د . زامـل عبدالله شعـراوي
كما المرايا المتداخلة وكما ألوان الطيف الزاهية وكما البحر الفاتن ..
تطل خصوصية المكان الذي هو المحرك الهام الذي يداعب مخيلة الفنان في اي فرع من فروعه وكم من مكاناً اسهم بشكل مؤثر في عقل ” المبدع ” وخلق منه حالة استثنائية أسهمت في تكوين روحه وفكره ووجدانه وعطاءه .
و” جده ” هذه المدينة الفاتنة الاسرة للقلوب ببحرها وايقاع حياتها الفريد وتسامحها مع ناسها من كل الاطياف والحضارات التي بلورت جمال المكان وسطوته وكونت به فنوناً وادأب خالدة سجلها التاريخ بأحرف من نور ولا نبالغ اذا قلنا ان ” جدة ” بما حباها الله من فضاءات زاهية من البهاء والجمال قد انجبت لهذا الوطن كوكبة من المبدعين من الشعراء والادباء والفنانين والحرفين المهرة كان ملهم الوحيد ” المكان ” وهبة الله لهذه المدينة ” بحرها ” اليست .. هي ” العروس ” كما تلقب من الشعراء الذين عشقوها بل هاموا بها ..
ان للمكان اثر وتأثير في الشعر فكم من شاعر من ابناءها مبدع رسم وطرز اجمل القصائد
وعكس لنا اثر هذه المدينة الساحر في جمال شعره .. وكذا الادباء والفانيين الذي نثروا الوان لوحاتهم والمغنين الذين صدحوا بأجمل الالحان والأهازيج في كل المناسبات والحرف حيث لكل مناسبة او حرفة لون ولحن حتى ان ” المكان ” بجمالياته عكس روح الفكر المتخصر المتسامح الذي يعطي ولا ينتظر الجزاء والرد من احد
” جدة ” بمكانتها التاريخية هي ايضا بوابة القلب والفن والحياة والضياء المنير .
همسة:
من اشعار صاحب السمو الملكي الامير بدر بن عبدالمحسن :
” سقي باقي العمر من طلك عذوبه .. وشدي أوتار الحنين ..
مثل عود .. واعزفي قلبي يعود ..
خصله من ليل الظفاير .. وضي من قمر الخدود
نرخي الماضي ونشده .. خيط قي البحر و جلب
ولو رحلنا عنها مدة .. وقلت أسماك الشعب
تبقى دايم هيَّ جده .. وهي مكان اللي نحب”..
@zamelshaarawi