أرشيف صحيفة البلاد

حتى لعبنا غير

م/ شاهر محمد رقام

اليوم سوف نبدأ سلسلة ألعاب زمان وهي مستوحاة من كتابي “ألعاب و شقاوة”.كما أن جدة دائماً غير، لعبنا كمان كان غير. كان لعبنا غير مكلف ولا بوجد أي بروتوكول ولا زي رسمي. القانون الوحيد السائد هو أن نلعب في الشارع أو البرحة جنب البيت وأن ينتهي كل شئ مع آذان المغرب ” و قون المغرب بعشرة”.
كان كل واحد يلعب بحريته، ممكن تلعب بالثوب أو بالسروال والفلينة أو بالبيجاما. تلعب حافي أو بجزمة “أجلكم الله” أو تلبس فردة “إنقل” كل ذلك لا يهم، المهم الحرافة والكباري والأقوان والمتعة بأرخص الوسائل.
كانت معظم الألعاب جماعية تدعم روح الجماعة وتنمي مهارات القيادة. أما القوانين فالبتراضي. مثلاً ممكن نتفق على “مافي آوت” أو نتفق أن عرض الباب ثلاثة أو أربعة أقدام يعني خطوات. كذلك نتفق على طول الملعب ” من هنا إلى دكان أو بيت عّم فلان”. طبعاً لا يخلو الأمر من بعض فرض العضلات فصاحب الكرة أو أكبر واحد أو أقوى واحد مثلاً له حقوق أكثر من غيره.
يبدأ اللعب بتقسيم الفريقين وعادة يكون على طريقة ” هِدَّني – هَدَّيتكْ”
طبعاً حسب شهرة الملعب “زقاق أو برحة” وحرافة اللاعبين وكثرة المتفرجون يتم تجمع الباعة المتجولون. إسكريم، يغمش، منفوش، شرشو، بسبوسة وغيرها.
كل يوم يقام هذا المهرجان الشعبي من العصر إلى المغرب وينتهي ليتكرر في الْيَوْم التالي وقد ينتهي قبل ذلك لخلاف أو مضاربة وقد ينتهي فردياً بدخول مسمار أو قطعة زجاج في رجل أحدهم ولكن ومع كل هذا، لا تتوقف المتعة اليومية ولقاء عيال الحارة. و اشتقنا ياحارتنا والله اشتقنا.