متابعات

جامعة الملك سلمان بسيناء.. لؤلؤة مضيئة على أرض الفيروز

محمد عمر – القاهرة

جامعة الملك سلمان بمدينة الطور بسيناء واحدة من أهم المشروعات التى يتم العمل عليها بالجنوب فى الفترة الراهنة وتعد تجسيدا حقيقيا للعلاقات الأخوية التى تجمع بين البلدين، وهي ثمرة من ثمار الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين إلى مصر.

البلاد قامت بزيارة موقع العمل في هذا المشروع العلمي الحضاري في جنوب سيناء ، كما التقت الملحق الثقافي بسفارة المملكة وعددا من المسؤولين ، رصدت تقدير محافظ وأهالي جنوب سيناء.

حول هذا المشروع قال الدكتور خالد النامي الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين ” للبلاد ” إن جامعة الملك سلمان تعكس العلاقات الأخوية المتينة بين المملكة ومصر ، وتعد واحدة من المشروعات الهامة التى تخدم أهل سيناء فى الجانب التعليمى، وتعكس اهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – بمصر ،

مؤكدا أن الجامعات ودورها التعليمى والتنويرى تعد من أسمى المشروعات نظرا للدور التعليمي الحيوي في نهضة الأمم وتقدمها ، وأشاد النامي بأهمية مشروع جامعة الملك سلمان فى المستقبل لما تتمتع به من مقومات كجامعة عالمية تعكس العلاقات الأخوية بين البلدين .

وأشار الملحق الثقافى إلى أنه سيقوم بزيارة للجامعة عند بداية العملية الدراسية وبعد الانتهاء الرسمى من عملية التنفيذ ، مشيرا أنها ستكون فى قائمة الأولويات بالنسبة لنا و بالنسبة للطلاب السعوديين الراغبين بالدراسة بمصر نظرا للإمكانيات الهائلة التى ستتمتع بها الجامعة كجهة رائدة ومنارة للتعليم .

وردا على سؤال البلاد حول الخدمات الحديثة التى تقدمها الملحقية الثقافية بالقاهرة للطلاب قال ” إن الملحقية تقدم خدمات كبيرة جدا لاسيما أنها الآن تعمل بشكل تقنى عبر برنامج ” سفير ” نتعامل مع طلابنا من خلاله وأسهم هذا البرنامج فى تخفيض التكاليف والمعاناة على الطلاب عبر التعامل الإلكترونى عبر أكثر من 75 خدمة يقدمها هذا البرنامج .

وأضاف أن الملحقية تقدم خدمتها للطلاب في كافة المجالات فضلا عن المتابعة مع الجهات الحكومية ذات الصلة لتوفير البيئة المناسبة للطالب ، ونوه أن الملحقية تقيم حفلا سنويا من أجل التواصل مع الطلاب وتقديم النصائح ومساعدتهم فى الإلمام بالعملية التعليمية ، كما أن الملحقية تساهم فى الأنشطة الطلابية التى تقام فى الجامعات من خلال طلابنا لتقديم الوجه الحضارى المتميز للمملكة.

مع أهالي سيناء
قامت ” البلاد” بزيارة للجامعة كأول جريدة سعودية تزور الموقع الذى يعد أول جامعة متكاملة تقام في سيناء و تنشأ بتمويل من المملكة وستُقام منشآت الجامعة على مساحة تتجاوز 300 فدان موزعة على 3 مدن هى شرم الشيخ والطور ورأس سدر ، وتقام بمنحة سعودية قدرها 250 مليون دولار،

كما أن الجامعة تضم مستشفى جامعيا مجهزا تابعا للجامعة بمدينة الطور. وتشهد المحافظة طفرة هائلة في مجال التعليم خاصة بعد إنشاء عدد من المدارس في كافة ربوع المحافظة وافتتاح فصول كليات التربية بمدينة الطور والتابعة لجامعة السويس بالإضافة إلي توفير الكوادر البشرية التي كانت تفتقر إليها المحافظة وكللت جهود اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء في مجال التعليم الجامعي بموافقة مجلس الوزراء تخصيص 300 فدان لإقامة جامعة الملك سلمان .

اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء قال إن إقامة جامعة الملك سلمان كان في بدايته بالنسبة لي وللمواطنين حلما ولكن صار واقعا وجاري العمل به على قدم وساق موضحا أن تنفيذ هذا المشروع لم يتم عشوائيا ولكن تم التخطيط له بشكل دقيق قبل البدء فيه حيث تم تشكيل لجنة ثلاثية ضمت خبراء من المتخصصين بالمحافظة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارة التعليم العالي لمعاينة المواقع وتحديدها كما قام المتخصصين بوزارة التعليم العالي بتوضيح تصوراتهم ومقترحاتهم للهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة لوضعها في الاعتبار أثناء عمليات التصميمات الهندسية .

وبالفعل قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة باستلام موقع العمل منتصف 2017 وقامت بتوصيل الكهرباء والمياه لمواقع إقامة العمال وتوفير كافة سبل الإقامة والمعيشة للانتهاء من مراحل تنفيذ المشروع طبقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي . مؤكدا أن الجامعة سيكون لها دورا كبيرا وحيويا في الارتقاء بالمستوى العلمي ورفع التوعية والتعليم بالمنطقة وستتيح لسكان سيناء وغيرها فرصة لتعليم جامعي يؤهلهم للالتحاق بمجالات العمل المتوفرة بمحافظتي شمال وجنوب سيناء.

أشار أن المرحلة الأولي تتضمن كليات ” الصناعة والتكنولوجيا، علوم البحار والمياه، الهندسة، سكن أعضاء هيئة التدريس، سكن الطلبة والطالبات، أماكن ترفيهية وملاعب بأحدث الأنظمة والتكنولوجيا، حمام سباحة، مكتبة عامة، صالة للألعاب الرياضية ” ، ومن المقرر أن تتضمن المرحلة الثانية كليات ” الطب البشري، الصيدلة، التمريض.

تنمية نوعية
من جانبه قال غريب حسان عضو مجلس النواب عن مدينة الطور وابن قبيلة المزينة قال إن مشروع جامعة الملك سلمان يعد أهم المشروعات القومية في سيناء بالكامل لأن الجامعة الجديدة ستكون محطة لجذب الطلاب من أنحاء الجمهورية وهذه هي التنمية الحقيقة فالبشر أساس التنمية, وقال إن محافظة جنوب سيناء كانت بلا أي جامعة على الرغم من أهميتها السياحية و الاقتصادية حتى تقرر إنشاء الجامعة, ووجه الشكر إلى الملك سلمان الذي تعهد بإقامة هذه الجامعة هدية لأهل سيناء, وأشاد بفكر الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يهدف إلى نشر التعليم الجامعي وما قبله لمحاربة الإرهاب فالتعليم السلاح الحقيقي لمواجهة الفكر المتطرف.

أكد أن الجامعة كانت سببا في إنشاء الطريق الدولي الجديد الرابط بين نفق الشهيد أحمد حمدي ومدينة شرم الشيخ الذي يختصر المسافة بين القاهرة وجنوب سيناء إلى 4 ساعات فقط ويعد شريانا هاما لربط الجامعة وفروعها بباقي محافظات مصر.

من جهتها قالت مني سالم مقرر فرع المجلس القومي للمرأة بجنوب سيناء أكدت أن فتيات المحافظة هم الأكثر استفادة من إقامة الجامعة حيث كان الأهالي يقومون بتسريب البنات من التعليم بعد إنهاء مرحلة التعليم الإعدادي أو الثانوي لأن معظم القبائل البدوية تخشي سفر الفتيات, وجود الجامعة لها فوائد عدة على الأسرة السيناوية منها استكمال الفتيات للدراسة بالتالي خروج أجيال متعلمة من السيدات تحارب الفقر والبطالة والإرهاب, وتوقعت أن تصبح الفتاة السيناوية هي من تقوم بالتدريس في جامعة الملك سلمان, موضحة أن الفتيات في الوديان و التجمعات البدوية يأملن في الالتحاق بالجامعة العام القادم وأن تستثنى فتيات المحافظة في البداية من شروط المجوع.

فيما قال هشام على رئيس جمعية المستثمرين بمحافظة جنوب سيناء أوضح في اتصال هاتفي أن القطاع السياحى هو المستفيد الأول من هذه الجامعة فقد كنا نقوم باستقدام الموظفين من محافظات أخري مما يكلفنا أعباء كثيرة في الإقامة و الإعاشة, لكن وجود الجامعة وفروعها المختلفة سيخلق كوادر بشرية نحتاجها في القطاع السياحى وهذا أفضل ناتج للجامعة توفير فرص عمل للخريجين.

وأكد رئيس جمعية المستثمرين أن جامعة الملك سلمان تضم كليات السياحة والفنادق و الألسن واللغات وهى تخصصات أساسية في السياحة مما يعنى استثمار الكوادر البشر في جنوب سيناء بشكل أفضل, ونشر التعليم الجامعي يفتح آفاق الشباب و الفتيات ويقضي على الأفكار الهدامة.

سليمان أبو مشغل شيخ قبيلة القرارشة أكد أن أبناء سيناء أنه منذ اهتمام الدولة بإقامة مدارس للتعليم ما قبل الجامعي خلال العشر سنوات الماضية قل نسبة الجهل والتسرب من التعليم, وبدء مئات الطلاب يسعون لاستكمال تعليمهم الجامعي في جامعات المحافظات القريبة من جنوب سيناء كان أغلب المواطنين يرفضون ذهاب الفتيات لاستكمال تعليمهم.

وأضاف قرار إنشاء جامعة الملك سلمان كان بمثابة شمعة أضاءت الظلام لعدد كبير من أهالي جنوب سيناء فلم تعد هناك حجة لتسريب الفتيات من التعليم أو الشباب بل سيسعى الجميع للتعليم وهذا تطور كبير في حياة أهل البادية فكنا نقرا و نكتب بصعوبة و مئات الآلف لم يستكمل دراسته, وتمنى أبو مشغل أن يري أبناء سيناء هم يديرون الجامعة ويدرسون بها.

ويقول الدكتور إسلام شاهين أستاذ الاقتصاد والمالية العامة المساعد بجامعة العريش وعضو مجلس علماء مصر ” للبلاد ” أنه في إطار التعاون المصري السعودي للحافظ على الأمن القومي العربي ولتحقيق التنمية المستدامة بكافة أشكالها الاقتصادية والعلمية والسياسية والتنموية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية والقومية ، جاء الاتفاق المصري السعودي تطبيقاً لبرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لتنمية شبه جزيرة سيناء مفعماً برؤية شبابية عصرية تواكب التكنولوجيا وتعمل على تحقيق التنمية المستدامة الشاملة .

ويرى شاهين أنه بالنظر إلى إنشاء الأبعاد المختلفة والتي واكبت إنشاء جامعة الملك سلمان بجنوب سيناء ..نجد أن هناك العديد من الأبعاد ، منها البعد السياسي ويتمثل في اتفاق بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وفخامة الرئيس السيسي مما يمثل بعداً سياسياً وتقارباً لتحقيق المزيد من الاتفاقات في المرحلة القادمة فما الجامعة إلا نواة للعديد من الكيانات والتفاهمات العربية العربية المشتركة .

واتفقت سيدات من سيناء المصرية على أن إنشاء جامعة الملك سلمان بالمحافظة حقق تطلعات المرأة السيناوية لا سيما أن الجامعة تعد نقلة نوعية في طبيعة حياتهن، خاصة أن المجتمع السيناوي، له عادات وتقاليد، ويستعصى على النساء العيش خارجه مما يسهل من مهمته في المجتمع السيناوي الذي يحتاج إلى مزيد من التنمية بعد أن ظل بعيدًا لفترة طويلة عن مواكبة تطورات العصر.

وقالت ابتسام رشدي أن الجامعة تعد بوابة الخروج للنساء السيناويات، وتلبي احتياجاتهن وطموحاتن وتطلعاتهن التي تأتي على رأسها: إدراجها في كوادر المجتمع السيناوي، لتلعب دورًا مهما، يسهم في نهضة المنطقة بصفة خاصة ومصر والعالم العربي بصفة عامة، بعد أن كانت محرومة من ممارسة العمل السياسي وكان دورها قاصرًا على المنزل فقط، وهو ما يتنافى مع توجهات العالم حاليًا، والتطورات والمتغيرات التي تشهدها الساحة سواء محليًا أو عالميًا.

فيما قالت ناعسة ابراهيم إن جامعة الملك سلمان صرح علمي سينير لهن طريق الحياة خاصة أنهن حرمن من التعليم منذ الاحتلال الصهيوني قبل 50 عامًا، مما يعد طوق النجاة للمرأة السيناوية التي تسعى لدعم المجتمع بأفكارها ومساهماتها البناءة، وقلعة لنشر العلم والمعرفة في سيناء وخارجها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *