أرشيف صحيفة البلاد

جهود المملكة تنجح في رفع العقوبات الأمريكية عن السودان

جدة- البلاد
اضطلعت المملكة العربية السعودية بدور بارز في رفع العقوبات الأمريكية عن السودان بعد 20 عاما من فرضها عليه وتحديدا في (1997 و2006) حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الجمعة إنه سيتم رفع جزء من العقوبات الاقتصادية والتجارية الأمريكية المفروضة على حكومة السودان.
وفي استكمال لعملية بدأها الرئيس السابق باراك أوباما في نهاية ولايته رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حظرا تجاريا أمريكيا وإجراءات عقابية أخرى كانت سببا في فصل السودان فعليا عن معظم النظام المالي العالمي.
وقال مسؤول رفيع للصحافيين “قررت الولايات المتحدة رسميا رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان”.
وقد نجحت جهود المملكة في اقناع الإدارة الأمريكية برفع العقوبات ففي 13 يناير الماضي، شكر الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود معبراً عن امتنانه للجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية في هذا المجال لدعم رفع العقوبات، وذلك في اتصال هاتفي هنأ فيه خادم الحرمين الشريفين الرئيس السوداني، بقرار رفع بعض العقوبات الأمريكية عن السودان.
وكانت وكالة الأنباء السودانية، أكدت في 14 يناير 2017م، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجه ولي ولي العهد (آنذاك) الأمير محمد بن سلمان ببذل الجهود كافة من أجل الرفع الكلي للعقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان.
كما أعرب الرئيس السوداني أثناء زيارته الأخيرة للرياض عن تحالفه مع المملكة وسائردول العالم المحبة للأمن والاستقرار لمكافحة ظاهرة الإرهاب.
وكان القرار الأميركي في عهد أوباما قد نص على إلغاء الأمرين التنفيذين رقم (13067) الصادر بتاريخ 16 أكتوبر 1997 إبان عهد الرئيس بيل كلنتون والقرار (13412) الصادر بتاريخ 17 أكتوبر عام 2006 إبان عهد الرئيس جورج بوش واللذين بموجبهما فرضت عقوبات اقتصادية على السودان، لكن الرفع الجزئي للعقوبات لم يتضمن رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وشمل القرار السماح بكافة التحويلات المصرفية بين البلدين، واستئناف التبادل التجاري بين السودان وأمريكا. وأفاد بيان للبيت الأبيض بأن رفع العقوبات سوف يتم تأجيله لمدة 6 أشهر بهدف تشجيع الحكومة السودانية على الحفاظ على جهودها المبذولة بشأن حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب.
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد نقلت عن وزير الخارجية معالي الأستاذ عادل الجبير في يوليو 2017م أن المملكة تعمل مع الأشقاء في السودان لتحسين علاقات السودان مع الولايات المتحدة، ورفع العقوبات المفروضة على السودان، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب».
وأوضح معاليه في تصريحات مشتركة مع نظيره السوداني، إبراهيم غندور، عقب المباحثات التي أجراها الرئيس السوداني عمر البشير مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة تعمل مع الأشقاء في السودان لتحسين علاقات السودان مع الولايات المتحدة، ورفع العقوبات المفروضة على السودان، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأضاف :” نحن نعتقد أن السودان حققت مجالات كبيرة للوصول إلى رفع هذه العقوبات، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ونحن مستمرون في جهودنا بالتنسيق مع الأشقاء في السودان وغيرهم من الأشقاء في المنطقة لإيجاد حل لهذا الوضع، لكي يعود إلى وضعه الطبيعي، ولكي يستطيع السودان أن يركز على التنمية وعلى الاقتصاد وعلى الازدهار.
وأكد الجبير أن مباحثات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مع الرئيس عمر حسن البشير، كانت بناءة ومثمرة.
من جانبه أوضح الوزير السوداني أن هذه الجهود الجليلة هي محل تقدير من القيادة السودانية والشعب السوداني الذي يكن حباً وتقديراً خاصاً للمملكة وقيادتها.
على صعيد آخر قال سفير خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم علي بن حسن جعفر، إن بلاده لعبت دوراً كبيراً في رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية عن السودان، كاشفاً عن جهود تقودها المملكة للرفع الكامل للعقوبات عن السودان .
وثمَّن السفير موقف السودان المتسق مع الموقف السعودي الداعم والمساند لقضايا الأمتين العربية والإسلامية. وقال إن السعودية – حكومة وشعباً – تقدر لفخامة الرئيس البشير تصريحاته القوية التي عدَّ فيها أمن السعودية والحرمين الشريفين خطاً أحمر.
كما ثمَّن السفير، في حوار مع برنامج (يوم الدبلوماسية والمغترب السوداني) بقناة النيل الأزرق السودانية الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتسهيل الاستثمارات السعودية في السودان، وقال إن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستشهد طفرة غير مسبوقة.
في حين رحب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين أمس الجمعة، بقرار واشنطن رفع العقوبات الأمريكية عن السودان، المفروضة منذ 1997.
ووصف العثيمين، في بيان القرار الأمريكي بـ”الحكيم” مشيرا إلى أنه “يساهم بصورة كبيرة في تحقيق السلام والأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي في السودان، الذي تضرر شعبه كثيرا من هذه العقوبات الأحادية”.