أرشيف صحيفة البلاد

حكايتي مع .. مستر ( توني جاريا )

قبل أيام أعادني أحد الزملاء في العمل , وكان من المملوئين بالبشاشة وخفة الدم , أعادني دون أن يدري إلى سنوات كثيرة مضت , عندما أقبل نحوي هاشا باشا , وهو يردد من بعيد مبتسما 🙁 مرحبا وأهلين يـ ” توني جاريا ” .. حيث في زهران من ضربك ميه ) .
صديقي ذاك كان يريد تحيتي بشكل مختلف , وقد قابلته التحية بأحسن منها , لكنني سرحت بعد ذلك مع خيالي بعيدا , إلى أن وخزني فانتبهت , ثم انتحيت معه جانبا , وبدأت أروي له شيئا لم يكن يتوقعه .
قلت : إن مستر ” توني جاريا ” هذا , الذي ورد في بيت الشعر الذي قلته لي قبل قليل , كان هنا في جدة ذات يوم من زمن مضى , وقد جلست أنا وهو معا , وشربنا الشاي سويا ! .
اعتدل زميلي في جلسته كمن يريد أن يعرف تفاصيل القصة , ثم قال وضحكته مجلجلة : ( معقولة .. لا يكون صار يومها في جدة مباراة في المصارعة الحرة ) ؟ .
قلت : كلا .. ولكن الحكاية أن توني جاريا ( Tony Garea ) ذلك المصارع النيوزيلاندي الاسطوري , وقد كان من أبرز نجوم المصارعة الحرة في بداية الثمانيات الميلادية , وكان قوي الجسم ويتقن المصارعة السريعة من خلال الحركات الهوائية , التي أبدع فيها , سواء على المستوى الفردي أو الثنائي , كان قد زار المملكة لعمل دعاية لمنتوجات الألبان في بلاده , ومن ضمن المدن التي زارها جدة والرياض والشرقية .
وعندما وصل إلى جدة زار مدارس النصر الأهلية زيارة استعراضية أمام طلابها , وكان مدير أحد فروعها حينذاك صديق لي اسمه ” ناصر المالكي ” .. فاتصل بي قائلا : لدينا موضوع صحفي بعد غد ربما يصلح لك .. فأجبته موافقا ومسرورا وشاكرا .
وفي الموعد بالضبط .. كنت أجلس بجوار ذلك المصارع , بقامته التي ربما كانت تلامس الـ 180 سم , وبعضلاته المفتولة , وبنيته الجسمانية اللافتة , ثم كان لي معه حوار صحفي مصور , نشر في مجلة ” اقرأ ” حينها .. تحدث إليّ فيه عن كثير من شؤون وشجون المصارعة عموما , وحياته هو خصوصا .. وما إذا كان في المصارعة شيء من التمثيل والضحك على المشاهد .
ذاك ما كان عن حكايتي مع مستر جاريا .. أما عن بيت الشعر أعلاه , فإنه يكون للشاعر – عادة – ما ليس لغيره , ولذلك صار مسموحا للشعراء المبالغة في الوصف ربما حتى الثمالة , وقائل بيت الشعر هذا أرد أن يفخر بقبيلته كما هو حال شعراء العرب في الفخر بقبائلهم .
وخطر على باله في ذلك الوقت مستر جاريا كبطل مصارعة اسطوري , فارد أن يقول أن في قبيلته من الأقوياء كثيرون من أمثال توني جاريا في الجسارة والقوة .. فقال : ( مرحبا وأهلين يـ ” توني جاريا ” .. حيث في زهران من ضربك ميه ) .