كتبت: آلاء وجدي
يحدث كثيراً أن تواجه بعض المواقف التي تختلف فيها مع أصدقائك ثم يتحول الاختلاف إلى خلاف قد ينتهي بقطيعة ربما تكون مؤقتة أو تستمر لفترة طويلة. ويعتمد الوصول إلى تلك النتيجة على ما يكنه الأصدقاء لبعضهم من محبة، وعلى قدرها تكون لغة العتاب حيث يسعى الشباب إلى معاتبة أصدقائهم على بعض المواقف أو التصرفات السلبية التي بدرت منهم.
ولكن يغيب عن الكثير من الشباب إتيكيت العلاقات وآداب التعامل مع الأصدقاء خاصة فيما يخص العتاب ومصارحة الآخرين بما يضايق من تصرفاتهم وأخطائهم، أي أن الغالبية لا تعرف كيفية التعامل مع لغة العتاب، إذا حرص الشاب على علاقته بأحد الأشخاص وخاصة عند الاختلاف في الرأي.
ولا يكون العتاب أسلوباً فعالاً إلا إذا استخدم مع شخص مناسب يتفهم معنى العتاب ومغزاه، بالإضافة إلى اختيار الوقت المناسب، وحتى لا يخسر الشاب أصدقاءه وأحباءه من عتابه لهم يجب عليه مراعاة عدة أمور أهمها:
– أن يتم العتاب بهدوء دون رفع الصوت والحديث بصوت منخفض ودون انفعال؛ فيجب أن يتجنب الشاب غضبه وأن يضع نصب عينيه أنه يقوم بذلك لحبه وحرصه على علاقته بالشخص الذي يعاتبه، وأن هذا العتاب ينبع من منطلق المودة والحب.
– كما يجب أن يكون الشاب مهذباً فلا يستخدم أبداً كلمات خارجة عن الأدب وأن يختار ألفاظه بعناية حتى لا يجرح صديقه فيظل متذكراً لكلماته دائماً بل وربما انقلب الأمر إلى معاتبته هو مما يوجب انتقاء الكلام بعناية، بالإضافة إلى ضرورة عدم توجيه اتهام مباشر فلا يجوز أن يتم وضع الصديق موضع المتهم واضطراره للدفاع عن نفسه جزئياً أو كلياً حتى لا ينعكس ذلك بالسلب على العلاقة الطيبة فيما بينهما.
– كما يجب اختيار التوقيت الصحيح للعتاب – وهو من أهم عوامل نجاح العتاب – وإلا انقلبت الأمور ضد مصالح الطرف المعاتب وربما جعلت الشخص الآخر لا يتقبل هذا العتاب نظرا لمروره بظروف معينة تجعله غير قادر على تقبل هذا العتاب.
– كما يجب على الشاب عند عتاب صديقه أن يحدد بدقة الأشياء التي تضايقه منه، بمعنى أن يضع النقاط على الحروف مع التأكيد أثناء ذلك أنه يعاتبه لبقائه عليه وليس للومه أو تأنيبه أو تعنيفه، بالإضافة إلى ضرورة التوقف بالعتاب عند حد معين وعدم تحول الكلام إلى نوع من التوبيخ، كما يجب عدم التهاون والاختصار في الأمور التي تغضبه والاكتفاء بالبوح بجزء منها حتى لا يعود ثانية إلى نفس الموضوع مما يسبب الضيق إلى صاحبه خاصة وأن العتاب مدخل لتنقية النفوس وغسل القلوب، وهو شكل من أشكال التعبير عن المحبّة مما يستوجب مراعاة عدم الإفراط فيه.