الأرشيف الرياضة

حفل افتتاح ضخم سيجمع تاريخ الصين القديم مع وجهها المعاصر

حلقت أسراب الحمام وتساقطت قصاصات الورق من السماء بينما حملت الشعلة الاولمبية فوق سور الصين العظيم وسط ضباب الصباح امس الخميس عشية افتتاح الدورة الاولمبية التي تأمل الصين أن تعرض من خلالها قوتها كبلد عصري .
وقبل ساعات من وصوله إلى بكين لحضور حفل الافتتاح استخدم الرئيس الأمريكي جورج بوش بعضا من تعليقاته المبطنة ليحث الصين علنا فيما يتعلق بسجلها في مجال حقوق الإنسان .
وعبر أكثر من ٤٠ رياضيا سيشاركون في الدورة الخط الفاصل بين الرياضة والسياسة وحثوا الصين على حل مشاكل التبت بطريقة سلمية وحماية حرية التعبير والعقيدة .
وفي بكين تتصاعد الإثارة مع اقتراب نهاية مسيرة الشعلة التي حفلت بالمشاكل خلال شهور ويستعد البلد الذي يقطنه ١٫٣ مليار شخص لحفل افتتاح سيمزج على الأرجح بين تاريخه القديم ووجهه المعاصر .
وقال الطالب وينج تشينجيو ) ٢٨ عاما ) وهو يتابع موكب الشعلة على سور الصين العظيم \" كانت هناك مشاكل حول الشعلة لكن الان حان وقت الاحتفال .هل ترى كل هذا .يدل هذا على الحب الذي يكنه الصينيون للاولمبياد .\" وانطلقت موسيقى وطنية من مكبرات الصوت وتردد صداها في جنبات السور مع دقات الطبول التي اشاعت أجواء صاخبة .كما علق نموذج لتنين عملاق فوق أحد أبراج المشاهدة ومع وجود الجبال في الخلفية بدا المشهد وكأنه خلفية لرسم صيني قديم .
ولم تكن مسيرة الشعلة مصدر السعادة الوحيد للصينيين الذين احتفلوا مساء أمس الاول الأربعاء بفوز فريقهم لكرة القدم للسيدات في أول مباراة في منافسات الدورة بالتغلب ١ – ٢ على السويد في تيانجين دون أن تؤثر سحابة الضباب على حماسهن .
وستبدأ منافسات كرة القدم للرجال امس الخميس حيث ينوي البرازيلي رونالدينيو قيادة منتخب بلاده لإحراز الميدالية الذهبية لأول مرة .وستواجه البرازيل بلجيكا في شينجيانج وقال رونالدينيو إنه في حالة طيبة .
وتنطلق منافسات التنس يوم الأحد المقبل ويأمل كثيرون في مواجهة نارية أخرى بين الاسباني رفائيل نادال والسويسري روجيه فيدرر في نهائي فردي الرجال .وقال نادال إنه لم يحصل على قسط كاف من الراحة بعد مباراته التاريخية ضد فيدرر في نهائي بطولة ويمبلدون في السادس من يوليو تموز الماضي لكنه لا يزال يأمل في تقديم أفضل ما لديه والفوز بميدالية لاسبانيا .
وقال \" أشعر بإرهاق شديد ..لكني متماسك وكل شيء وارد .\" وستواصل عيون كثيرة رصد سماء العاصمة الصينية مع بقاء الدخان والحر الشديد مشكلة تؤرق الرياضيين .وتبدد الغبار قليلا اليوم الحميس وقالت السلطات التي أنفقت ١٨ مليار دولار على خفض نسب التلوث إن جودة الهواء اصحبت في حدود معقولة .واغسطس هو شهر العواصف الرعدية في بكين وتحدث المنظمون عن استخدام تقنية تجريبية \" للتأثير \" على السحب الملبدة لتبقى جافة مساء الجمعة .لكن تبقى احتمالات سقوط بعض الأمطار الخفيفة قائمة في مناسبة لا تحتمل ذلك .
وقال موقع هيئة الأرصاد الجوية الصينية على الانترنت \" خلال حفل الافتتاح ستكون الاجواء غائمة لكن هذا لن يؤثر على الحفل .\"
وسيكون إيقاد الشعلة الاولمبية أبرز مشاهد حفل الافتتاح حيث ستتوج مسيرة ١٣٠ يوما مثلت الشعلة خلالها هدفا للتظاهرات المعارضة للحكم الصيني في التبت .وهذا الأسبوع تجمعت مجموعات صغيرة من المتظاهرين في بكين في محاولة لخطف الأنظار .وأبعد أفراد أمن صينيون بملابس مدنية ثلاثة من النشطاء المسيحيين الامريكيين اليوم الخميس بعدما حاولوا الاحتجاج للمطالبة بحرية العقيدة الدينية بالقرب من ميدان تيانانمين .وألقى بوش الذي سيحل في بكين لغرض رياضي غير سياسي خطابا في بانكوك اليوم الخميس عبر فيه عن \" قلقه العنيق \" بشأن حقوق الإنسان في الصين .وقال بوش \" تقف امريكا موقفا معارضا بشدة لاعتقال الصين للمعارضين السياسيين ودعاة حقوق الإنسان والنشطاء الدينيين .\" وقد تثير تعليقات بوش غضب القيادة الصينية لكن تعليقاته تهدف بالأساس لدرء الانتقادات التي وجهتها له الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان والمنظمات الدينية بسبب حضوره حفل الافتتاح .وخلال حفل الافتتاح الذي يتوقع أن يتابعه مليار شخص عبر التلفزيون
سيحمل عداء سوداني الأصل فر من المليشيات المدعومة من الحكومة السودانية العلم الامريكي فيما قد ينظر إليه كتحرك محرج للسودان وحليفتها الصين .
وفر لوبيز لومونج الذي يعرف كواحد من \" الصبية التائهين \" على قدميه من المليشيا وهو في السادسة من عمره في ١٩٩١ وانفصل عن والديه في ذروة حرب أهلية في جنوب السودان .وبعد سنوات من العيش في معسكرات اللاجئين استقر المقام بلومونج وآلاف الأطفال مثله في الولايات المتحدة .
وبينما سيطوف رياضيون من 205 دول استاد عش الطائر غدا الجمعة لن تكون السعادة حال كل من في بكين .
فلقد تسبب الإجلاء القسري لإفساح المجال أمام إنشاء ملاعب ومشروعات عصرية أخرى في تحويل حياة الكثيرين إلى مأساة .
وقال رجل هدم منزله نهاية العام الماضي ليخلي مكانا لإنشاء موقف للسيارات جنوب الاستاد الرئيسي \" لا أشعر بأي بهجة لإقامة الألعاب الاولمبية . ألا يفترض أن تكون هذه اولمبياد الشعب .\"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *