جدة ـ واس ..
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهما الله كلمة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعام ١٤٢٩هـ .
وفيما يلي نص الكلمة التي تشرف بإلقائها عبر وسائل الإعلام معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى وزير الثقافة والإعلام بالنيابة الدكتور سعود بن سعيد المتحمي :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم كتابه \" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان \" والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد القائل \" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \" وعلى آله
وصحبه أجمعين .
أيها الأخوة والإخوات : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير .
فلقد أهل علينا شهر رمضان المبارك الذي جعله الله سبحانه وتعالى شهر خير وبركة ليغمرنا بالرحمة والمغفرة ويبعث في أنفسنا معاني القربى والتعاطف ويجدد القيم العليا التي دعا إليها هذا الدين الخاتم حينما أنزل \" تبارك وتعالى \" في هذا الشهر كتابه الكريم فغدا شهر رمضان بذلك سيد الشهور لأنه شهر القرآن الكريم ولأنه الشهر الذي يوثق اللحمة ويذكي مشاعر العطف والمحبة ويبني المجتمع الإسلامي الذي يقوم على عظيم الأخلاق ورفيعها هذا الشهر الذي تفتح فيه أبواب السماوات لفعل الخيرات والتقرب إلى الله .
أيها الإخوة والأخوات :
إننا ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل بالبشر والسرور نسترجع قول النبي عليه الصلاة والسلام وهو يبشر أصحابه بقدومه ويهنئهم به قائلا : \" يا أيها الناس قد جاءكم شهر مبارك شهر افترض الله عليكم صيامه شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتصفد فيه الشياطين \" .
لقد أعطانا هذا الشهر الكريم دروساً عظيمة نراها ونتأملها بأعيننا وبصائرنا فنرى كيف يحنو الإنسان على الإنسان وكيف يستشعر الغني معاناة الفقير وكيف يتسابق المسلمون للفوز برضا الله وقد قادهم هذا الشهر إلى إذكاء كل المعاني الإنسانية النبيلة التي هي بعض من مآثر هذا الدين الإسلامي السمح .
أيها الإخوة والأخوات :
إن ديننا الإسلامي دين محبة وتراحم وتسامح ورسالته قد أنزلت رحمة للعالمين وطريقه طريق خير وصلاح وبناء ومنهجه منهج حوار وألفه ومشاركة فاعله في صنع الحضارة الإنسانية .
ومن هذا المنطلق فإن المملكة العربية السعودية التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين تستشعر دائما دورها وواجبها ومسؤولياتها تجاه الذود عن حياض الإسلام والعمل على خدمة مصالح المسلمين وتجسيد حوارهم مع ثقافات ومجتمعات وأديان العالم الأخرى بغية بناء عالم إسلامي متقارب متآزر ورغبة في تكريس مفاهيم السلام والعدالة والرفاه للإنسانية جمعاء , وهذا الشهر الفضيل يجدد في نفوسنا الالتزام بهذه المثل والقيم والأهداف .
أيها الإخوة والأخوات الكرام :
إننا نحمد الله \" كما يحب ويرضى \" أن بلغنا هذا الشهر الكريم وندعوه أن يعيننا على صيامه وقيامه وأن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر وأن يرحم من استأثرهم الله بواسع رحمته وأن لا يحرمنا أجره وفضله إنه القادر على كل شيء .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .