جدة ـ بخيت الزهراني
اكد عدد من الطلاب واولياء امورهم حاجة جدة الى جامعة ثانية حكومية على الاقل في معظم آراء الذين استقينا آراءهم، فيما قال البعض إن المطلوب هو ثلاث جامعات، نظرا لحاجة المجتمع لها،
بعد ان حالت الامكانات الخاصة بالجامعة الوحيدة في جدة، وهي جامعة الملك عبدالعزيز، دون قبول الطلاب الذين تقدموا لها، والذين قالت التقديرات إنهم كانوا اكثر من ٩٠ الف طالب وطالبة من جدة
والمحافظات والمناطق الغربية منها، ولن تتمكن إمكانات الجامعة سوى استيعاب حوالى العشرين ألفاً .
جامعة واحدة لا تكفي
في البداية تحدث لنا عدد من اولياء امور الطلاب الذين كانوا يرافقون ابناءهم وبعضهم من خارج جدة ..فقالوا : ان جامعة واحدة في جدة لا تكفي ..وقالوا ان امكانات جامعة الملك عبدالعزيز مهما كانت، فإنها لن تكون قادرة على استيعاب كل الطلاب القادمين لها من مختلف المناطق القريبة والمحافظات التابعة لمنطقة مكة المكرمة، فضلا عن خريجي وخريجات الثانوية من داخل جدة نفسها .
وقالوا : كان يتعين على وزارة التعليم العالي ادراج فكرة اقامة جامعة رديفة جديدة في جدة تساند جامعة الملك عبدالعزيز، وتكون وعاء جديدا قادرا على استيعاب ابنائنا وبناتنا من الطلاب والطالبات، بعد ان صارت الثانوية العامة تضخ كل عام عشرات الآلاف من الخريجين، المتطلعين الى الدراسة الجامعية، اعتبار ان الشهادة الجامعية حلماً كبيراً من احلامنا نحن الآباء، حيث يتمنى كل اب وام ان يرى ابنه متوجهاً لشهادة جامعية، وهذا طموح مشروع لنا بكل تأكيد .
حلم تبخرّ
وتحدث لنا عدد من الطلاب الذين التقيناهم في ادارة القبول والتسجيل بالجامعة .. فقالوا : ان حلمنا بدخول الجامعة هذا العام قد تبخر، بعد أن اصطدمنا بالشروط التعجيزية – حسب تعبيرهم – والتي كانت تشترط معدلات درجات عالية، تبدأ من فوق الـ٨٠ % في الشهادة الثانوية، ثم بدرجة مرتفعة كذلك في اختبار القدرات، ثم بدرجة عالية ايضا في الاختبار التحصيلي .. وبعد ذلك يأتي ما يعرف
بـ \" الدرجة الموزونة \" والتي ساهمت في تبخر احلامنا، وضياع املنا في دخول الجامعة .
القبول الإلكتروني
وقالوا ان الجامعة طلبت من اطلاب التقدم للجامعة بواسطة موقعها الالكتروني، والذي فعلنا اننا ادخلنا معلوماتنا كاملة، وبعد حوالى اسبوعين، كنا خلالها ننتظر على احر من الجمر، فوجئنا برسالة،
وجدها كل طالب عندما يدخل الى موقع الجامعة، وبعد ان يدخل رمزه السري، بانه غير مقبول، وان عليه المراجعة للدراسة بطريقة التعليم الموازي، وبمقابل مادي !!
الدراسة بالفلوس
واعرب الطلاب عن دهشتهم من مسألة الدراسة بمقابل مادي، وقالوا : \" هل من المعقول ان ندرس بالفلوس في جامعة حكومية؟ \" وذلك عطفاً على فتح باب الدراسة هذا العام ومن قبله في جامعة
الملك عبدالعزيز وربما في جامعات اخرى للدراسة بمقابل مادي يبدأ بثلاثة الاف للطالب الذي يدرس عن بُعد، ويحضر للاختبار، واما الذي يرغب في ا لدراسة بالجامعة يومياً فيدفع ستة عشر الف ريال، بواقع ثمانية آلاف ريال لكل فصل جامعي \" ترم \" ، وهؤلاء هم الذين لم يتم قبولهم نتيجة تدني درجاتهم في الثانوية والاختبارين التحصيلي والقدرات معاً ..
وقالوا إننا وجدنا امام اسمائنا بعد ظهور نتيجة القبول ان علينا عند محاولة الرغبة في الدراسة، ان نراجع وندخل المعلومات مرة اخرى للدراسة بالمقابل المدفوع !!..وهذا امر لم يدخل الى عقولنا ان
ندرس بالفلوس في جامعة حكومية، وفي بلدنا العزيز الذي ضمن حق التعليم المجاني لكل مواطن ..وطالبوا وزارة التعليم العالي بمراعاة أحوالهم في هذا الشأن .
الطلاب الفقراء
وقالوا إن الطالب الذي تكون احواله المادية لا بأس بها فإنه سوف يكون مجبراً على دفع رسوم الدراسة الجامعية، لان لديه الرغبة الكبيرة، والاصرار والحرص الشديد على ان يكون شاباً جامعياً بعد سنوات، ولذلك فسوف يتدبر امره ويدفع المقابل المادي مهما كان، سواء الثلاثة آلاف، او الستة عشر الف ريال .
ولكن ماذا عن الطلاب الفقراء الذين لا يستطيعون ان يدبروا المبلغ ولدى احدهم الرغبة في التواصل الجامعي اليومي مع الجامعة، لان منطلق ان الحضور اليومي للجامعة يعطي الطالب شعوراً بأنه منتم الى مناخ اكاديمي متواصل، بعكس الذي يشتري الكتب ويدرسها في البيت ولا يحضر الا وقت الاختبار، فإن هذا الاسلوب يعلمه الكسل، ويعوده على سلوكيات غير سليمة وهو مازال صغيرا في
السن، ثم ماذا يعمل طوال يومه ان لم تكن هناك جامعة يذهب لها كل يوم ..ومثل هؤلاء الطلاب الذين لم يقبلوا للدراسة مجاناً، وهم مصرون على الدراسة وفقراء، فكيف يوفرون مبلغ الستة عشر الف ريال؟
كليات عسكرية
واشار بعض الطلاب الى اقتراح ان يتم اقامة عدد من الكليات العسكرية في جدة، اسوة بالعاصمة الرياض، وقالوا اننا نتطلع الى اقامة عدد من الكليات العسكرية في جدة، لتكون اوعية جديدة لقبول
الطلاب من خريجي الثانوية العامة من مدارس جدة، وكذلك من مدارس القطاع الغربي جميعا، حيث إن عددا من الطلاب يتطلع الى التحاق بالكليات العسكرية، ولكنه في ذات الوقت يتمنى لو كانت بعضها هنا في جدة .
ثلاث جامعات
وقال الطلاب ان جدة والمناطق المحيطة بها تحتاج الى جامعة جديدة بل والى جامعتين مع الجامعة الحالية، جامعة الملك عبدالعزيز، لتكون روافد جديدة تستقطب الاعداد الكبيرة من طالبي التعليم
الجامعي الاكاديمي، حيث ان جامعة الملك عبدالعزيز، ومهما كانت امكاناتها، فإنها لن تستطيع الوفاء بكل حشود الطلاب الذين صاروا يتقدمون لها سنوياً، والذين صارت اعدادهم تتزايد سنة بعد سنة .
مجالات العمل
وقالوا ان ميدان العمل في المستقبل المنظور يحتاج الى تخصصات معينة، ولعل من ابرزها ادارة الاعمال، والتسويق، والسياحة والآثار، والبرمجيات والحاسوب، واللغات، وغيرها مما يحتاجه سوق العمل، وما تتطلبه افاق المستقبل المنظور والبعيد، وقد كان حري بوزارة التعليم العالي ان تستشرف المستقبل، وتحدد التخصصات الاكثر قبولا للحياة القادمة، ومن خلاله يتم انشاء جامعة او اكثر في جدة، لتكون فتحاً جديداً في الدراسة الجامعية .
وقالوا : إن جامعة الملك عبدالعزيز حالياً وبأقسامها وكلياتها قد لا تستطيع ان تتوسع كثيراً، ولا ان تضيف الى رؤيتها وخططها ما يمكن أن يقال إنه نظرة واسعة للمستقبل ..وفي المقابل يمكن ان يوفر كل هذا الحلم قيام جامعة جديدة او جامعتين في جدة، تحقق كل هذه التطلعات للطلاب واولياء امورهم، وللوطن بعامة .