[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]الدكتور / عبدالله بن صالح العبيد[/COLOR][/ALIGN]
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وحمداً لله على ما أكرمنا به أن جعلنا من أمة القرآن وأتباع سيد الأنام عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة والسلام فقد خصّنا ــ سبحانه ــ بأفضل كتبه كتاب لايأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه حفظه ــ سبحانه ــ من التعديل والتبديل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، تفنى الكتب وهو باق ، وتزول الأمم والدول والبشر وهو قائم، يُتلى آناء الليل وأطراف النهار ، قامت لغات وفنيت لغات ولغته باقية بل نامية .. زالت الكثير من الرسوم والشخوص والخطوط ورسمُه باق ، فنيت أصوات ولهجات ولغة أدائه تتوارث جيلاً بعد جيل.
وحمداً لله على ما أكرم به المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها من قيامهم بخدمة هذا الكتاب والعمل على نشره وتفسيره ، وخدمة علومه ، فكم هي الكليات والأقسام والجمعيات والجماعات والمدارس والمحطات المسموعة والمرئية والمسابقات العلمية التي تخدم هذا الكتاب العزيز .وما مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف إلا أحد المعالم البارزة على ماتبذله المملكة في هذا السبيل فقد، نتج عنه الملايين من النسخ بوسائل النشر المتعددة وثبتها على موقعه على الشبكة العنكبوتية. كما نشر العديد من التفاسير والترجمات لمعانيه. وأقام العديد من الندوات والمؤتمرات واللغات للعناية به وبعلومه تعلُّماً وتعليماً وحفظاً ونشراً وتاريخاً وتوثيقاً .
وإذ يقيم المجمع هذا الملتقى لخطاطي المصحف الشريف فإنما يضيف بذلك خدمة لهذا الكتاب الكريم, وخدمة للفئة التي نزل بها ويكتب وينطق بها. فقد كان لهذا الكتاب العظيم أثره البالغ في حفظ اللغة العربية، وانتشارها، وقف عليها عبر مئات السنين التي مرت بها، وعشرات الحضارات التي تعاملت معها تأثراً وتأثيراً وأخذاً وعطاءً.
لقد كان جمع القرآن الكريم أولى الخطوات التي ساعدت على تحسين الخط العربي ونقلها من لغة أصوات إلى التعامل والتعاطي على الحضارات المكتوبة، وكان للإبداع في تحسين كتابته الأثر الواضح في تفاعله مع آليات وأدوات اللغات الأخرى التي تعامَلَ العرب والمسلمون مع شعوبها.
وإذ يدرك المجمع دوره في هذا المجال قام بعقد هذا اللقاء الذي ينعقد في عالم متسارع الخطوات في كل مجالات الحياة وبخاصة في مجال تقنية المعلومات . ولإن كان للهندسة أثرها قديماً في الإسهام في تحسين وتطوير الخط العربي فالمأمول من هذا اللقاء بالإضافة إلى التوثيق التاريخي والعمل التكريمي أن يسهم من خلال خبرة الخطاطين وجهود المهندسين المختصين التقنيين في تطوير الخط العربي، والمزج بين الخط اليدوي الذي وقف نموه مع تقنيات الخطوط في الحاسوب والطباعة الالكترونية . والعمل على سد الفجوة التي نعيشها بين جمود الخط اليدوي وما يعيشه الجيل الحاضر وما ستعيشه الأجيال القادمة من تواصل مع الحرف المطبعي وتجدده . وما يحقق تطوير الخط العربي وأدواته بما يتناغم مع أفاق التقنية الحاسوبية والطباعة وآلياتها.
وختاماً أزكى جزيل شكري وتقديري للإخوة العاملين في المجمع وعلى رأسهم معالي الأخ الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ المشرف العام على المجمع وسعادة الأستاذ الدكتور محمد سالم العوفي على مايبذلونه من جهد في سبيل خدمة كتاب الله ـ عز وجل ـ . كما أسأله ــ سبحانه ــ دوام العون والتوفيق والسداد كل عامل لإعلاء كلمة الله وخدمة كتاب الله.
