إسطنبول- الأناضول
توقع محللون سياسيون وأمنيون أن يقوم تنظيم “داعش” الإرهابي، بهجمات انتقامية في مناطق مختلفة من العالم، بعد انحسار انتشاره في العديد من المدن والبلدات في ليبيا والعراق وسوريا، مستغلا أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، لإيقاع أكبر صدى إعلامي ممكن.
حيث شهدت عدة مدن في تركيا ومصر واليمن والأردن وألمانيا، عدة هجمات إرهابية في الفترة الأخيرة، تبنى “داعش” معظمها.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي الليبي صلاح البكوش: “أعتقد أن ما حدث من هجمات في عدة دول عربية وإسلامية في الفترة الأخيرة، يبين أنك ربما تقضي على داعش في مدينة معينة، لكن ذلك لا يعني أنك قضيت على التنظيم تماما”.
وأوضح البكوش، أن “داعش، مازال قائما، ومن الممكن أن يكون هناك أشخاص من الذئاب المنفردة، يمكنهم القيام بعمليات إرهابية في مناطق متفرقة”.
وأضاف: إن “التنظيمات الإرهابية تسعى للقيام بعمليات كبيرة، من خلال اختيار أوقات وأماكن معينة للقيام بهجماتها؛ لذلك لا أستبعد القيام بهجمات إرهابية في رأس السنة الميلادية، لإحداث أكبر صدى إعلامي دولي”.
من جانبه يرى رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بالأردن الدكتور جواد الحمد، أنه من الممكن أن تقع عمليات إرهابية في أوروبا خلال أعياد الميلاد؛ لأنها أعياد مسيحية بالدرجة الأولى، وداعش، تنظيم يتسم بسلوك وحشي، وليس له معايير إسلامية أو إنسانية أو أخلاقية.
غير أن الباحث الأردني أشار إلى أن “العمليات الإرهابية التي تنفذ في أوروبا هي في الأصل أوروبية المنشأ”.
وقال الحمد: “من قاموا بالهجمات في أوروبا، نشؤوا فيها، ويحملون جنسياتها، وتربوا في ثقافتها، وتعلموا في مدارسها”.
وتساءل إن كان هؤلاء الذين ينفذون هجمات في أوروبا “ذئاب داعش المنفردة، أم أجهزة استخبارات تقف وراءهم”؟
وطرح رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط تساؤلات حول منشأ داعش، وتطورها بتلك السرعة، وقتالها قوى دولية وإقليمية ومحلية في العراق وسوريا واليمن وليبيا في نفس الوقت، دون أن تتمكن هذه القوى من هزيمتها.
وأشار إلى أن “إيران أكثر المستفيدين من داعش، الذي تأسس في العراق في 2004، حسب تصريح لبشار الأسد خلال فترة هيمنة أمريكا وإيران على العراق”.
أما الباحث في مركز برق للدراسات بتركيا محمد سالم، فلفت إلى أن داعش، ينظر إلى أعياد الميلاد المسيحية على أنها “فرصة” من الناحيتين الدينية والأمنية.
وأوضح أنه “من الناحية الأمنية، فالناس يتجمعون في أعياد الميلاد، مما يسمح بالقيام بهجمات تستهدف هذه التجمعات على غرار عمليات الدهس التي وقعت في ألمانيا، الإثنين الماضي، أو عملية نيس الفرنسية”.
وأضاف سالم: إنه “من الناحية الدينية فإن داعش، يصور هجماته على النصارى خلال أعياد الميلاد على أنه في مواجهة حرب صليبية”.