جدة ــ وكالات
ثمة شبه إجماع على ان كلا من تنظيم داعش الارهابي ، ومليشيا حزب الله، يقومون بدور وظيفي موكل إليهم مسبقا في الإبقاء على الوضع العربي في حالة تأزم دائم، بدون أفق للاستقرار، وهو الدور الذي يتبادله التنظيمين فيما بينها.
ومع قرب أفول نجم تنظيم داعش الإرهابي، بعد توالي هزائمه في العراق و سوريا، بدأ السؤال التالي يطفو على السطح وهو مصير مليشيا حزب الله والتي ارتكبت هي الأخرى مجازر وانتهاكات لا تقل عن داعش سواء في العراق أو سوريا أو اليمن
وما من دليل امضي على ذلك من تاكيد رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، في خطاب استقالته أن إيران استخدمت حزب الله وسلاحه ضد اللبنانيين والسوريين، ما أثار مشكلات للبنان مع محيطها العربي.
وتوافقت أسباب استقالة الحريري، مع التوجهات الجديدة التي تتبلور حيال تمدد حزب الله بالمنطقة، حيث أكد وزير الدولة لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، أنه لن يكون مقبولا للبنان بأي حال أن تصبح منصة لانطلاق الإرهاب إلى دول المنطقة.
هذه المواقف الجديدة، تضع مليشيا حزب الله أمام ثلاث سيناروهات للخروج من مأزقها، والتي ستؤدي جميعها، لتقويض الهيمنة التي فرضتها على لبنان وفي المنطقة:
تسليم السلاح :
الخيار الأول هو أكثرها سلمية وأقلها خسارة، ويتضمن انسحاب مليشيا حزب الله من الجبهات الخارجية التي يقاتل عليها، ويلتزم بسياسة النأي بالنفس التي جدد الحريري، الدعوة إليها في حواره التلفزيوني، الذي أجراه الأحد.
فقد أكد الحريري، أنه على حزب الله إعادة تصويب الأمور حول ضرورة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة.
وفى ذلك يوكد وزير العدل اللبناني الأسبق، أشرف ريفي، أنه لا يجب إشراك حزب الله في أي حكومة لبنانية طالما لم يقم بتسليم سلاحه.
وقال،: استقالة الرئيس الحريري مشرِفة و نعارض مشاركة حزب الله في أي حكومة قبل تسليم سلاحه”.
ثورة شعبية:
في 25 أكتوبر الماضي، خرجت موجة من التظاهرات النادرة في منطقة الضاحية الجنوبية، ببيروت والتي تعد المعقل الأساسي لحزب الله، احتجاجا على سياسات قوى الأمن التابعة للحزب حيث قاموا بإحراق الإطارات في الشوارع وغلاق الطرقات، فيما ردد المتظاهرون هتافات مناوئة للحزب ولزعيمه حسن نصرالله.
وأرجع معهد واشنطن، في مقال له حول التظاهرات، أسباب ازدياد العداء لحزب الله في معقله الأساسي، للخسائر التي يتلقاها الحزب جراء الحرب السورية، وهو الأمر الذي كلف حزب الله” صورته كجماعة مقاومة” وأثر على قدرته على توفير الخدمات الاجتماعية.
وأكد المقال أن حدة الاشتباكات في الشارع الموالي للحزب في الضاحية ازدادت وتعالت الشكاوى، ما أظهر أن تأمين لقمة العيش والخدمات الحياتية أكثر أهمية بالنسبة للسكان من شغل حزب الله دور جديد في المنطقة.
وتوقع المقال أن يتطوّر الوضع في الضاحية وقد يؤدي الاستياء الشعبي إلى اندلاع انتفاضة شعبية.
مقاطعة اقتصادية :
السيناريو الثالث، والذي لن تقتصر تبعاته على حزب الله فقط، وإنما لبنان ككل، حيث سيخضع البلد قليل الموارد، إلى ما يشبه المقاطعة الاقتصادية، من أغلب الدول العربية، والعالمية، نتيجة تهديدات حزب الله لحركة الاستثمار والسياحة في البلد.
وكانت صحيفة المدن اللبنانية، قد ذكرت في تقرير مفصل لها قبل أيام، مخاطر مقاطعة دول الخليج العربي للبنان، على خلفية تعاظم نفوذ ميليشيا “حزب الله” الذي يعكس النفوذ الإيراني في المنطقة.
وأكدت الصحيفة أنه في حال إعلان المقاطعة ستتأثر عائدات لبنان من صادراته الصناعية إلى الخليج، “والبالغة 60% من حجم إنتاجه. وكذلك عائدات صادراته الزراعية البالغة 85% من حجم الإنتاج الزراعي.
وذكرت أن، التأثير السلبي للمقاطعة سيحرم لبنان، على الأقل، من عائدات 10.4% من صادرات المنتجات الصناعية، فيما لن يكون القطاع السياحي بعيدا عن التأثيرات السلبية للمقاطعة، وهو القطاع الذي لم ينفض عنه بعد تأثيرات المقاطعة السابقة التي وصلت تداعياتها إلى حد تسجيل القطاع السياحي نسبة صفر%” لناحية توافد السياح الخليجيين.