أرشيف صحيفة البلاد

جرائم الدوحة تتعاظم .. والنظام يواصل التنكيل بأبناء قطر وشيوخها

جدة ــ البلاد

قرر نظام الحكم في قطر المغامرة بانتهاج تصعيد جديد في مواجهة المعارضة القطرية، عبر تجميد حسابات البعض واقتحام قصور البعض الاخر، بل وصار واضحا أن الزخم السياسي المحلي يسير في هذا الاتجاه استنادا إلى تصريحات ومواقف معارضين ينتمون إلى أسرة آل ثاني، على رأسهم الشيخ مبارك بن خليفة بن سعود آل ثاني، والشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني الذي نشر تغريدات على تويتر حول انتظار “حدث تاريخي” أثارت الكثير من التكهنات.

وتضع هذه النزعة للحفاظ على تماسك المنظومة الخليجية الشيخ عبدالله على النقيض من رؤية قطر وفلسفة الحكم فيها، وهو ما يؤهله لكي يتحول إلى بديل مقنع إقليميا، بالنظر لامتلاكه شرعية متمثلة في انتمائه إلى فرع بن علي، الذي ظل ممسكا بالسلطة منذ تولي جده الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني الحكم عام 1880، وحتى انقلاب الشيخ خليفة بن حمد على الشيخ أحمد بن علي آل ثاني شقيق الشيخ عبدالله عام 1972.

وبات خيار حكومة المنفى واقعيا وقابلا للتنفيذ، إذ تتسع رقعة المعارضة يوميا بين صفوف الأسرة الحاكمة، ويتزايد أعداد الشيوخ المؤيدين لقيادة الشيخ عبدالله بن علي لتغيير جوهري في الحكم من داخل الأسرة.

وفى السياق كشفت صحيفة “العرب” اللندنية أن المعارضة القطرية ربما تعكف على تشكيل حكومة قطرية في المنفى، في انتظار حدث تاريخي أثار الكثير من التكهنات.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم المعارضة، القطرية خالد الهيل، بأنه تم تحديد موعد لعقد المؤتمر الثاني للمعارضة القطرية، الذي سيناقش البديل لنظام الحكم الحالي، ولكنه لم يشأ الإعلان عنه قبل اكتمال كافة الترتيبات أولاً.

وبات خيار “حكومة المنفى” واقعياً وقابلاً للتنفيذ، إذ تتسع رقعة المعارضة يومياً بين صفوف الأسرة الحاكمة، ويتزايد أعداد الشيوخ المؤيدين لقيادة الشيخ عبدالله بن علي لتغيير جوهري في الحكم من داخل الأسرة.

 

تنكيل:
لا يمر يوم دون ان تقدم الدوحة دليلًا على أن نظام “الحمدين” ما هو إلا عصابة تتآمر على الشعب القطري في المقام الأول، والمحيط الخليجي والعربي، فضلًا عن دعم الإرهاب وإثارة القلاقل والتدخل في شؤون الدول.

وتتوالى ألاعيب قطر القذرة في السياسة الدولية وإدارتها للملفات الإقليمية، ما بين دعم تنظيمات إرهابية واستخدام مال في شراء الذمم ونشر الفساد.

وفي مقابل الأصوات الحكيمة والشريفة – كالشيخ عبدالله آل ثاني والشيخ سلطان بن سحيم- التي تخرج من بين الشعب القطري منادية بحقه في حكم عادل ورشيد، وعودة إلى البيت الخليجي العربي مرة أخرى، يأتي صلف النظام القطري وتعنته أمام تحقيق خطوة جادة على طريق أمن واستقرار المنطقة.

انتهاك جديد:
يومان فقط، أظهرت الدوحة فيهما وجها قبيحا آخر على أبنائها وشيوخها؛ إذ نفذت قوات أمن الدولة القطري، الإثنين، عملية اقتحام لقصر الشيخ سلطان بن سحيم، وصادرت ممتلكات شخصية وعائلية خاصة به وبوالدته الشيخة منى الدوسري.
وتعد عملية اقتحام قصر الشيخ سلطان وتجميد حساباته هي ثاني عملية خلال أسبوع بعد تجميد حسابات وممتلكات الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني.

ويقبع قصر الشيخ سلطان تحت سيطرة أمن الدولة القطري الآن، بعد عملية الاقتحام التي اعتدوا خلالها على العاملين به.

وأضافت المصادر، أن المصادرة شملت الاستيلاء على الصور والمتعلقات الخاصة بالشيخة منى الدوسري، ما يشكل تعديًا صارخًا على خصوصيتها وسابقة في المنطقة.

وصادر أمن الدولة في قطر كل الصور الشخصية والعائلية الخاصة بالشيخة منى الدوسري، بالإضافة إلى نهب كل المجوهرات والمقتنيات والأموال الخاصة بها.

وذكرت أن السلطات القطرية استولت على كل الأختام والصكوك والتعاقدات التجارية التابعة للشيخ سلطان بن سحيم ما يشكل خطرا بتزويرها والإضرار بها.

وكعادته في انتهاج سياسة إقصائية تجاه كل من يخالفه الرأي لم يجد نظام “تميم” شيئًا يقلل من مكانة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وشعبيته المتزايدة يوماً بعد الآخر، فحاول عرقلته ماليًا، حيث أقدمت سلطات “الحمدين”، على تجميد أرصدته البنكية، في انتهاك جديد يضاف إلى سجل النظام الحافل بالانتهاكات.

وقال الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، تعليقًا على تجميد النظام القطري في الدوحة حساباته البنكية: “شرفني النظام القطري بتجميد جميع حساباتي البنكية”.

وأضاف، في تغريدته على “تويتر”، “وأشكرهم على هذا الوسام وأتشرف بتقديمه للوطن ومن أجله”.

وهي الخطوة التي تدلل على أن ما خرج من أجله الشيخ عبدالله آل ثاني -منذ إحداثه اختراقًا كبيرًا بتوسطه لدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتسهيل أمور حجاج بلاده- يمثل جهدًا وطنيًا كان على أهبة الاستعداد لدفع ثمنه منذ البداية.

وأشار مراقبون إلى أن تجميد الأرصدة البنكية يعتبر إحدى أدوات السلطات القطرية لعرقلة قيام الاجتماع الذي سيضم أمراء من عائلة آل ثاني أعلنوا مرارًا عن عدم رضاهم من نهج “الحمدين” في دعم وتمويل الإرهاب، وتهديد الاستقرار في منطقة الخليج العربي.

 

تهديد بالكيماوي:
وكان أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، محمد صالح المسفر، قد هدد، الأسبوع الماضي، القبائل المناهضة لنظام الأمير تميم بن حمد، خلال لقاء على تلفزيون قطر الرسمي.

وأهان المسفر نفسه قبل أي أحد بقوله: “حرب داحس والغبراء قد انتهت، وحرب البسوس قد انتهت، والتجمع القبلي لن يعمل شيئًا، فلو تجمع 10 أو 20 أو 50 أو 200 ألف رجل، فإن قنبلة من الغازات السامة تسحق هذه القبائل كلها بأعدادها، وتنتهي منها، فلم يعد السيف ولم يعد الحصان ولم تعد البطولة الشخصية واردة كما كان في حرب البسوس”.

ووصف المسفر، المعروف بآرائه المدافعة عن نظام الدوحة، العقلية العربية بأنها ” تفكر بطريقة القرون الوسطى”.

وأشار إلى أن قطر ستستخدم كل الأسلحة بما فيها الأسلحة الكيماوية في حال تم تصعيد الخلاف مع المحيط الخليجي العربي، ضاربا بعرض الحائط كل الأعراف والتقاليد التي حكمت المنطقة وتحكم السياسة الدولية منذ قرون.

وأثارت التهديدات المتعجرفة للأكاديمي القطري، موجة غضب واسعة في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.

ودشن مغردو موقع تويتر، الإثنين، وسمًا بعنوان #تميم_يهدد_شعب_قطر_بالاباده” شاركوا فيه بآلاف التغريدات التي عبروا من خلالها عن آرائهم المتباينة حول تهديدات المسفر.

قطر سر الخزائن الحديدية:
وتأتي أبرز تلك الممارسات السياسية الدنيئة في استخدام دبلوماسية “دفاتر الشيكات” في التعامل مع عدد من الملفات الدولية الحساسة؛ مثل الأزمة بين إرتيريا وإثيوبيا، وتمويل جماعة الإخوان الإرهابية في كل من مصر وليبيا، بالإضافة إلى دعم عدد كبير من الحركات والمجموعات الإرهابية في كل من ليبيا وسوريا ومصر والصومال.

وبيّن كتاب “قطر.. سر الخزائن الحديدية” الذي يتناوله مؤتمر دولي بباريس في 26 أكتوبر المقبل، الصادر في فرنسا للباحثين الفرنسيين جورج مالبرينو وكريستيان جينو، محاولات الدوحة لعمل قلاقل دولية لخدمة مصالحها في كل من الشرق الأوسط وأوروبا.

وفجّر الكاتبان مفاجآت حول سعي قطر لشراء حق النقض الروسي “الفيتو” في الأمم المتحدة، كذلك قيامها بمحاولات عدة لتقويض الاستثمارات في فرنسا لصالحها في مجالات الطاقة والعقارات والصناعات الكيميائية.

وقالا، في كتابهما، إنه “في السنوات الأخيرة، تآمرت إحدى أصغر دول العالم عن طريق إنفاق المليارات وبفضل الغاز والنفط واستثماراتها في مجال الرياضة، في الصناعة، والعقارات”.

ويستعرض الكتاب كيفية كشف أسرار عائلة آل ثاني، من حيث دعم الإرهاب لاستعمال أفراده كالمرتزقة لتصبح ورقة ضغط ضد كل من يقف في طريقها، سواء ما تريده سياسيا أو اقتصاديا أو إقليميا، بالإضافة إلى عدد من الممارسات المثيرة للقلاقل في عدد من الدول الأوروبية والإفريقية والعربية بحسب الكتاب.

ويغوص الكتاب في أعماق العائلة الحاكمة القطرية، ومحاولات “جر” المؤسسات الدولية، مثل اليونسكو والجامعة العربية، لصالح تنفيذ مآربها في المنطقة، وهو أمر أثبت فشله مؤخرا بعد انتخابات اليونسكو الأخيرة، بالإضافة إلى الرد العربي على قطر خلال اجتماع وزراء الخارجية الأخير بالقاهر

ويعد أبرز ما يقدمه الكتاب طرحه تساؤلا عن لماذا تحاول قطر دعم الإرهابيين، فهل هذا الدعم عن اقتناع أم محاولة “لركوب الشيطان” من أجل ترويع كل من يقف في طريقها؟

ويتصدى للإجابة عن هذا السؤال عدد من رؤساء الجمعيات والمؤسسات الأكاديمية والسياسية الفرنسية وكتاب ومثقفون، في مؤتمر بالعاصمة الفرنسية باريس؛ لعرض الممارسات القطرية خلال الفترة الماضية، والتي أسهمت في إلحاق الضرر والأذى والتخريب عبر العالم، في 26 أكتوبر الجاري.

وتنطلق فعاليات المؤتمر العالمي لفضح الممارسات القطرية ودعمها للإرهاب، بالإضافة إلى الصفقات المشبوهة التي حاولت الدوحة القيام بها.

ويكشف المؤتمر أسرار علاقات قطر بدول وشخصيات سياسية عبر العالم لتنفيذ أجندتها للتخريب ودعم الإرهاب وإسقاط الأنظمة في المنطقة العربية.