أرشيف صحيفة البلاد

حاضنات موسمية لأطفال الحجاج

جده – ابراهيم المدني
– رانيا الوجيه

عاماً بعد عام ، تعزز المملكة دورها الرائد في خدمة الإسلام والمسلمين ؛ باعتبارها مهبط الوحي الأخير للبشرية ، وحاضنة الدعوة المحمدية ، ومقر لأعظم الأماكن المقدسة ، والمكان الشريف الذي اجتباه الله لأداء ركن الإسلام الخامس (الحج) ، واليوم لم تكتف مملكة الخير بتوفير أفضل الخدمات للحجيج لضمان أداء المناسك بكل سهولة ويسر ، بل تسعى لتوفير خدمات جديدة ، لمزيد من الراحة واليسر والطمأنينة لضيوف الرحمن ، آخر هذه الخدمات توفير (حاضنات موسمية لأطفال الحجاج) ، لرعايتهم ومتابعتهم تربوياً وصحياً ، حرصاً على راحتهم وراحة ذويهم (الحجيج) ، ولجعل الحج رحلة ممتعة بلا مشقة أو عناء بسبب رعاية الأطفال.
• توجيهات القيادة:
والخدمة الجديدة تأتي انطلاقا من الاستجابة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ، بتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن ، وبعدما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية مقترح الشراكة بين الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة ، وبين حملات حجاج الداخل ، لتقديم أفضل الخدمات للحجاج ، وللحفاظ على سلامة الحجاج وأطفالهم دون مشقه للحجيج أثناء تأدية مناسكهم .
• موظفات ومتطوعات:
وقالت مديرة إدارة رياض الأطفال في مكة المكرمة تهاني قدسي إن عمل الحاضنات الموسمية لأطفال الحجاج غير مقتصر على الموظفات المتواجدات حاليا في الميدان ؛ سواء من التعليم الحكومي أو الأهلي ، بل تشمل المتطوعات ، حيث توجد قائمة بأسماء المتطوعات من خريجات رياض الاطفال وكليات الطب؛ حيث يتطلب الكادر الوظيفي توفير معلمات وممرضات وطبيبات لرعاية الأطفال ، وتوفير فرص وظيفية للخريجات مقابل مكافآت مالية.
• دورة الإطار التنظيمي للحضانات:
وتضيف قدسي ، أنه جرى تدريب الكادر الوظيفي على دورة “الإطار العام التنظيمي للحضانات الموسمية ” ، مدتها 3 أيام ، بتكليف من وكالة التعليم في الرياض، واشراف الإدارة العامة لرياض الأطفال، وتشمل الحضانات استقبال أطفال حجاج الداخل والخارج وأيضا أطفال العاملين في موسم الحج .
•فكرة غير مسبوقة:
ووصفت دكتورة أحلام عادل خوندنه أستاذ مساعد قسم رياض اطفال بجامعة أم القرى ، قرار إنشاء حاضنات موسمية لأطفال الحجاج بـ ” فكرة غير مسبوقة” ، مضيفة أن القرار جاء في وقت تكرس فيه جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين ، لخدمة ضيوف الرحمن بخطوات غير مسبوقة من خلال التطورات التي يشهدها موسم الحج عاماً بعد عام ، من تقنيات وتكنولوجيا ، كان منها قرار إنشاء حضانات للأطفال ، وسيعود القرار بالفائدة على جميع الحجاج المصطحبين لأطفالهم ، وسيتم تفادي وقوع حوادث “ضياع” الأطفال وإرهاقهم في التنقل بين المشاعر المقدسة ، مشيرة إلى ضرورة وجود خطة وآلية لتحقيق المشروع ؛ اعتمادا على التقنيات الحديثة في مثل هذه المجالات.
•فوائد بالجملة للحجيج:
ورحب القائد التربوي متعب القحطاني قائد مدرسة الفتح الابتدائية في جدة بالمشروع الجديد لوزارة التعليم ، وقال إن إنشاء روضات موسمية في مكة المكرمة والمدينة المنورة لاحتضان أطفال الحجاج والمعتمرين ، سيساعد زوار بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم في أداء عباداتهم في خشوع وطمأنينة، منوهاً إلى أن الأطفال يشغلون آباءهم في الأماكن المقدسة بالحركة والصراخ .. الخ ، وفي حال توافر حاضنات ترعى هذه الفئة فترة وجود الحاج في مكة المكرمة أو المدينة المنورة ستتحقق له عدة فوائد ؛ أولها وجود طفله في مكان آمن ومعروف وترعاه تربويات ومتخصصات ، يسعين لتعليمه وتهذيبه وتغذيته إضافة لجانب الترفيه ، وهو المهم للأطفال.
• فرصة للقطاع الأهلي:
وواصل القحطاني : لاشك بأن الفكرة رائعة ورائدة وأتمنى مشاهدتها وقد حققت النتائج الإيجابية المرجوة منها، لافتاً الى أن الفرصة متاحة الآن للقطاع الأهلي لتنفيذ أفكار الوزارة واشتراطاتها بما يعود على الجميع بالخير والفائدة.
•مشروع تربوي ناجح:
وأشار التربوي موسى بن تيسير السويد إلى أن القطاع الأهلي جاهز لتنفيذ روضات لأطفال الحجاج والمعتمرين، وقد طالب بها منذ سنوات طويلة ، وعبر عن فرحته بقرار الوزارة إطلاق مشروع الروضات في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وهو بلا شك مشروع تربوي ناجح ، ومن المهم أن تكون الحاضنات مفيدة للأطفال ويتلقون فيها دروساً تفيدهم في حياتهم اليومية.
• ضرورات للنجاح:
ولفت السويد إلى ضرورة إيجاد مترجمين للأطفال الذين لا يجيدون العربية ، وطبيبات للتعامل مع الأطفال المرضى وأخصائيات للتعامل مع الأطفال كثيري الحركة و”الأشقياء”، و ضرورة أن تكون الرسوم المفروضة على خدمة الأطفال في الروضات معقولة وأن تتحمل الجهات التي استقدمت الحاج والمعتمر الرسوم إذا كان الحاج غير مقتدر، مشيراً الى نماذج للحاضنات مملوكة للقطاع الأهلي في المدن الكبرى بالمملكة صارت محببة للأسر والأطفال لوجود حوافز مغرية لكن يعيبها ارتفاع أسعار الخدمات بها.