أرشيف صحيفة البلاد

حين تهب رياحك تأتي كالبلسم

يا سيدي :
أتعرف أن الحزن لا يليق بك
وأن اختفاء الابتسامة من على وجهك يضني
فأنت عودتنا على رسم الابتسامة
واشعال قناديل الفرح في كل الحدود
قريب منا بأنفاسك
صديق ألفه الجميع
معه الكل تناسى إطلالات الحزن
واشراقات الألم
سافر بنا إلى مساحات الود
التي أشعلتها بإحساسك الصادق
يا من يشاركنا أصدق المشاعر
ويتوهج في أعماقنا
لا تدع الغيوم تحجب أضواءك
التي تنير خطواتنا الباحثة عن الدفء
يا سيدي : حين تهب رياحك تأتي كالبلسم
تمنحنا إحساسا آخر بالتفرد
كم يكتنفنا الحزن حين يشرق صمتك على كل الزوايا
وتهجر مرافئ السرور التي اعتادت عليها حدائقنا
فنسيمك يشعل قناديل الإنس في كل الاتجاهات
فأنت غيم ومطر
نهر من مشاعر جياشة
وأحاسيس متدفقة تعطرنا بكل ألوان البهجة
لم أحترقت الموانيء
أهناك ما يزعجك ويكدر خاطرك
اليوم تظهر بصورة مختلفة جدا
عما عهدناه منك
ابتسامة غائبة
سابح في صمت طويل
خيالك غادر المكان والزمان
وهاجر من كل المدن التي تشتاق لك
ها هي يدي تتنظر مصافحتك
لننطلق صوب مساحات أرحب
يشرق فيها الأمل
ويتألق السرور في افيائها
وتنتشي اللحظات بها
وتزهر الأمسيات بهطولك
يا قريبا من كل نبض
هل تسمح لنا بأن نبحر معك
لننسيك أحزانك
فقط امنحنا الفرصة
لنخرجك من ظلام اللحظات إلى اشراقات العمر
ومن غياب الإنس إلى واحات لاتشع فيها غير البهجة
ومن ضنى الدقائق إلى معانقة مدن السعادة
التي حتما تطرب لوقوفك فيها
وتأملك في أعماقها
وأبحارك في أروقتها
فلتكن معنا
لأننا بك نسعد
سيف المرواني
عازف شجن