كتب : علاء سعيد
نظراً للتطور الحضاري والتنمية المطردة التي حدثت في المملكة خلال القرن الماضي في جميع مجالات الحياة المختلفة، فقد ازدادت الحاجة إلى معالجة الأمور البيئية والمشاكل التي نجمت عنها.
ونتيجة ما صاحب تلك النهضة من آثار بيئية في المجالات المختلفة كالصناعة والزراعة والعمران والتعليم والصحة قامت المملكة بوضع توصيات واحتياطات عامة يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار أو الاستفادة منها لمعالجة بعض ظواهر تلوث البيئة.
ولعل أهم شيء في معالجة المشاكل البيئية المختلفة هو تقنين وسائل التنمية الحديثة أخذاً بعين الاعتبار المسائل البيئية وطرق معالجتها ومكافحة التلوث الناجم عنها ولعل من أفضل الطرق للتنسيق بين الوزارات والجهات الحكومية المختلفة هو تكوين وكالة خاصة منفصلة لحماية البيئة.
وقد تركزت أهم الإنجازات البيئية لمسيرة التنمية في المملكة في عدة أوجه حيث أنشئ في عام 1401هـ – 1981 م.مصلحة الأرصاد وحماية البيئة الذى أعقبه في عام 1406هـ – 1986م إنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وهي الهيئة التي قامت بمجهودات ضخمة للحفاظ على البيئة والمحميات الطبيعية الموجودة بالمملكة وإعادة توطين بعض الحيوانات المهددة بالانقراض.
كما تم تشكيل اللجنة الوزارية للبيئة عام 1415هـ – 1995م ، وأعدت وثيقة لبرنامج عمل
القرن الحادي والعشرين والتي حددت أولويات التنمية السعودية في إطار مفاهيم التنمية المستديمة.
واستمراراً لمجهودات المملكة في الاطلاع على كل ما هو جديد للحفاظ على البيئة والعمل على حل المشكلات التي تواجهها، أسهمت المملكة بشكل فعال في معظم المؤتمرات والفعاليات والنشاطات الدولية والإقليمية. وتم مواصلة العمل لاستكمال إعداد النظام البيئي الوطني العام والذي يشمل مجموعة متكاملة من المقاييس والمعايير البيئية وإعداد وثيقة الإستراتيجية الوطنية للصحة والبيئة في إطار نشاط إقليمي.
وفي السياق ذاته تم تأسيس مشروع التوعية البيئية السعودية بالتعاون بين مصلحة الأرصاد وحماية البيئة والقطاع الخاص. وإنشاء محميات للحياة الفطرية النادرة والمهددة بالانقراض، وثلاث مراكز للبحوث، كما تم زراعة ما يزيد عن عشرة آلاف هكتار من أراضي المراعي وأعيد زراعة ثمانين هكتاراً من الغابات وتوزيع خمسمائة ألف شتلة وذلك لمكافحة التصحر وتحسين البيئة.
وللحفاظ على البيئة من التلوث تم منع استعمال بعض المواد المضرة بالصحة والبيئة مثل المبيد المعروف باسم DDT والمبيدات السرطانية وغيرها، وتشجيع الأبحاث البيئية المختلفة والتي تعالج المشكلات البيئية في المملكة ودعمها مادياً.