أرشيف صحيفة البلاد

جداوي (10) .. حدث في جدة (١)

د عبد الرزاق أبو داود

بحر جدة شاقني .. جدة التاريخية.. “قلب” نابض.. مشهد بارانومي.. مدينة ساحرة.. حسناء “ساهرة”.. حد “الثمالة”.. والإجادة.. والتجويد..
*****
مشاهدها تترى.. ومكارمها تُجزى.. تصل الليل بالنهار.. بحرها بعشرة أنهر.. وأهلها بحارة وتجار.. مساجدها عامرة بالاستغفار..
****
هي موقع تراثي.. ومأثرة تاريخية عالمية.. اعترف بها القاصي.. والداني.. انها اهم موقع ومشهد تاريخي.. في البلاد.. بعد الحرمين الشريفين..
****
مشهد تراثي.. ومنتجع سياحي.. وطني.. مدينة عريقة.. تصنع الأحداث.. تسرد الحكايات.. تسحرك.. تحتضنك.. بمشاهد رائعات.. وتفجؤك بخفايا ماضي تليد.. وحاضر رغد سعيد.. تحتضنك مهرجاناتها.. بكل الاريحية والحب.. يتوافد عليها ملايين.. الحجاج.. والزوار.. والسياح.. من كل فج عميق.. ليؤدوا مناسك لهم.. ويذكروا اسم الله.. في أيام معدودات .. الحج والعمرة.. موسم رباني سنوي.. وعبق روحاني لا يضاهى.. ثم الزيارة الشريفة.. والاستمتاع السياحي.. في أوقات متفاوتة.. ومشاهدة البيوت الاثرية التاريخية.. وارتياد الأسواق الشعبية.. والتسوق في نظيرتها العصرية.. وتناول مأكولات هنية.. كالكبدة البلدي.. والتقاطيع الجداوية.. والكباب والمبشور.. والمطبق العوفي.. والرأس المندي.. والفول الأميري .. والأسماك بأنواعها..
وتذوق التعتيمة الحجازية.. تجول بكورنيشها وتستجم بشواطئها.. في بحر العيون.. طلة وغمزة.. بحرها اللي شاقني.. بحرها الأزلي.. وأُبحُرِها الفتي.. تطوف بها فتُعجب.. وتسعد برؤية معالمها التي يحتضنها قلب نابض بالحياة.. قلب ذا حيوية ونماء.. شواطئها تزدحم بالناس.. وتعج بالمركبات والجائلين… قلب ومدينة عريقة..
مساحتها نحو ” ٢كم٢ ” مربع.. انضمت مؤخَّراً إلى قائمة التراث العالمي.. فأصبحت عنوان عالميا.. ومقصدا محليا.. ومزارا إقليميا ودوليا.. تحتوي على مطاعم شعبية تليدة.. ومحلات تجارية فريدة.. حاراتها العريقة اربع.. يمن، وبحر.. وشام، ومظلوم.. أسواقها الشعبية تحافظ على رونقها.. وتتميَّز بإعتدال أسعارها..
تتعدد بها السلع والبضائع.. والمعروضات.. تشتهر بأسواقها..
فهناك “الخاسكية”.. وشارع قابل.. والندى.. والأشراف.. وسوق البدو.. وسوق الجامع العتيق ..حيث صلى ابن عفان”..رضي الله عنه..مساجدها وزواياها تشع بالنور والإيمان.. يتقدمها الشافعي، والأبنوس، والحنفي، المعمار، وعكاش. زواياها عريقة..عامرة بذكر الله..يقدُمها الخضر وأبو سيفين..ويزينها اللؤلؤ، والهنود.. وتفيض بالحضارم ، والبرخلي.. ويشتهر منها الجيلاني، وأبو عنبه.. والفته، والسليماني. يستهويك مشهد كتاتيبها التي كانت نورا واستنارة..وعلوما وشطارة..
والفلاح .. مرحى وفلاح..حيث أسدى “ابن زينل” لمدينته “كفلا”.. من العلم والعطاء.. فظلت مكرمة خالدة.. وهدية تالدة..في بلد الأكرمين.. “عائلة واحدة محترمة”..كما نعتها “الذيب”.. حياتها الاجتماعية راقية..حرفها متعددة.. بحارة وتجارا.. معادي.. وصاغة.. حرفيين.. وصنايعية.. وكرانية.. فرضة.. معلمين.. ونجاريين..ورواسين..طباخين..وصائدي اسماك..وكلاء حجاج وموظفين..البحر والتجارة والنقل..عنوان الحياة.. وميدان العمل..
****
جدة مَعْلَم الصبر.. وحيز الاتقان.. جدة حيث.. التجار.. وتجارة مزجاة.. وحيث البحر والبحارة.. وطوق العيش والنجاة..
****
مقاعدها ركيزة.. ومراكيزها محط الوافدين.. سمر وسمار.. وحكايا.. وأخبار.. ضحكات.. وأشعار.. ومعادي.. وفقهاء.. وزوار..
****
جدة مشاهد عامرة بـ المؤذنين،.. فرحة بالمزهدين.. مفتونة بالكتاب.. حفية بالسنة المطهرة.. متفننة بالخط .. متفوقة بالقراءة والفن والعلوم..
****
خادمة الحجيج.. وكلاؤها.. يرحبون.. ويخدمون.. ويتفانون.. عامرة بثمار البحر..
صيدا رغدا.. مع هبوب الحايات.. وحركة الهوارى.. تزفر عباب اليم.. مرفرفة الشراع.. بحثا عن ناجل.. او “تربانية”..او “شهوة”.. تسر الآكلين..
***
مدينة ترفل بالناس.. وتذخر بالسلع.. عامرة تجارتها.. مضطردة أعمالها ..حيث: الفرضه.. والبنط.. والسبحية.. والنورية.. والكرانية… والمنادي..وحمالو الأسية ..
****
يجوب “المسحراتي ” برحاتها.. ويطوي.. أزقتها في ليال رمضانية.. ويصدح فيها صوت المؤذن خمسا.. سحورها رز وسيجان.. تنهض لصلاة الفجر عند الاذان..
جدة.. “ساحرة” البحار.. مدينة العشق.. وبلد الامانة.. والامتنان.. حفظ الله جدة وحفظ تاريخها وتراثها.. وحفظ أهلها وبنيها.. وأدام عليها وعلينا نعمة الامن والامان.