أرشيف صحيفة البلاد

حدث في جدة(١9) .. الرحماني

د.عبدالرزاق أبو داود

الرحماني أو “تسمية” المولود بجدة التاريخية..
جزء من الموروث الشعبي والمحصلة الثقافية..
والعادات الاجتماعية للمجتمع الجداوي الغني بثقافته والمفعم بتراثه الاجتماعي والحضاري..
كانت هذه التسمية أي الرحماني او “السماية”..
ذات طقوس خاصة مميزة فيكون الاحتفال في اليوم السابع لولادة المولود(البزر) ويقام هذا الاحتفال عصرا بمنزل والد المولود أو المولودة ويجتمع له نساء الاسرة ويحضر الاقارب والجيران واطفالهم على وجه الخصوص لابسين افضل ما لديهم من ثياب تقليدية..
وتقوم الداية(القابلة) بوضع المولود في “طراحة” (فرشة) صغيرة مزركشة ومغطاة بفرشة من القماش الأبيض اللامع مزدانة بالدانتيل..
مرصعة بالترتر موشاة بالألوان الجميلة..
وتضع المولود في “هندول” او سرير صغير للأطفال وتساعدها “جدة”(ست) المولود في كل ذلك.
وتقوم الداية ومعها الجدة والأطفال وتدور بالمولود في البيت وهي تنشد والحضور يردون والجدة تحمس الجميع
فينشدون:
يا رب يا رحماني..
بارك لنا في الغلام ..
يا رب البريه..
بارك لنا في البنيه..
“والأطفال يرددون وراءها”..
ربي سعدنا وهنانا..
وادانا مولود جديد..
من فرح قلوبنا غنينا..
مبروك سابع سعيد..
ثم تواصل منشدة:
يا دايا هري هري..
يا دايا بيت العري..
يا دايا محلا مشيتك..
يادايا إنتي و بزراتك
يا دايا يا ست الكل..
يا دايا منديلك فل..
يا دايا هشي هشي ..
يا دايا بطنك تمشي..
يا دايا طلي في السما..
يا دايا عساكي العمى..
يا دايا اركبي البابور..
يا دايا طلي في الناظور..
يا دايا العن ابو شيبك..
يا دايا والمشط في جيبك
والأطفال يرددون خلفها :
يا ديا هري هري..

ثم تجلس الداية على الارض ومعها الاطفال ويشكلون دائرة وتضع المولود في غربال كبير مفروش بالقصب وتهزه وتغني له ويجري الأطفال وراءها
منشدين:
غربلو ياغربلو..
حتى النونو يتغربل..
غربلو يا غربلو..
حتى الرز يتغربل..
غربلو ياغربلوا..
خلي الصايغ يعملو..
يعملو ساعة دهب..
والباقي خاتم لأمه..
غربلو يا غربلو..
حتى الحب يتغربل..
ثم ترفع صوتها..
وتدق الهاوند قائلة :
العليا..
العليا..
القبه الخضرا..
المجلية..
فيردوا عليها: “يستاااااااااااااهل”..
وتنادي الداية..
بكل أسماء العائلة ..
فردا..
فردا..
وتقول:
بيض الله وجوههم..
وثم تبدأ بالدق بالهاوند بقوة..
عند راس المولود..
منشدة:
أسمع كلام أمك..
ولا تسمع كلام ابوك ..
لا تضرب أمك..
بس أضرب أبوك..
لا تعصب أمك..
بس عصب أبوك..
عشت وعاش ابوك..
والدايرة يجي اخوك..
يا رب البرية..
خلي لنا هذي البنية..
ثم توزع الحلويات والحلاوة الربعي والشريك والألعاب على الأطفال وتقاد الشموع ويفرح الأطفال ويسعد الصبية والحضور لينته الرحماني قبل آذان المغرب.
وزمان يارحماني وزمان العادات والأفراح الجداوية البسيطة الجميلة ذات المعاني الراقية والابعاد الاجتماعية العميقة.
وزمان ياجدة وزمان يارحماني