جدة – حماد العبدلي
رغم تحذيرات الأخصائيين من منتجات التجميل المغشوشة التي تغرق الأسواق خاصة الشعبية، تبقى هذه الأخيرة ساحة مفتوحة للغش التجاري ويقصدها كثيرون نظرا لضعف القدرة الشرائية لديهم ، ومن أخطار ذلك مستحضرات التجميل غير الآمنة على طاولات البائعين حتى ولو عرضت البشرة لخطر التشويه ، ويزيد من أخطارها استمرار عرضها تحت حرارة الصيف.
والمهم عند المستهلك هو سعرها الزهيد.في المقابل لايهم هؤلاء البائعين والمستوردين لتلك الأصناف سوى جمع المال والكسب الرخيص بشتى الطرق. يقول الدكتور مصطفي احمد استشاري جلدية أن هناك أضراراً جسيمة تسببها العطور ومستحضرات التجميل المقلدة على من يستخدمها نظراً لتركيز نسبة عالية من الكحول في تركيبها إضافة إلى احتوائها على تركيبات كيميائية تضاهي الروائح العطرية
مؤكداً أن هذه المواد جميعها تسبب الحساسية أو التهيج الشديد سواء في الجلد أو الجيوب الأنفية أو فروة الرأس والشعر لمن يستخدمها كما أن هذه المواد يمكن أن تسبب أمراضاً جانبية تصل إلى السرطانات الجلدية مشيراً إلى أن استخدام هذه المستحضرات حول العينين تسبب هالات سوداء وحكة دائمة وبالتالي يحدث ترهل في الجلد يظهر في شكل تجاعيد أسفل العينين. وتقول أم شهد يمكن أن اشتري زجاجة عطر يصل سعرها 200 ريال كما يمكن أن اشتري عطراً بحوالي 20 ريالاً فقط ولن يستطيع في الحالتين أي أحد تحديد ثمن العطر الذي أضعه إذا استنشقوا رائحته، فلماذا أخسر الأموال والنتيجة واحدة؟ لأن زجاجة عطر رخيصة الثمن يمكن أن تثير الإعجاب، وأنا استعمل عدداً من العطور التي تعجبني رغم أنها ليست غالية.
تحري الدقة والحذر
وقال إبراهيم الشريف إن أدوات التجميل التي يجب على المرأة شراءها لابد أن تتحرى الدقة والحذر حتى تضمن سلامة وصحة وجهها، كما يجب أن تتنبه المرأة لمستحضرات التجميل التي لها علاقة ببشرتها وجلدها مثل كريم الأساس والبودرة وعليها ألا تجازف وتعرض بشرتها للخطر بشراء كريمات رخيصة قد تكلفها أموالاً طائلة في العلاج لما يحدث من استعمال هذه الكريمات المغشوشة. أما أم منال فتقول إن طبيعة البشرة قد تفرض نوعاً معيناً من مواد التجميل، وأنا شخصياً كنت استعمل مستحضر تجميل شهيراً وغالي الثمن، ولكن دلتني إحدى صديقاتي على مستحضر بديل، لكنه لا يتبع لأي ماركة عالمية معروفة، ووجدته يتناسب بشكل كبير مع طبيعة بشرتي. كما يبدو طبيعياً جداً حين استخدمه، رغم أن سعره أرخص من المستحضر الشهير الذي كنت استخدمه من قبل ولكن لا استطيع تعميم هذه الحالة على الجميع.
غش وتقليد
بينما يقول علي المالكي ، إنه من الصعب على الآخرين معرفة سر أدوات التجميل التي تستخدمها المرأة أو حتى التأكد بأنها أصلية أم لا. المهم هو الاستخدام بالشكل السليم وهذا ما يدفع بالعديد من الفتيات للاقبال على الماركات المقلدة نظراً لانخفاض سعرها.
كما حذر خبير تجميل من احتواء أسواق مستحضرات التجميل على منتجات تتسبب في الإصابة بأمراض الجلد كالتشوهات والسرطان، موضحا أن هذه الأضرار ناتجة عن احتوائها على دهون غير صحية أو طريقة التصنيع الخاطئ الذي يؤدي لوقوع خلل في نسب مكوناتها.
ويقول رشيد محمد أحد الباعة في محل مستحضرات تجميل إن الماركات المقلدة سواء عطور أو ماكياج تشهد رواجاً كبيراً من النساء بسبب رخص سعرها، غير أن بعضها مقلد بشكل متقن، إلا أن بعض الفتيات يفضلن المقلدة خاصة في مواسم الاجازات التي تكثر فيها المناسبات ويشترينها بكميات كبيرة منها ما يقدم كهدايا.
عامل السعر
ويقول مهدي عبدالله صاحب محل إن محدودي الدخل يركزون مثلاً على عامل السعر عند شراء السلعة وأن الجودة والصلاحية والنوعية تأتي في آخر القائمة التي تحكم عملية الشراء، مضيفاً أن الصناعة المقلدة خاصة العطور والماكياج تضر المستهلك أكثر من البائع الذي يمكن أن يعوض خسارته ولو على المدى الطويل في حين ضرر المستهلك يكون كبيراً حيث يصاب بأمراض يصعب علاجها وأخيراً يقول لابد من الحذر لأن الوقاية خير من العلاج.
ويشكو اصحاب المحلات التي تتواجد بها أرقى الماركات للتجميل الآمن من قلة الزبائن ويمكن القول إن لها زبائن خصوصيين ليسوا من العامة إلى درجة أنك تتخيل في وضح النهار أنها مقفلة لكنك لا تلبث أن تلمح على وجه البائع بسمة لقدوم زبائنه مؤكدين ان الاسعارفي ايدي الجميع.
جولات رقابية
وتؤكد الوزارة على مواصلة جولاتها الرقابية على جميع المنشآت التجارية والمستودعات للتأكد من نظامية أعمالها وعدم وجود ممارسات غش وتحايل على المستهلكين واستغلال الإقبال على الشراء في بيع وتسويق أي سلع فاسدة أو مقلدة. تحذر باستمرار من شراء السلع والمنتجات من الصفحات والحسابات المجهولة في مواقع التواصل الاجتماعي وتنصح بالشراء من المتاجر والحسابات التي تملك سجلات تجارية أو شهادة معروف أو المواقع العالمية والمعروفة التي تملك موثوقية.
كما قبض رجال الرقابة بوزارة التجارة ضبط وافدين ووافدات يصنعون مواد تجميل وكريمات وزيوت من مواد مغشوشة ومجهولة المصدر ويسوقونها عبر 3 حسابات في الأنستجرام يتابعها أكثر من ربع مليون شخص وضبط شحنات قبل ارسالها وتسليمهم المخالفين للجهات الأمنية. وتقوم بالتفتيش الدوري المستمر والمجدول طيلة العام على المنشآت التي تسوق منتجات مستحضرات التجميل بشكل مخالف للأنظمة نظراً لما تشكله هذه المنتجات من خطورة على سلامة المستهلكين ويتم تطبيق العقوبات النظامية على المنشآت غير الملتزمة وفقاً لنظام مكافحة الغش التجاري، حيث يعد بيع أي منتجات مخالفة للنظام مخالفة تستوجب إيقاع غرامة مالية قد تصل إلى خمسمائة ألف ريال أو السجن مدة لا تزيد على سنتين أو بهما معاً.
وتدعو وزارة التجارة والاستثمار عموم المستهلكين إلى الإبلاغ عن أي مخالفة، وذلك عبر الاتصال بمركز البلاغات على الرقم 1900 أو عبر تطبيق “بلاغ تجاري”.