متابعات

حراج المعارض تجارة محفوفة بالغش التجاري

جدة – مهند قحطان

تشهد معرض السيارات خصوصا في شهر رمضان الكريم نشاطا مكثفا حيث ينخرط العديد من الشباب في حركة البيع والشراء في ظروف يتحكم فيها الشريطيون الذين يجيدون المساومة وتوزيع الابتسامات وقراءة الأفكار.

(البلاد) اتجهت الى معارض السيارات لرصد التطورات التي تجمع العديد من الشباب خصوصا في شهر رمضان المبارك للتجارة في سيارات غيرهم لكسب رزقهم ومن هنا تبدأ الحكاية، يتجه كل من يريد تجديد سيارته الى المعارض لبيعها بسعر يرغب فيه لكن لا يعلم ان الكثير من الشريطيين ينتظرونه قبل المعرض بمسافة وفي حال وقف البائع ليستمع اليه يبدأ الشريطي بتحليل شخصيته ويتسرب إلى قراءة أوضاعه النفسية وبهذه الطريقة يتعرف على المحتاج والغشيم والمضطر والجاهل بأسعار السوق، ويدرك أيضاً الزبون الفطن فيأخذ حيطته ويجتهد في أن يكسب الصفقة من ذلك الزبون، ويعتبر التفاوض الشرس مع الزبون الفطن هو الألذ، فهو الاختبار الحقيقي لقدراته وهو ما يمنحه الإيمان بأنه رهان الكسب في كل المعارك.

يتوقف البائعون للمفاهمة معهم ويتفقون على سعر معين وعند وصولهم الى المعرض يكتشف ان صاحب المعرض يقلل أسعارهم لدرجة كبيرة وفي حال رفض العرض المقدم له يبدأ هنا عمل الشريطي ان كان بالغصب او بالرضى فيضطر للبيع وقد التفوا حوله ولم يجد له فكاكا وهكذا يتم بيع اغلب السيارات في المعارض.. في البداية رجل بريء وفي النهاية يوضع تحت الاكتاف.

وأكد احد مرتادي السوق موسى المباركي أن منطقة المعارض جميلة وواسعة لعدد كبير من المركبات، لكنها تضيق جدا جدا بسبب الشريطيين الذين يتدخلون بكل تفاصيل حياتك فأن كنت تريد البيع ام لا سيتكلمون معك.

واضاف المباركي:”عند قدومي لبيع مركبتي قبل عدة اشهر اقترب مني احد الاشخاص على انه مشتر ويريد مركبتي وكشفت له عن السعر الذي اريده لكنه حاول مرارا وتكرارا تنزيل السعر اكثر من النصف وبعد مفاوضات استمرت لساعة اتفقنا على بيع مركبتي بسعر يناسبنا نحن الاثنين ويتم ذلك بعد ان اراد فحصها بأحد الورش التي يريدها، وعند ذهابنا الى محل الفحص اكتشفنا أن هنالك عطلا بالمركبة ويقدر ثمنه بـ 5 آلاف ريال وعندها اضطررت الى تنزيل السعر بشكل أكبر وبحمد الله تمت البيعة.”

واستكمل المباركي :”وبعد مرور اسبوع وأنا ابحث عن مركبة لشرائها ذهبت إلى المعارض مرة اخرى وعند بحثي بين المركبات وجدت المركبة التي قمت ببيعها قبل اسبوع معروضة وبسعر خيالي مضاعف مرتين بما بعتها من قبل، وعند بحثي عن مالكها الذي يريد بيعها اكتشفت انه نفس الرجل الذي قام بشرائها مني وتبين لي أنه من الشريطيين.” وختم موسى حديثه أنه ومن يريد بيع مركبته يجب التأني والحذر من الشريطيين ويجب بيعها للمعارض المعروفة وليس للمارة وهذه كانت احدى أخطائي التي تعلمت منها.

ومن جهة أخرى أكد محمد السلمي صاحب معرض جنوب مدينة جدة أن المكان اصبح لتجارة المخالفين بمركبات غيرهم كون العديد من الجنسيات المختلفة تقوم ببيع وشراء المركبات ورفع اسعارها قبل وصولها لنا. واضاف السلمي :الزبائن لا يستطيعون الوصول للمعرض الا بعد تجاوز اكثر من 100 شريطي وهم بالفعل يضربون السوق بأسعارهم وذلك يؤثر على بيعنا وتجارتنا والعديد من اصحاب المعارض قد اغلقوا مواقعهم بسبب تواجد مثل هذه الفئة على الطرقات مما يؤخر عملية تصريف المركبات وتأخر صنعها وينقص من سعرها.

ومن جهته أكد احد الشريطيين عند سؤاله عن سبب تواجده وهل أنت شريطي قائلا :”اعمل على جذب المركبات للمعارض كون موقعنا بعيد عن الشارع ومع شهر رمضان الشوارع مزدحمة قليلا “، وانكر كونه شريطيا لكن عند حديثنا جاء مقيم يريد بيع مركبته فقام يإيقافه على اليمين وبدأ بمقايضته ومفاصلته على السعر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *