كتب: محمد شحاتة
حول أسباب الطلاق وأثرها على وحدة النسيج الاجتماعي، بل وتحولها إلى خطرٍ حقيقيٍ يهدد استقرار المجتمعات العربية، بعد أن أكدت الإحصائيات أن ما يزيد عن 90% من الزيجات في منطقة الخليج تنتهي بالطلاق قبل نهاية العام الأول، أشار خالد الحليبي -مدير مركز التنمية الأسرية- إلى أن زيادة نسب الطلاق في المنطقة العربية تعد كارثة، خاصة أن هناك الكثير من الأسر التي يتم تشريدها بسبب هذا التفكك.
وأكد الحليبي أن عددًا من أسباب الطلاق يعود إلى الجانب الاقتصادي وعدم التكافؤ الاجتماعي بين الزوجين، مشيرا إلى أن عدم التكافؤ المالي بين الفتيات والشبان، يجعل هناك إشكالية كبيرة بالنسبة للزوجات اللاتي لا يستطعن التعايش والتكيف مع المستوى المالي الجديد.
وأوضح أن الزواج هو أكثر التقاليد في العالم التي تحدث الفوارق بين المجتمعات وبعضها، لافتا إلى أن من أبرز أسباب الطلاق في السنة الأولى هو عدم تأهيل الزوجين قبل الزواج على التأقلم مع الحياة الجديدة.
كما لفت إلى أهمية إنشاء مكاتب خاصة تقوم بتوعية الشباب بالحياة الزوجية الجديدة بين الطرفين ومصاعبها وكيفية التغلب عليها، ووجوب إنشاء مكاتب صلح لحل المشكلات بين الزوجين في حالة وقوعها للحفاظ على تماسك الأسرة.
من جهته رأى رئيس المجلس الاستشاري الأسري خليفة المحرزي، أنه في منطقة الخليج تحدث حالة طلاق كل 3 دقائق، بينما في مصر كل 6 دقائق، لافتا إلى أن عدد حالات الطلاق في المجتمع العربي تزيد عن أكثر من 6 مليون حالة، كما أن الطلاق دائما في ازدياد والزواج في انخفاض.
وأوضح المحرزي أن المشكلة الحقيقة ليست متعلقة بالطلاق، وإنما متعلقة بالقيم الموجودة في المجتمع، حيث إن أغلبية الشباب قد فقدوا قدسية معنى الزواج، بل أصبح الزواج بالنسبة للشاب هو نوعٌ من الترف،
لافتا إلى أن أولويات الاختيار عند الشباب تختلف عن أولويات الاختيار لدى الفتيات، وهو ما يسبب فجوة كبيرة بين الزوجين بعد الزواج، مما يؤدي إلى وقوع الطلاق.