جدة

جدة .. وسحر المكان

د. زامل عبدالله شعراوي

لا تمل من ترديد اسمها وهي في ثوب الفرح لأنها عشق كقصة شطآنها الفاتنة، انها نغم من نوع اخر يهتز على أكف الزهر ويلون لحظاتها بعطر حياة يعم ارجاء مدينة الاحلام مدينة خلدت حبها وعشقها في قلب كل قلب نبض بهذا العشق الذي يربط بينها وبين قلوب من أحبها أليست هي هبة بحرها الفاتن وليلها الساحر ونبضها الذي لا يعرف السكون بل يعرف الحياة المتجددة المزهرة .
من يعرف تفاصيل سيدة المدن وعروس البحر ” جدة ” ويعيش على ثرى هذه المدينة الحالمة الفاتنة يعرف متى تكون ” جدة ” عروساً للبحر الأحمر لأنه يجدها مخضبة بالجمال الذي يسكن روح ساكنيها الذين أودعوها أسرارهم وأودعتهم اسرارها ، وأسرت لهم بحياة اخرى .. حياة ذات نكهة ولون وطعم بل شكلت ذهنياتهم المتفتحة على الحياة وتقبل الاخر واحترام رأيه مهما كان صعباً ..
” جدة ” تتلاقى مع الأمم الاخرى مكونة نسيج ثقافي متجانس كمدينة عالمية تتقبل كل الثقافات وكل له ألوانه وأشكله وكلً له ثقافته .. تصب في ثقافة واحدة لتفرز ثقافتها المتمثلة بهوية خاصة في كافة جوانب الحياة .
لقد حظيت ” جدة ” بامتزاج رائحة التاريخ وأحلام الغد المشرق وحداثة القرن الواحد والعشرين في أحضانها ومنها تتقلد أوسمة التميز من بين بلدان العالم بحضارة قديمة وحديثة تشتم عبقها التاريخ عبر أزقة حاراتها القديمة وشوارعها الحديثة التي احتفظت بهوية المكان وروعة الإنسان ، كل هذا أخرج لنا نكهة متميزة وشدا حلم يسامر ساكنيها الممتزجين بترابها أما هي فامتزجت بروح أهلها وناسها الطيبين .
ان لكل مكان إنسانه و مناخه وسحره وله ايضاً عبقرية ، وقد اشار الى هذا الاكتشاف اي عبقرية ” المكان ” هو العالم الروسي المبدع ” ديسترفيسكي” حين هاجر تاركاً أرضه الى مكان تختلف عبقريته وسحره ، وقد أحس بهذا الإحساس حين ترك مهجره أمريكا وعاد الى وطنة فعادت إليه الروح وأنطلق من قيود النفس والمكان ..
“جدة ” بمناخها الثقافي يجعلها مكاناً خصباً للأدباء والمفكرين و الشعراء وأصحاب الخيال والتي نجدها في قصائد الشعراء التي تغفو على شواطئها وتعطر حواريها وأزقتها بالقصص والحكايات كما لو أنها الملاذ الوحيد الملهم للمفكرين والمبدعين ، و يكون المكان ملاذاً وله جاذبيته التي تشبه السحر.
كل هذه العوامل تنعكس ايجاباً على المزج العام وعلى العطاء والابداع والابتكار وهذا يخلق الاختلاف الطبيعي بين الامزجة المختلفة وبين النكهات المتباينة لعطاءات إبداعية لها فوارقها ومميزاتها من مبدع لآخر، وكأن كل مبدع ومفكر وشاعر يكتشف سحر المكان ( جدة ) عروس البحر الاحمر وقد تحدث عنها العديد من المفكرين والأدباء وتغنى بها الشعراء وفي وصف جمال العروس جدة.
همسة :
هي العروس “جدة ” بماضيها الجميل وحاضرها الأجمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *