أرشيف صحيفة البلاد

حاج في يوم عرفة

•• اليوم ومنذ فجره الاول بدأت طلائع الوفود الى بيت الله الحرام تصل الى هذا الوادي الى المشعر الاكبر انها عرفة التي يلتقي بها كل القادمين – للحج – على ثراها يأتون وقلوبهم قبل ألسنتهم تلهج بالدعاء. ان الحج عرفة.
هذا الوادي الكريم الذي تموت فيه الحياة لعام بكل ايامه وشهوره . فيتحول في هذا اليوم الى مدينة عامرة بسكانها وبكل ما يلبي رغباتهم .. هذا اليوم هو يوم الوقوف بعرفة يوم تلاقي الارض بالسماء عندما يرفع الحاج – يديه الى السماء راجياً عفو ربه الذي لاشك انه سوف يلقاه فهو الرب الرحيم الذي لا يمكن ان يرد من طلبه أبداً .. فهذا اليوم يوم الرحمة.
لهذا على الحاج اليوم ان يلتزم بكل موجبات هذا اليوم من السكون والدعاء .. مبعداً نفسه عن كل ما يثير ازعاج الآخرين الذين اتوا شعثاً غبراً يرجون رحمة ربهم هكذا قال في نفسه..
هذا اليوم – يوم عرفة وما ادراك ما يوم عرفة .. انه يوم التعارف بين من نسي لقاء الله في ايامه السابقة فهو يتعرف عليه سبحانه طالباً منه المغفرة وان يتوب عليه من كل زلاته التي احدثها في حياته .. انه يوم المعرفة بالخالق وبعفوه ورحمته لعباده.
ان اليوم عندما يلتقي الحجيج على صعيد واحد في ثوب واحد لا يفرق بينهم مفرق ولا يتعالى احد على احد فالكل اليوم سواسية في مظهرهم وفي اتجاههم فالكل في حاجة ماسة الى ذلك الرب الكريم.
انه يوم الصدق مع النفس .. الذي جعله ينسى كل ما كان يحيط به من مظاهر الحياة وترفها – انه يوم الاخلاص للواحد القهار.
من مجموعة رائحة الكباب – تحت الطبع