أرشيف صحيفة البلاد

حافلات متهالكة لنقل الطالبات

لا أحد يجهل الجهود المتنامية التي تبذلها وزارة التربية والتعليم على كافة الاصعدة والسعي الحثيث للسير قدما خلف راية التحضر والتحديث المستمر الذي يواكب شريعة بلادنا وقيمنا وقد قامت الوزارة مؤخراً بنقل مهمة نقل الطالبات لمدارسهن الى متعهدين وشركات بغية رفع كفاءة النقل ومعالجة بعض القصور وهذا التصرف يدخل في إطار الجهود الرائدة التي ينشدها الجميع ولكن الخلل يكمن في نوع وموديل بعض الحافلات حيث أن بعض المتعهدين لنقل الطالبات احضروا بعض الحافلات القديمة من أوروبا بضفتيها الشرقية والغربية ومن المحتمل أن عمرها الافتراضي انتهى وأحيلت للتقاعد أو أنها من مخلفات الحرب العالمية الثانية حيث كانت مخصصة لنقل الجنود وقد يكون مثل هذا التصور مبالغا فيه في كلتا الحالتين ولكن من يشاهد بعضها أو يقيم اداءها لمهماتها يجد أنها فعلاً لا تصلح للخدمة المعدة لها أو أنها قادرة للقيام بالمهام الموكلة اليها، وحتى نقيم هذا الاتهام بأدلة جلية علينا أن نشاهد بعض هذه الحافلات العاجزة عن اداء مهامها ونتعرف على موديلاتها ثم علينا ان نحصي بشكل جدي وعملي وقفات هذه الحافلات على شوارع المدن والمحافظات بسبب عطلها وامراضها المتكررة التي تدفع سائقي هذه الحافلات بالتبرع مشكورين بجولاتهم من أجل تواصل الطالبات مع اولياء امورهن للحضور للموقع الذي أضربت فيه الحافلة عن ادائ مهمتها لكي يتم نقلهن للمدرسة أو لمنازلهن ولا نستطيع ان نعد ونحصي اجازات الحافلات بسبب اعطالها المتكررة، أو تغير السائقين، والمشكلة إذا بقيت الطالبات ينتظرن حضور الحافلات ثم أدركن بعد مضي وقت طويل بأنها لن تحضر بسبب قناعتهن بتكرار اعطالها وقررن الذهاب للمدرسة بواسطة من حولهن من اولياء امورهن فهل يجدن عذرا مقبولاً على تأخرهن عن المدرسة أم يتحملن عطل مثل هذه الحافلات؟
وآخر ضحية من هذا النوع، لقد تعطلت حافلة نقل بعض طالبات الثانوي فطلب سائق الحافلة من الطالبات بعد توقفها دفعها من الخلف أو إكمال المشوار مشيا على الأقدام وقد استقر رأيهن على السير على الأقدام لمنازلهن لأنه ليس في الإمكان إرسال حافلات لانقاذ الحافلات المتعثرات ثم نقل الطالبات ، وقد تأخذ الحافلة إجازة أيام دون بديل لها، ويبدو لي أن ضعف المتابعة لرصد مثل هذه الحوادث الى جانب ضعف الجزاء والغرامية على العقود هو الذي شجع المتعهدين على عدم الاكتراث بهذه الوقائع ، كما أنه من المحتمل أن العقود المبرمة مع المتعهدين لم تشمل تحديد موديلات حديثة ولا تحديد حسومات كبيرة في حالة تغيب الحافلة عن القيام بهمتها الاعتيادية ، او عدم اسعاف الحافلة المتعثرة بحافلة أخرى على وجه السرعة.
أرجو وغيري من المواطنين رصد مثل هذه المواقف الهزيلة ومعالجتها على وجه السرعة؛ لأنها لا تتفق مع مكانة الوزارة ولا مع رسالتها في بناء الاجيال التي تقف على رأسها مراعاة الجانب الانساني وتوفير أرقى الانظمة لتسيير دفة الحياة فكيف بتسيير حافلات حديثات .
خبير اجتماعي
صالح بن عبد الله العثيم
بريد : s.oth@hotmail.com