جدة ــ وكالات
في مواصلة لنهج مليشيا حزب الله الموالية لإيران التغطية على جرائمها في المنطقة، انفق زعيمه الكذاب الأشر، الكثير من التهم في خطابه الاخيرة في محاولة لأبعاد أي تهم مماثلة عن طهران .والأدلة على هذا التضليل المقصود مأخوذة من لسان حزب الله نفسه، وتاريخه، وعلى لسان قادة إيران، إضافة إلى الأحداث التي تتناقض مع ما أورده نصر الله في خطابه.
اكذوبة الاستقالة:
في السابع من شهر نوفمبر الجاري غادر رئيس الوزراء اللبناني الاسبق سعد الحريري المملكة إلى الإمارات، وأجرى مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولعل ذلك ما قاد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الى الاستدلال بذلك ليقول إن الحريري حر في تحركاته، ولا يخضع للإقامة الجبرية كما أشيع.كما قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أيضا، إن سعد الحريري “شريك قوي” للولايات المتحدة، ما يدل على توقعه أن الحريري ما زال رقما صعبا في المستقبل.
تحريض إسرائيل:
تجاهل نصر الله أن مليشياته وإيران من ورائها هم من يحرضون إسرائيل على ضرب لبنان.
وظهر ذلك عام 2006، فرغم الوضع الدامي والممزق الذي كان فيه لبنان على وقع تداعيات اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري 2005، إلا أن حزب الله استغل هذا الوضع لإحكام سيطرته على البلاد باصطناع شعبية لبنانية وعربية تمكنه من ذلك دون اعتراض.
وكان ذلك عبر اختطاف جنديين إسرائيليين من على الحدود بين لبنان وإسرائيل بحجة “المقاومة”، على الرغم من أنه يعلم أن إسرائيل سترد على ذلك بضربات عسكرية للبنان، وقد كان، ودخل لبنان أتون حرب دمرت الكثير من اقتصاده وأولاده
التدخل في الشأن اللبناني :
ما وصفه بالتدخل السعودي في الشأن الداخلي اللبناني، اعترف في مقام سابق بلسانه في خطاب شهير أن إيران هي من ينفق على حزب الله ، لم ينبس نصر الله ببنت شفة عن رفض أي تدخل إيراني طول عشرات السنين في شؤون لبنان
وتقدم طهران بنفسها أدلة كذب نصر الله، كما جاء على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني في الـ23 من أكتوبر الماضي، حين قال في كلمة تلفزيونية إنه لا يمكن في الوقت الحاضر اتخاذ ما اعتبره إجراء حاسما في العراق وسوريا ولبنان وشمال إفريقيا ومنطقة الخليج، دون إيران.
وهو ما رد عليه سعد الحريري حينها في تغريدة جاء فيها: “قول روحاني ألا قرار يتخذ في لبنان دون إيران قول مرفوض ومردود لأصحابه”.
ولم يصدر من حزب الله حينها أي رفض لتصريحات روحاني، بل ضلل الرأي العام بقوله إنه “أسيء فهمها”.
استنساخ تجربة الحزب في اليمن :
واما عن تساؤله اين هو حزب الله وإيران في اليمن، ففي أكتوبر 2015 استقبل نصر الله في بيروت وفدا مما يسمى باللجنة الثورية الحوثية، وعقدوا اجتماعا سريا مغلقا لمناقشة دعم مليشيا حزب الله للحوثيين ضد الحكومة الشرعية وضد التحالف العربي.
ووفق ما نشره موقع “يمن برس” حينذاك فإن من ضمن الوفد الحوثي نائف القانص نائب رئيس “اللجنة الثورية”، ومحمد المقالح وعلياء الشعبي وابتسام الحمدي.
وضم الاجتماع من قيادات مليشيا حزب الله: رئيس العمليات العسكرية ومدير الاستخبارات العسكرية ومدير دائرة العلاقات الخارجي، إضافة إلى مدير دائرة التسليح والتأهيل.
وقال الموقع نقلا عن مصادر خاصة لم يسمها أن الزيارة هدفت لـ:”إقناع القيادة الشيعية في لبنان بالتدخل العسكري المباشر في الحرب أسوة بتدخلهم في الحرب بسوريا”، إضافة إلى “زيادة المساعدات العسكرية والمالية التي يقدمها الحزب للجماعة والإشراف على توصيلها إلى اليمن بشكل آمن”.
وفيما يخص التدخل الإيراني المباشر فقد أقرت به طهران حين أكد قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني محمد جعفري استمرار دعم بلاده للحوثيين ليواصلوا الحرب في اليمن.
وفي أول ظهور له على قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين، منذ اندلاع الحرب عام 2015، قال جعفري إن جميع شعوب المنطقة تعي بأن “المواجهة هي السبيل الوحيد للنفوذ الايراني
وسبق أن أقر جعفري عام 2015 بأن إيران هي التي صنعت مليشيا الحوثي، بقوله إن “المقاومة اليمنية تعتبر اليوم آخر إنجاز للثورة الإيرانية”.
وفي الخطاب ذاته كذَّب حسن نصر الله نفسه بنفسه حين قال: “موقفنا من اليمن لن يتبدل، لأنه موقف إنساني وأخلاقي وعربي.. وهو خارج الحسابات السياسية”.
نقل الحرب الى لبنان
وعن قوله ان المملكة تسعى لمحاربة إيران داخل لبنان، فإيران نفسها ترد على كذب حسن نصر الله في هذه النقطة، فطهران لم تواجه المملكة وجها لوجه، بل صنعت وزرعت المليشيات الموالية لها في اليمن والبحرين وسوريا والعراق ولبنان لتهديد أمنها عبر “وكلاء وعملاء”، منهم مليشيا حزب الله ذاتها. والرفض السعودي لهذه المليشيات هو لقطع الأذرع التي مدتها إيران للعبث بأمن المنطقة.
مقاطعة قطر :
وعن زعمه ان مليشيا حزب الله لم تتخذ موفقاً من مقاطعة قطر بسبب دعمها للإرهاب، فان ايران الراعية لحزب الله سارعت لمد يد العون إلى قطر سياسيا وإعلاميا واقتصاديا.
وأي مواقف إيرانية هي تلقائيا مواقف تؤيدها مليشيا حزب الله، لتبعية الولاء لثورة الخميني ومشروعه الاحتلالي وهذه علاقة جزرية مسابقة مع نظام الدوحة الذي يلتقي في خطوط العرض والطول مع اهداف دعم قطر للإرهاب
امن لبنان :
لم يشهد لبنان منذ الحرب الأهلية التي انتهت 1990 (وشاركت فيها مليشيا حزب الله أيضا) قلقا ولا خوفا ولا رعبا ولا تحريض الطوائف بعضها على بعض كما حدث على يد مليشيا حزب الله.
وتمثل ذلك باستقوائه بترسانة أسلحة إيرانية ضخمة على بقية مكونات لبنان، ولفرض النفوذ السياسي عليها، متخفيا وراء شعارات أنه يملك السلاح ليحمي لبنان من إسرائيل وهو ما عاد ونفاه نصر الله في خطابه، حيث قال ليس هنالك بوارد حرب مع اسرائيل ولكن على لبنان اسد وفى الحروب نعامة
ومن الأمثلة على ذلك اجتياح حزب الله بيروت وبعض مناطق جبل لبنان، فيما عرف بأحداث الـ7 من مايو 2008، ردا على قرار الحكومة بمصادرة شبكة اتصالات تابعة لسلاح الإشارة الخاصة بمليشيا حزب الله، وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير.
وحينها غطت المليشيا على إرهابها للبنانيين بأنها تسعى إلى حماية سلاح “المقاومة”، ولكن كان الهدف الحقيقي هو الحد من نفوذ الحكومة التي تنتمي لتحالف 14 آذار (الرافض لنفوذ إيران وسوريا)، خاصة بعد ظهور دعوات من خصوم حزب الله تطالب بطرد السفير الإيراني من بيروت.
وفي الـ6 من مايو اجتاحت مليشيا الحزب بيروت ونفذت هجمات ضد السكان والمنشآت الحيوية، حتى أنه أعلن إغلاق مطار رفيق الحريري الدولي بنشر مسلحيه على طريق المطار، وأحرقوا مقرات تتبع “تيار المستقبل” الذي يتزعمه سعد الحريري.
وفي الـ7 من مايو استعرض الحزب قوته بمواكب مسلحة في الشوارع، ما أدى لقيام الجيش اللبناني بسحب جنوده من الشوارع لقطع الطريق أمام إيران وحزب الله من استغلال الوضع لإعادة الحرب الأهلية للبلاد.