دولية

جمعة غضب ودعوات لعصيان مدني.. انتفاضة إيران .. دماء تنزف ونظام يحتمي بالقمع

طهران ــ وكالات
اتسع الحراك الشعبي ضد نظام الملالي في إيران مع دخول الاحتجاجات اسبوعها الثاني بعد أن بدأ في مدينة مشهد التاريخية، ليمتد إلى العديد من المدن الإيرانية، من بينها العاصمة طهران.وانطلقت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للخروج بتظاهرات حاشدة اليوم الجمعة، للتأكيد على استمرار الاحتجاجات لحين تحقيق المطالب الشعبية، وسط دعوات لعصيان مدني .ودعا ناشطون الشعب الإيراني إلى عدم تسديد فواتير الماء والكهرباء والغاز والهواتف بالإضافة إلى عدم تسديد الديون للمصارف الحكومية؛ من أجل الضغط على حكومة الملالي .
احتدام القمع :
فيما قتل 6 عناصر من الحرس الثوري الإيراني ، وقال مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني في أربيل بكردستان العراق، محمد صالح قادر إن “مقاتلين تابعين للحزب الديمقراطي الكردستاني، اشتبكوا مع عناصر في الحرس الثوري الإيراني بقرية قريبة من الحدود العراقية الإيرانية، وتمكنوا من قتل 6 وجرح عدد آخر منهم”.
وأوضح قادر أن “قوة تابعة للحرس الثوري الإيراني دخلت إلى إحدى قرى ناحية بيرانشهر (نحو 15 كيلومتراً عن الحدود العراقية)، بعد ظهر الأربعاء، واعتدت على السكان فتصدى لهم مقاتلون تابعون للحزب الديمقراطي الكردستاني، ودارت اشتباكات دامت ساعتين، ما أسفر عن مقتل 6 عناصر من الحرس الثوري وإصابة عدد آخر بجروح”.
وأضاف أن “المقاتلين التابعين للحزب انسحبوا دون خسائر، فيما استقدم الحرس المزيد من عناصره للمنطقة”.
ولفت المسؤول بالحزب الكردي الإيراني المعارض، إلى أن مجموعات من الحرس الثوري تداهم القرى الكردية القريبة من الحدود، لتفتيش المنازل وترهيب الأهالي.
فيما أفادت مصادر مطلعة بحسب قناة العربية بان إيران سحبت قسما من قوات الحرس الثوري المنتشرة في سوريا، وأعادتها إلى البلاد للمشاركة في قمع الاحتجاجات المتواصلة التي دخلت يومها الثامن
وأكدت المصادر أن الحرس الثوري طلب من السفارة الإيرانية في دمشق ترتيب عودة جميع القوات التي لم يعد لوجودها ضرورة في سوريا إلى طهران فورا، نظرا لاستمرار الاحتجاجات في أنحاء مختلفة من إيران.
وكانت مصادر من داخل الأهواز كشفت أن إيران جلبت عناصر من ميليشيات الحشد الشعبي العراقية الموالية لها ونشرتها في إقليم الأهواز حيث انتشرت مجموعات منهم في شوارع عبادان والمحمرة، وكذلك في المحافظات الإيرانية الأخرى لقمع الاحتجاجات الشعبية المتواصلة ضد نظام طهران.
كما انضم قسم من عناصر الحشد الشعبي مع الحرس الثوري وقوات الأمن إلى قمع المحتجين في حي الثورة (الدائرة) بمدينة الأهواز، في الساعات المبكرة من صباح الخميس.
من جهته، نشر موقع ” آمد نيوز” الذي يغطي احتجاجات إيران خبرا مقتضبا عبر قناته على تطبيق “تلغرام” يفيد بأن الحرس الثوري جلب آلافا من المرتزقة الأفغان من ميليشيات ” فاطميون” الذين يقاتلون في سوريا، إلى داخل إيران ونقلهم إلى مدينة “خميني شهر” بمحافظة أصفهان، للمشاركة في قمع الاحتجاجات الشعبية المستمرة.
وبالإضافة إلى قوات الحرس الثوري والميليشيات الأجنبية التابعة لها التي استدعتها إيران من سوريا والعراق، أرسل الحرس الثوري رسائل نصية لمنتسبيه المتقاعدين يستدعيهم إلى الحضور لأقرب نقطة ممكنة لتنظيمهم بصفوف القوات التي تستعد لمواجهة الاحتجاجات التي وصفوها بـ “الفتنة”
وارتفعت حصيلة قتلى الاحتجاجات إلى 23 قتيلا خلال أسبوع من الاحتجاجات وسط تنديد دولي بقمع إيران للمتظاهرين السلميين، وطلب الأمم المتحدة للتحقيق في مقتل المحتجين.
تمدد الاحتجاجات :
ويرى مراقبون أن الاحتجاجات اشتدت في يومها الثامن في عدة مدن إيرانية خصوصًا في المناطق والقرى القريبة من الحدود مع العراق، على الرغم من التشديدات الأمنية والإجراءات القمعية بحق المتظاهرين.
ومن المقرر أن تشهد مناطق مختلفة في محافظة كرمنشاه غرب البلاد احتجاجات واسعة تشمل مناطق هي (إسلام آباد غرب، كيلان غرب، كنكاور، هرسين، صحنه، بيستون، سنقز، باوه، روانسر، وجوانمرد).
كما انطلقت دعوات للخروج بتظاهرات في سنندج عاصمة مقاطعة كردستان الإيرانية، بالإضافة إلى مناطق مختلفة منها (بانه، وسقز، وبيجار، وقروه، دهكلان، كامياران، مريوان)،
وفي العاصمة طهران دعا ناشطون للتظاهر في مدينة “ري” جنوب طهران، للتأكيد على عدم التراجع عن الاحتجاجات الشعبية، التي تصر على تحسين الواقع الاقتصادي.
وسجلت احتجاجات إيران في يومها الثامن مزيدًا من القتلى والجرحى والاعتقالات. وتحدى المحتجون الغاضبون تحذيرات كبار المسؤولين، وتظاهروا الليلة الماضية في مناطق متفرقة من طهران وفي همدان والأهواز وأصفهان.
واعتقلت قوات الأمن الإيرانية أكثر من 1000 شخص في عدة مدن، كما تناقل ناشطون مقاطع فيديو تظهر إطلاق قوات الأمن الرصاص والغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين
تفنيد أكاذيب الملالي :
بدرها كذبت مجلة فرنسية مزاعم السلطات الإيرانية بانتهاء الاحتجاجات الشعبية العارمة، مشيرة إلى أن الشارع الإيراني يشهد حالة غليان متصاعدة، وقد حان وقت الربيع الايراني.
وتحت عنوان “الشارع الإيراني في حالة غليان”، أشارت مجلة “باري ماتش” الفرنسية إلى أن المظاهرات العارمة لا تزال مشتعلة في طهران وعشرات المدن، وأسفرت عن مقتل العشرات، قائلة إنه حان وقت “الربيع الفارسي”.
وقالت إن قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد علي جعفري أعلن، “انتهاء العصيان”، غير أن الصحيقة قالت إن أعداد المتظاهرين المعارضين للنظام تتجاوز مئات الآلاف، ولم تغادر الشوارع.
ونقلت مجلة “باري ماتش” عن رجل خمسيني من المتظاهرين، يهتف بحماس ضد هذا النظام الفاسد، قائلاً: “أعمل منذ 30 عاماً متحملاً مسؤولياتي، وفي نهاية المطاف أعاني من الفقر المدقع، نظراً لأن الشركة التي أعمل بها توقفت عن دفع الرواتب منذ 5 أشهر، حتى أبنائي عاطلون، ولا أستطيع مساعدتهم”.
وقال متظاهر آخر في العشرينات من عمره، لمراسل المجلة، إنها “المرة الأولى التي أنزل فيها إلى الشارع للاحتجاج، فقد زال عنا حاجز الخوف الذي سيطر علينا منذ سنوات، وحان وقت الحرية والتغيير، الظلم له حدود”.
ووصفت المجلة مشهد الاحتجاجات، بـ”الزلزال”، مشيرة إلى أن الشارع الإيراني شهد احتجاجات، من فئات مختلفة للمتظاهرين، من بينهم مهنيون رفيعو المستوى، من أطباء ومهندسين، وعلماء، وليس كما يزعم النظام بأنهم مرتزقة مأجورون.
وبحسب المجلة، فإن بعض المتظاهرين من المستثمرين الذين وضعوا مدخراتهم في مؤسسات توظيف أموال، وإقراض الأفراد، وصلت ديونها إلى حد السماء، في الوقت الذي لم تحرك الحكومة ساكناً لإنقاذ تلك المؤسسات غير القانونية، وهي عبارة عن شركات، تعمل كمصارف (زائفة) تقرض الأفراد بفوائد مرتفعة، عند تعثر المقترض، يتم تحميل الخسارة على المستثمرين الأفراد، ومؤسسو تلك الشركات، أعضاء من مليشيا الحرس الثوري الإيراني، وعلى صلة بالسلطة السابقة للرئيس أحمدي نجاد، والذين يعملون فقط دور الوسيط.
وبحسب المجلة فإن فساد نشاط الباسداران (الحرس الثوري بالفارسية) وسلطة الملالي “مولارتشيست”، الذي أدى إلى انفجار الشعب، يتمثل في لعبهم دور المرابين، بالإضافة إلى الأنشطة الأخرى المشبوهة التي لا تخلو من الحصول على الرشاوى، مقابل أي خدمة، نظراً لنفوذهم في جميع إدارات البلاد، من “العقارات، والأشغال العامة، والنفط، والصناعات، الواردات”، وذلك على مرأى ومسمع الجميع” في الوقت الذي يعاني 55% من السكان من البطالة.
وتابعت: “أن معاناة الشعب نتيجة فساد النظام الإيراني فقط، بصرف النظر عن تصديق ترامب على الاتفاق النووي”، موضحة أنه حتى لو تم رفع العقوبات، فإن من سيتحسن حاله، فقط هم مليشيا النظام وأتبعاهم، وليس المواطن الإيراني البسيط”.
فشل كل محاولات النظام :
سعى النظام الإيراني إلى التغطية على الاحتجاجات الحاشدة ضده، بتنظيم مسيرات مؤيدة له، بدت “باهتة”، وأظهرت فشلها في الحشد.
وكانت المظاهرات المؤيدة محاولة “يائسة” لمقاومة الاحتجاجات الغاضبة ضد نظام الملالي، والتي غمرت شوارع البلاد طوال 8 أيام.
ورغم أن الإعلام الحكومي في إيران أبلغ عن خليط من الناس، عائلات وكبار السن وطلاب، فإن الصور التي بثها للمسيرات المؤيدة أظهرت أن معظم المتظاهرين من الرجال في منتصف العمر أو كبار السن، وكثير منهم رفعوا صوراً للرئيس حسن روحاني ولوحوا بالعلم الإيراني.
وعلى النقيض، فإن أغلبية المحتجين ضد الحكومة الإيرانية خلال الأسبوع الماضي كانوا شباباً يطالبون بتوفير المزيد من الفرص لهم مع ارتفاع معدلات البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة.
اتهامات :
واتهمت إيران في الأمم المتحدة، أميركا بالتدخل في شؤونها الداخلية، متناسية أن أصابعها لا تزال تحرك جماعات مسلحة داخل عدة دول، سعيا لزعزعة استقرارها وفرض نفوذها في المنطقة، وفي محاولة منها لتغطية واقع التظاهرات التي تشهدها البلاد.
وتأتي “شكوى إيران” من التدخلات الخارجية، في الوقت الذي تتدخل هي في شؤون دول مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان، بل وتتباهي بسيطرتها على عواصم عربية.
وشكلت طهران لاعبا أساسيا في سوريا، إذ أرسلت قوات من الحرس الثوري وحزب الله لدعم القوات النظامية منذ بداية الحرب.
ولا يزال يعاني اليمن من انقلاب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، التي سيطرت على العاصمة صنعاء وارتكبت جرائم حرب وجندت الأطفال، بالإضافة إلى عملها على تدمير اقتصاد البلاد ونهب أمواله.
وتهرب إيران الصواريخ والأسلحة التي يستخدمها الحوثيون في هجماتهم، حيث ثبت أن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على الأراضي السعودية هي إيرانية الصنع.
وفي لبنان، تزداد فجوة الانقسام في البلاد بسبب حزب الله المدعوم من إيران، الذي يرفض التخلي عن قوة السلاح أو وقف التدخل في مجريات الحياة السياسية، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء سعد الحريري لتقديم استقالته، قبل أن يعود ويتراجع عنها.
كما تلعب إيران دور المتحكم في مجريات الحياة السياسية والعسكرية في العراق.
دعوات :
بدورها دعت شيرين عبادي أشهر محامية مدافعة عن حقوق الإنسان في إيران والحاصلة على جائزة نوبل للسلام الشعب الإيراني للعصيان المدني، وحان الوقت لذلك، مشددة على ضرورة مواصلة الاحتجاجات ضد نظام الملالي.
وقالت عبادي في تصريحات صحفية إن الإيرانيين يجب أن يبقوا في الشوارع وإن الدستور يعطيهم الحق في الاحتجاج
وأضافت عبادي “إذا كانت الحكومة لم تستمع لكلامكم على مدى 38 عاما فقد جاء دوركم في تجاهل ما تقوله لكم الحكومة الآن”.
ودعت عبادي الإيرانيين “إلى التوقف عن دفع فواتير المياه والغاز والكهرباء والضرائب وسحب الأرصدة من البنوك الحكومية للضغط اقتصاديا على الحكومة وإجبارها على الكف عن العنف وتلبية مطالبهم”.
فيما قال الخبير الأمريكي الإيراني راي تقية إن الاحتجاجات التي تشهدها إيران حاليا تكذّب الفكرة الشهيرة بأن روح الثورة الخضراء التي كادت تطيح بالنظام في 2009 انطفأت للأبد، واضعا تصورا لمسار متوقع ينتهي بـ”هلاك” نظام الملالي.
وأشار تقية، الذي عمل كمسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، إلى أنه من المحتمل أن ينجو النظام الذي لا يشعر بأي تأنيب ضمير حيال قتل مواطنيه من التحدي الذي تشكله هذه الاحتجاجات، لكن إذا نجا فإن السلطة الدينية للنظام لن تظل على حالها، خاصة مع كون رئاسة حسن روحاني هي ضحية هذا الأسبوع، وتقييم المرشد الإيراني علي خامنئي وتابعوه المتشددون للمأزق الذي من المرجح أن يفضي إلى المزيد من القمع ضد الشعب
وقال تقية إن روحاني موظف النظام منذ فترة طويلة، أجرى حملة رئاسية ساخرة وتخريبية في 2017، حيث قضى وقتا طويلا من حملة إعادة انتخابه ينتقد فساد المسؤولين، بل ألمح إلى أحد أكثر فصول النظام الإيراني إظلاما، وهو حملة القتل الجماعي للمعتقلين السياسيين في 1988.
إنفاق إيران على حلفاء الخارج :
سلطت تقارير إخبارية دولية، النقاب على خفايا مصادر الأموال التي تخصصها إيران من أجل الصرف على الحروب التي تخوضها جماعات وتنظيمات وأحزاب بالنيابة عنها في العديد من الدول مثل: اليمن، والعراق، وسوريا، وغيرها.
واعتبرت مجلة ذا ويك البريطانية أن إيران تواجه واحدة من أسوأ حالات الاحتجاج الشعبي خلال نحو عقد من الزمان، بعدما أسفر عن مقتل أكثر من 23 إيرانيًا على الأقل، إثر المظاهرات الحاشدة التي عمت شوارع العاصمة طهران ومدن أخرى، احتجاجًا على التدهور الاقتصادي في البلاد.
وتشير المجلة إلى أن الإيرانيين كانوا تلقوا في العام 2015 وعودًا بأن تخفيف العقوبات سيجعل حياتهم أفضل مع استعادة إيرادات النفط بعد سنوات من الحظر، إلا أن تلك الوعود لم يكن لها غطاء، وذهبت أدراج الرياح.
واستشهدت المجلة بتقرير لشبكة “بي بي سي” الإخبارية باللغة الفارسية، أفاد بأن الحالة المعيشية للمواطن الإيراني الذي يندرج في الفئة ذات الدخل المتوسط، باتت الآن أسوأ بنسبة 15%، مما كانت عليه قبل 10 سنوات.
وتساءلت المجلة: “أين تذهب أموال النفط الإيراني إذاً؟”، وحاولت الإجابة عن السؤال من خلال التذكير بتصريح للوزير الإسرائيلي يوئيل شتاينتس، نشرته صحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل ، أكد فيه أن إيران تنفق 1 مليار دولار (740 مليون جنيه إسترليني) سنويا على “حزب الله” فقط.
في الإطار ذاته، نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصدر مخابراتي غربي، قوله إن “متشددي الملالي يضخون الأموال في الحرب الأهلية السورية من أجل ترسيخ الوجود الإيراني، ببناء قاعدة جوية دائمة، ومرفق بحري على ساحل البحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف المصدر: هذا يكلف على الأقل مئات الملايين، إن لم يكلف المليارات”، لافتًا إلى أن ذلك المال كان من المفترض أن يستخدمه الرئيس الإيراني حسن روحاني لتحسين البنية التحتية، وتوفير فرص عمل للمواطنين الإيرانيين.
وتشير الصحيفة إلى أن البنوك الحكومية الإيرانية أطلقت خطوط ائتمان، بلغ مجموعها 4.6 مليار دولار أمريكي (3.4 مليار جنيه إسترليني) للنظام السوري في الفترة مابين 2013 و2015، كما كانت تدفع أجورًا شهرية لنحو 50 ألف مقاتل من الميليشيات، ناهيك عن إمدادات السلاح اليومية وتكاليف المستشارين العسكريين.
وقدرت المجلة البريطانية أن التمويل الإيراني المخصص لتنظيم “حزب الله” اللبناني يتراوح ما بين 60 مليون دولار، ومليار دولار أمريكي سنويًا.
يذكر أن تلك التقديرات لم تتناول ما تقدمه إيران للميليشيات الشيعية في العراق أو ميليشيات الحوثيين في اليمن، والتي يرجح مراقبون أنها تتجاوز ملياري دولار سنويًا، كما لم تشر التقديرات لما تنفقه إيران سنويًا على محاولاتها لنشر ما تسميه “الثورة” حول العالم، والذي يتجاوز مئات الملايين من الدولارات
فيما دعا مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية، واشنطن إلى المسارعة بالكشف عن حجم ما تنفقه إيران على مليشياتها في الخارج؛ استغلالا لفرصة أن المظاهرات الجارية تحتج على الفقر الذي سببته سياسة طهران التوسعية.
وفي مقالة نشرها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قال دينيس روس، الذي كان مستشارا في الشؤون الإيرانية خلال إدارة باراك أوباما، إن “تكلفة التوسع الإيراني أصبحنا نراها الآن، فالمواطنون يتظاهرون في جميع أنحاء البلاد”.
واستشهد روس بأن أوائل هتافات المحتجين الذين نزلوا إلى الشوارع، الأسبوع الماضي، كانت تندد بإنفاق نظام ولاية الفقيه على أذرعه في المنطقة.
ويتعين على الإدارة الأمريكية، بحسب الخبير الأمريكي، أن تلفت الانتباه إلى المظالم الاقتصادية الكامنة وراء المظاهرات، والتي تتفاقم بالتأكيد جرّاء مغامرة إيران في الشرق الأوسط.
وفي وقت يتساءل فيه المحتجون الإيرانيون عن سبب إنفاق أموالهم في لبنان وسوريا واليمن ، يدعو “روس” الإدارة الأمريكية إلى أن تقدّر هذه المبالغ التي تنفقها طهران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *