الأرشيف المنبر

حجيج بلا ضجيج

[COLOR=blue]• رانية العمودي[/COLOR]

تابعت عن بعد مناسك حج هذا العام يوماً بيوم من خلال ما يعرض في شاشات التلفاز وكل ما أشاهد مناظر الحجيج أشعر بعظم نعمة الإسلام التي نحن عليها وأحمد الله أن من علينا بهذه النعمة وعلى كل نعمة شرف الله بها بلادي وأن جعلني من أبناء هذا الوطن المعطاء، وكم تمنيت أن أكون بينهم وأن اعيش أجواء هذه الرحلة الروحانية التي جمعت أمة محمد من كل صوب وحدب وفج عميق في مكان واحد وبصوت واحد ملبيين للحج، على الرغم من اختلاف اللهجات والجنسيات والألوان ومنظر الزحام الذي يلقي الرهبة في قلوب البعض والطمأنينة والتحفيز لأداء الفريضة في قلوب البعض الآخر، إلا أن الهدف واحد والقصد واحد هو توحيد الواحد جل وعلا، شاهدت كم من حاجِ أنعم الله عليه بنعمة الحج وكم من حاجٍ أنعم الله عليه رضا والديه بهذا الحج وكم من حاجٍ نوى إهداء حجته لميتٍ يعنيه أمره، وكم من أسر تعارفت وتصاهرت من هذا الحج، وكم وكم وكم.
تساءلت في داخلي كثيراً يا ترى ما هو حال الحجيج وما هو شعورهم داخل الزحام وتحت الشمس الحارة، انتظرت عن كثب إعلان حال حج هذا العام سائلة المولى جل في علاه أن يسهل حجهم ويبعد عنهم الأذى ويعيدهم إلى أوطانهم وأهليهم سالمين من الأمراض غانمين ببياض صفحة أعمالهم والرضوان، وما إن أُعلن خبر نجاح حج هذا العام ليس ذلك فحسب بل كان من أنجح المواسم على الاطلاق بعدم وجود أي حالات وبائية أو ضجيج وحوادث عرقلت حركة الحشود، حمدت الله كثيراً ودعوته أن يمن عليّ بحج العام القادم ويبلغ كل من لم يحج لأداء الفريضة بإذنه تعالى. فقد كنا في الماضي بمجرد ذكر الحج أول ما يخطر في بالنا رهبة الزحام والموت، أما الآن بعد التسهيلات والتوسعات والقطار أصبح كل من جرب حلاوة الحج اليوم تمنى أن يكرر حجه ويتلذذ بروحانية هذه الرحلة الرائعة في كل عام دون خوف أو تردد.
فالحمد والشكر لك يا الله على نعمة الإسلام وعلى نعمة الحج والحمد والشكر لك يا الله أن منحتنا قيادة رشيدة وأباً حنوناً وملكاً للإنسانية سخر جل اهتمامه لرعاية ضيوف الرحمان، فالشكر لك يا خادم الحرمين الشريفين وولي عهدك الأمين والأمير أحمد بن عبد العزيز والأمير خالد الفيصل على توفير كافة الخدمات والتسهيلات وسُبل الراحة والأمان لنجاح الحج والحفاظ والاطمئنان على صحة الحجيج على مدار الساعة، فهنيئاً لكم بالأجر وهنيئاً لنا بمليكٍ وقيادة حكيمة مثلكم، أسأل الله لكم طولة العمر ودوام الصحة والعافية وأن يحفظ الله أمننا وأماننا ويديمكم تاجاً على رؤوسنا يا ذخر الإسلام والمسلمين. وكل عام وأنتم والوطن والحجاج والأمة العربية والإسلامية بألف خير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *