أرشيف صحيفة البلاد

حب أسطوري يكذبه الواقع

أحببت رجلا من أهل الفضل والعلم حبا لله عز وجل وذلك لمكانته العلمية وأتمنى من الله عز وجل أن يتوج هذا الحب بالزواج الشرعي .مع العلم أنه لا يعرف عني شيئا ولا عن شعوري تجاهه كما أنني لا استطيع أن أخبر أهلي برغبتي هذه وذلك بسبب الحياء
وقد تقدم لي الكثير من الخطاب لكنني رفضتهم .آمل أن أسمع توجيها شافيا كافيا مانعا جامعا مع خالص الدعاء والله لا يضيع أجر من أحسن عملا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ابنتكم \" م .ن
لا شك أن شعورك تجاه هذا الشخص الفاضل ليس حبا كما تظنين إنما هو إعجاب بمكانته العلمية سيما وأنت مازلت في سن فترة الأحلام الوردية والأماني الجميلة .
ومادام الأمر كذلك فهذا الشعور شعور كل فتاة حيث يلامس قلبها البكر مثل هذا الشعور، لأن القلب كالأرض الخصبة التي لم تزرع ولكنها صالحة للزراعة .فالفتى يحلم بفتاة تحبه وتتمناه زوجا لها والفتاة تحلم بفارس أحلامها ومستقبلها .
وحقيقة الأمر أنك معجبة أو متأثرة بهذه الشخصية الفاضلة ولست محبة له، بحيث تصرفي عنك الخطّاب ذلك لأن الحب في الحقيقة هو تبادل احاسيس ومشاعر بين طرفين وهو ولا يأتي من طرف واحد .
فالواجب عليك يا ابنتي أن ترفضي عن تفكيرك حكاية أنك تحبينه، لان الحب من طرف واحد أمر غير معقول بل أسطورة يكذبها الواقع وغير موجود أصلا .ولذلك لا ينبغي لفتاة عاقلة مثلك تصر على أن تحبس نفسها عن الزواج من أجل سراب لا أساس له في عالم الواقع، سيما وان الرجل متزوج ولديه اطفال ..ثم على فرض أنه علم بشعورك مستقبلا فمن يضمن أنه سيتقدم لخطبتك ومن يضمن موافقة ولي أمرك ومن يضمن أنه سيبادلك نفس المشاعر؟ !
أنصحك يا ابنتي أن تكثري من الصلاة والدعاء والتقرب الى الله بالنوافل لتفريج معاناتك ..ذلك لان تماديك في رفض الخطّاب المناسبين سيضر بمستقبلك وهذا أمر لا ينبغي الاستمرار فيه من اجل سراب خادع يحسبه الظمآن ماءً .
عندما تتزوجين وغداً إن شاء الله ستتزوجين ويتقدم لك من يحبك وتحبينه وتعيشين معه حياة هانئة وسعيدة ولسوف تنجبي منه اطفالا كالزهور، عندها ستستقبلين اطفالك وتضحكين ملء شدقيك على حكاية هذا الحب المزعوم وهذه المشاعر في عالم الخيال وسوف تتذكرين كلامي .