أرشيف صحيفة البلاد

خبراء يتحدثون لـ(البلاد) عن مبادرة خادم الحرمين للاستثمار

جدة – إبراهيم المدني – صالح سالم

أعلن صندوق الاستثمارات العامة إطلاق “مبادرة مستقبل الاستثمار”، التي تعدّ الأولى من نوعها على مستوى العالم، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتشكل المبادرة نقلة نوعية في مجال الاستثمار العالمي، خاصة أنها ستركز على استكشاف ومناقشة الاتجاهات الاستثمارية والفرص والتحديات والقطاعات الناشئة ، التي ستسهم في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد والاستثمار في المملكة والعالم خلال العقود المقبلة.

” البلاد ” استطلعت آراء المحللين الاقتصاديين في مدى تأثير هذه المبادرة محلياً وعالمياً.• اكتشاف فرص جديدة

قال المحلل والمستشار الاقتصادي أحمد الشهري إن الاستثمار العالمي يواجه عقبات في حركة الاموال ؛ نتيجة للفجوة بين حجم الاموال والاقتصاد الحقيقي، لذا الاتجاهات الجديدة تتطلب استراتيجيات مختلفة، ومبادرة مستقبل الاستثمار تمثل إحدى مبادرات التفكير العالمية ، وترمي إلى اكتشاف فرص جديدة ، لاسيما أن الشخصيات المتواجدة من كبار صناع الاستثمار حول العالم مثل “بلاك روك”.

وأضاف الشهري أن المملكة تملك صندوق سيادي ضخم، ومناقشة مسائل الاستثمار الملحة وابتكار اساليب جديدة سيسهم في إعادة تشكيل منهجيات الاستثمار العالمية ، التي تسعى للابتكار، فالمبادرة رسالة حول كيف سيفكر اقتصادنا في التحول الاقتصادي وفق الرؤية الجديدة 2030.

• انكماش البطالة
وأكد المحلل الاقتصادي سالم باعجاجة أن رؤية 2030 تعتبر رؤية ثاقبة لمستقبل مشرق مليء بالاستثمارات ، خاصة طويلة الاجل التي تدخل ايرادات غير نفطية متنوعة؛ تساهم في انكماش للبطالة ، التي تعتبر عائقاً أمام مستقبل ابنائنا وبناتنا؛ فالتوسع في الاستثمارات ومشاركة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية سيوفر مزيد من فرص العمل للمواطنين والمواطنات ، وتعتبر المبادرة فرصه للالتقاء بالعلماء والاكاديميين والاقتصادين لتبادل الرؤى والوصول إلى نتائج وتوصيات تفيد الرؤية وتزيد من امكانية فعاليتها.

• دور القطاع الخاص
وأشار مستشار المصرفية الإسلامية لاحم اللاحم إلى أن الاعتماد على الدعم الحكومي فقط ، دون اية مساهمة تذكر من جانب القطاع الخاص والمستثمرين الأفراد ؛ من أهم أسباب ضعف المملكة في جانب الإبداع في مجال التقنية والبحث العلمي والاختراع ، ولا شك ان الاقتصاد اليوم قائم على التقنية في الكثير من جوانبه كالتطبيقات التشاركية ( اوبر واير ان بي) والتجارة الالكترونية والطاقة البديلة والكثير الكثير ، حيث يمر العالم بتحول نحو الاقتصاد الذكي .

• البيئة التنظيمية المحفزة
وأردف اللاحم أنه لكي يستطيع الاقتصاد السعودي مواكبة هذا التحول والمساهمة فيه بفعالية والاستفادة منه في تنويع مصادر الدخل ؛ لابد من توفير البيئة التنظيمية المحفزة ، وكذلك توفير أذرع الدعم المالي المتمثلة في ؛ مؤسسات وصناديق رأس المال والحماية من المخاطر ، ولاشك ان هذه المبادرة أحد الوسائل لمناقشة هذه الإشكالات والخروج بحلول عملية لها.

• الصناديق السيادية
وأوضح الكاتب الاقتصادي حسن الأحمري أن فكرة الاستثمار في الصناديق السيادية من أهم الأدوات الاستثمارية التي اتجهت لها العديد من الدول بغية توفير مصادر دخل لتغطية النفقات وزيادة الرفاهية للمجتمع ، بعيداً عن الاعتماد على مصادر الدخل الآتية من الموارد الطبيعية .

• المنتدى همزة وصل
وواصل الأحمري أن المبادرة تأتي تماشيا مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ ، وأيضا الرغبة الواضحة في تبادل الخبرات ، وفتح مجال الفرص الاستثمارية بين الدول، ويعتبر المنتدى همزة الوصل والأداءه الفعالة في تطبيق تلك الأهداف المرجوة لجعل صندوق الاستثمارات العامة من أكبر الصناديق السيادية في العالم، وفِي الوقت ذاته فإن الدول الأخرى تسعى أيضا للاستفادة من تجربة المملكة في الاستثمار وخلق آلية للتواصل ، وأيضاً فرصة جيدة لتسويق ما لديهم من قنوات استثمارية قد تكون هدفا استثماريا للصندوق السعودي.

واعتبر أساتذة الاقتصاد ورجال الاعمال انطلاق مبادرة الاستثمار في المستقبل نقطة تحول جديدة في الاقتصاد الوطني ستسهم في فتح افاق استثمارية جديدة تتواكب مع رؤية المملكة 2030 وتتناسب مع احتياجات الناس في المستقبل. وقال الاقتصاديين ان رعاية الملك المفدى وسمو ولي عهده الأمين للمبادرة دليل على مدى الاهتمام الذي تمنحه الدولة للاستثمار باعتباره العنصر الفعال في الاقتصاد الوطني.

•خطوة غير مسبوقة
وفي هذا الاطار لفت الدكتور عبدالله المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الى أهمية المبادرة التي اعلن عنها صندوق الاستثمارات العامة وقال ستسهم المبادرة في دفع الاقتصاد الوطني نحو العالمية حيث سيشارك في المؤتمر اكثر من 2000 مشارك بالإضافة لـ 100 شخصية مؤثرة محلياً وعالمياً وبلغ عدد الدول والشركات العالمية المعتمدة في المبادرة 65 وهذه الأرقام دلالة على المكانة الرفيعة والتي تحظى بها المملكة في العالم وأضاف د. عبدالله يقول الاستثمار في المستقبل أساس النمو الاقتصادي وقيادة المملكة ادركت ذلك واهتمت بالاستثمار حتى صار جزء من ميزانيتها.

وقال ان المبادرة ستقدم افكاراً جديدة للاستثمار في المستقبل فالخبرة العالمية تدرك أهمية الاستثمار وموقع المملكة وتحرص على فتح أفاق جديدة لها في الشرق الأوسط وفي نفس الوقت ستسعى المملكة للاستفادة من الخبرات العالمية بما يعود عليها وعلى وطنها ومواطنيها وزائريها بالخير والفائدة وامتدح عضو الجمعية السعودية للاقتصاد إطلاق الصندوق للمبادرة وقال غدت المملكة نموذجاً في المبادرات الإيجابية ومنطقة جاذبة للعالم.

• فوائد كثيرة
من جانبة اكد الدكتور حبيب الله بن محمد تركستاني أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد وإدارة الاعمال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة. ان المؤتمر المزمع اقامته بالرياض في أكتوبر القادم ستكون له فوائد كثيرة على الاقتصاد الوطني بل والعالمي. وأضاف يقول من خلال قراءتي للاخبار المنشورة عنه لاحظت ان هناك اهتمام عالمي كبير وذلك من خلال مشاركة نخبة متميزة من المستثمرين وصناع القرار والمدراء التنفيذين في الشركات العالمية المهتمة بالاستثمار وهذا بالطبع سيدفع بالاقتصاد الوطني نحو العالمية مشيراً الى ان المشاريع الخدمية تعتبر هي الأنسب للاقتصاد السعودي فهي لا تحتاج لرأس مال كبير ومردودها جيد جداً.

•مشاريع في الغذاء
الى ذلك اعتبر رجل الاعمال الشيخ عبدالخالق سعيد المبادرة فرصة جديدة تقدمها قيادة المملكة لـ المستثمرين في العالم وفي المملكة بشكل خاص. وقال احتضان المملكة للمبادرة في مدينة الرياض رسالة للعالم تؤكد رغبة القيادة في تنويع مصادر الدخل وتنفيذ رؤيتها 2030 حسب ما رسم لها. وأشار الشيخ عبدالخالق سعيد الى ان المشاريع المهمة خلال العقود القادمة كثيرة ولعل ابرزها مشاريع الغذاء فلاتزال المملكة بحاجة الى مشاريع في هذا المجال لسد احتياجاتها داخلياً والتوقف عن الاستيراد من الخارج وكذلك المشاريع الخدمية فنحن بحاجة الى هذه المشاريع لتلبية متطلبات هذه المرحلة والعقود القادمة بمشيئة الله.