفة.
وكانت شركات مصر للطيران والعربية للطيران والاتحاد والإمارات قد علقت رحلاتها إلى قطر
عواقب :
وقال المحلل الاقتصادي السعودي حسين شابكشي، ، إن منع الطيران وخطوط الملاحة البرية والبحرية القطرية من المرور داخل الحدود السعودية والإماراتية والبحرينية ستكون له انعكاسات خطيرة على اقتصاد قطر خلال الفترة القادمة.
وأضاف شابكشي أن الرحلة من قطر إلى لندن ستستغرق 12 ساعة بدل 6 ساعات، بعد منعها من عبور الاجواء السعودية، وبالتالي الجدوى الاقتصادية للطيران من الدوحة إلى لندن ستصبح أكثر كلفة وأكثر إرهاقا.
وأضاف أن 80% من المنتجات الغذائية في مراكز التموين القطرية موردها سعودي ومنفذها بري، وإذا منعت من الدخول إلى قطر سيتأذى المستهلك القطري، ويكون البديل اغلى ثمنا وصلاحية مختلفة. حيث تعتمد أغلبية الشركات القطرية على السوق الخليجي.
وأضاف “ولو صنفت قطر كدولة غير مرغوب فيها ستكون حدة التنافسية للشركات القطرية مصابة بانهيار تام، لأن أكثر من 80% من إيراداتها واستثماراتها قادمة من السعودية والإمارات والبحرين. القطريون يستيقظون على سونامي اقتصادي خطير جداً، وسيكون له تبعات كبيرة من ناحية جذب رؤوس الأموال والاستثمارات الخارجية وتمويل مشروع كأس العالم بالإضافة إلى عجز الميزانية”.