جدة – فاطمة آل عمرو
اعتبر عدد من المحللين السياسيين، أن تبني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عنوان “قمة القدس” كان تحولًا استباقيا لخطوات سوف تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وأن انعقادها يؤكد أن الوطن العربي بالرغم من جراحه النازفة والمندملة، قادر على التواصل وتجاوز بعض الخلافات، وأن مبادرات السعودية، وثقة القيادات العربية بالدور السعودي، أضفى حيوية على المؤتمر وقفز بالقضية الفلسطينية إلى بند أولي وأساسي، وتشارك كل العرب في إدانة الموقف الأمريكي من القدس، وزادت حالة الارتياح حينما أعلن الملك سلمان، دعم القدس.
(البلاد) استطلعت آراء عدد من السياسيين:
بداية.. أكد الكاتب والباحث السياسي البحريني عبدالله الجنيد، أن تبني عنوان “قمة القدس” من قبل خادم الحرمين الشريفين، كان تحولا استباقيا لخطوات سوف تشهدها منطقة الشرق الأوسط ،وكذلك العالم في منتصف مايو المقبل، عندما تحتفل دولة اسرائيل بميلادها السبعين، ويتوقع الجنيد أن يكون لهذا العنوان الكثير من الخطوات العملية، موضحا أن الاتحاد الأوروبي سوف يكون متضامنا في الكثير من الخطوات.
مؤكدا أن القمة قدمت جملة من العناوين، وعملية احتواء الأخطار والتهديدات لن تكون بالعمل من خلال العمل العسكري فقط ، وإنما من خلال الجهد الدبلوماسي والسياسي والتنموي في محيطنا الجيوسياسي، أيضا، وهذا ما أكدت عليه القمة، و الدور القيادي للمملكة فاعل في كل العالم العربي والاسلامي والذي أسهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار، وقال :الآن عندما تتطلع المملكة بدور منفرد في هذه القيادة، فبالتأكيد نتطلع إلى المزيد لحل الكثير من الملفات العربية العالقة.
وأشار الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي ضرار بالهول الفلاسي أن القمة اخرست أفواه الكثيرين من المشككين، بعد تسميتها بقمة القدس، وأضاف: وقد أثبتت المملكة بالمنطق، قولا وفعلا بأن الملك سلمان على قدر المسؤولية، وأن القدس في قلوبنا، وأوضح أن الفرق بيننا وبين الحاقدين، أن اعتمادهم على التطبيل فقط والنفاق.
من جهة أخرى، قال المحلل السياسي عقل الباهلي: إن انعقاد القمة كان مهما ،ليؤكد أن الوطن العربي بالرغم من جراحه النازفة والمندملة قادر على التواصل وتجاوز بعض الخلافات، وفي اعتقادي أن القيادة السعودية ودورها بطبيعة مسؤوليات القمة هو التنظيم وتنفيذ جدول القمة ورعاية المشاريع العربية خلال العام القادم؛ حتى انعقاد القمة الثلاثين في تونس، إلا أن مبادرات السعودية وثقة القيادات العربية بالدور السعودي أضفى حيوية على المؤتمر، وقفز بالقضية الفلسطينية إلى بند أولي، وأساسي وتشارك كل العرب في إدانة الموقف الأمريكي من القدس وزادت حالة الارتياح، حينما أعلن الملك سلمان دعم القدس، والأنروا، وأسهم هذا الجهد في إزالة الضباب السلبي حول الموقف السعودي من القضية الفلسطينية، وهي قضية العرب الأولى وحدث هذا الضباب؛ بسبب تفسيرات خاطئة لتصريحات سعودية ومواقف مسبقة من خصوم وأعداء السعودية.
وكان البيان الختامي قد ركز على الموقف الجماعي، وتلافي المواقف المتباينة، وهذا أتاح للجميع بالاحتفاظ برؤيته والتصويت مع الإجماع.
وأكد المحلل السياسي الدكتور أحمد الموكلي أن القمة نجحت في الظهران؛ نظرا لمكانة خادم الشريفين في قلوب حكام العرب، وهذه القمة التي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين قمة القدس؛ كونها قضية الوجدان العربي والإسلام ولأهمية القضية الفلسطينية في قلوب حكام هذه البلاد قولاً وفعلاً ، لا شعارات تحمل، الأمر الذي يؤكد على القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ولا يمكن التنازل عن هذا الحق. وقال: إن الدعم المادي الكبير الذي حظيت به الأوقاف الاسلامية في القدس، يعزز هويتها الإسلامية.