القاهرة – وكالات
قال مسؤول سابق بوزارة الخارجية المصرية: “نتعامل مع دول وليس مع أفراد” وذلك بشأن مستقبل المباحثات بين بلاده وبين إثيوبيا، فيما يخص أزمة ملف سد النهضة، بعد وصول رئيس جديد للحكومة الإثيوبية.
فمنذ الإعلان عن اختيار “أبي أحمد”رئيسا جديدا للوزراء في إثيوبيا بعد شهرين من استقالة رئيس الوزراء هيلا مريم ديسالين توالت التساؤلات داخل مصر حول مصير مفاوضات سد النهضة.
وتسببت الاستقالة التي دفع بها مريام ديسالين من منصبه في تأجيل اجتماع ثلاثي حول سد النهضة كان مقررا أن تستضيفه الخرطوم نهاية فبراير الماضي. غير أن السفير المصري بالسودان، أسامة شلتوت، أعلن عن اجتماع حول سد النهضة الإثيوبي تستضيفه الخرطوم يومي 4 و5 أبريل/نسيان القادم بمشاركة وزراء الخارجية والموارد المائية ومديري المخابرات بالدول الثلاث.
وكانت القمة الثلاثية التي جمعت، رؤساء السودان وإثيوبيا ومصر في أديس أبابا، على هامش القمة الأفريقية الأخيرة، أقرت انعقاد اجتماع الخرطوم برئاسة وزراء الخارجية وحضور وزراء الري ومديري أجهزة المخابرات في الدول الثلاث.
وقال السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق: إن مصر “تتعامل مع دول وليس مع أشخاص”، مؤكدا أن “الأطراف كافة تعي جيدا أهمية مثل هذه اللقاءات بعيدا عن استقالات هنا أو هناك”.
وأضاف حجازي: إن مسار مفاوضات سد النهضة معروفة ومحددة، وتم الاتفاق عليها بين الدول الثلاث، ومصر تتفهم جيدا الظروف التي مرت بها أثيوبيا، وعليه وافقت على تأجيل الاجتماع.
وفي ذات الاتجاه قالت الخبيرة في الشؤون الأفريقية، أسماء الحسيني: إن اختيار رئيس وزراء جديد لإثيوبيا “لن يكون له تأثير سلبا أو إيجابا” على مسار المفاوضات.
غير أنها لفتت إلى أن رئيس الوزراء الجديد سيكون مهتما في المقام الأول بمشكلات بلاده الداخلية، أما ملف سد النهضة فإنه يخص الدولة الإثيوبية عموما بعيدا عن شخص رئيس الحكومة.
يأتي ذلك في الوقت الذي يقوم وفد أمريكي برئاسة “إيريك ستروماير” مساعد وزير الخارجية بالإنابة لشرق أفريقيا بزيارة تشمل السودان ومصر وإثيوبيا للوصول إلى تفاهمات بشأن أزمة سد النهضة القائمة بين الدول الثلاث.
وتعليقا على هذه الزيارة، قالت وزارة الخارجية السودانية في بيان: إن جولة الوفد الأمريكي تشمل السودان ومصر وإثيوبيا بغرض التعرف على مواقف الدول الثلاث حيال قضية سد النهضة من أجل تكوين نظرة “محايدة”.
واستقبل وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور الوفد الأمريكي، مرحبا بمواصلة الحوار مع الولايات المتحدة، ومؤكدا عزم السودان على مواصلة التفاوض والحوار البناء حول السد، والعمل من أجل تقريب وجهات النظر للوصول إلى نتائج مرضية لجميع الأطراف.
ورأت وسائل إعلام مصرية أن زيارة الوفد بمثابة تدخل على الخط للقيام بوساطة لحل الأزمة، وهو ما علق عليه خبراء بأنه يجب موافقة الأطراف كافة على ذلك.