صنعاء ــ وكالات
اختطفت ميليشيات الحوثي الإيراني، امس السبت، عددا من النساء اللاتي حاولن التظاهر في شوارع العاصمة اليمنية، استجابة لدعوات ” ثورة الجياع ” للاحتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، في وقت فرضت الميليشيات تدابير أمنية مشددة في شوارع المدينة.
ونقلت “قناة اسكاي نيوز” عن مصادر ميدانية في صنعاء إن الميليشيات اختطفت 15 امرأة خرجن للتظاهر ورددن شعار “بالروح بالدم نفديك يا يمن”.
وأضافت المصادر أن الميليشيات اعتدت على الفتيات اللاتي خرجن في مسيرة سلمية، واقتادهن الى مركز شرطة الجديري ومن ثم إلى مكان مجهول.
وتداول رواد مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر نساء مختطفات في إحدى الحافلات التابعة لميليشيات الحوثي.
وكانت الميليشيات قد نظمت مسيرات مسلحة، ونشرت الآلاف من مسلحيها في شوارع العاصمة، لمنع خروج التظاهرات.
وقالت ذات المصادر إن الحوثيين نشروا مدرعات وفرقا مسلحة في الشوارع، منها ميدان التحرير وسط العاصمة، كما جرى نصب نقاط تفتيش بشكل كثيف في مداخل صنعاء.
وأدخل الحوثيون كتيبة مسلحة إلى جامعة صنعاء ونظموا استعراضا عسكريا أمامها، بعد خروج عدد من النساء من الجامعة في محاولة للتظاهر، ونشرت الميليشيات الموالية لإيران العشرات من النساء المسلحات بالهراوات للمشاركة في قمع المتظاهرات.
وجابت شوارع العاصمة عربات مسلحة تقل مسلحين معظمهم من صغار السن، مدججين بشتى أنواع الأسلحة، ومن بينها القذائف الصاروخية “آر بي جي”.
وقامت الميليشيات الحوثية بتشديد الإجراءات الأمنية وحملات التفتيش لمنع المواطنين من السير باتجاه ميدان التحرير وسط العاصمة.
وقالت المصادر إن ميليشيات الحوثي نشرت مسلحيها في الشوارع والأحياء القريبة من ميدان التحرير، وبتسيير عربات عسكرية (قوات أمن عام وأمن مركزي وشرطة) دوريات في أنحاء العاصمة.
كما أقامت حواجز أمنية ونقاطا عسكرية تقوم بإيقاف المواطنين وتفتيشهم واعتقال من يرفض هذه الإجراءات.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات أصدرت توجيهات لعناصرها بشن حملة تفتيش على فنادق واستراحات العاصمة صنعاء، واعتقلت العديد من الشباب الذين لا يملكون هويات شخصية.
وتتخوف ميليشيات الحوثي من ثورة الجياع التي دعا لها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجاً على ما وصلت إليه البلاد من انهيار للعملة، وارتفاع جنوني للأسعار.
وبدت الشوارع الرئيسية في العاصمة اليمنية شبة خالية من الحركة المرورية والمارة بسبب الانتشار الكثيف للمليشيات الحوثية؛ حيث توعدت تلك المليشيات المحتجين بالاعتقال والسجن.
وتعكس تحركات الحوثيين العسكرية في صنعاء، حالة الذعر والخوف من أية هبة شعبية، بعد تصاعد وتيرة التذمر والسخط بين سكان العاصمة وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وكان نشطاء تداولوا منشورات تدعو للتظاهر والعصيان المدني في العاصمة، مؤكدين اقتراب ثورة الجياع التي ستطيح الميليشيات الانقلابية.
ونظرا لاستمرار الأزمة المالية التي يمر بها اليمن نتيجة استنزاف الحوثيين ثروات البلاد وتسخيرها لخدمة أعمالها التمردية، أغلقت العشرات من المحال التجارية أبوابها أخيرا، في العاصمة صنعاء وأوقفت نشاطها بسبب انهيار قيمة الريال اليمني.
وازداد الوضع الاقتصادي سوءا في صنعاء مع اعتقال الميليشيات مئات التجار وملاك المنشآت التجارية في العاصمة.
وسقطت العاصمة اليمنية في أيدي الميليشيات الموالية لإيران، عام 2014، ليواجه اليمنيون منذ ذلك سطوة الحوثيين وفسادهم.
في غضون ذلك قتل 26 من ميليشيات الحوثي في غارات شنتها مقاتلات التحالف العربي على تجمعاتهم في مديرية الراهدة شمالي محافظة لحج.
وأفاد مصدر عسكري أن ميليشيات تلقت ضربة موجعة، بعد استهداف تعزيزات لها كانت تتوافد على المنطقة المطلة على الخط العام الرابط بين الشريجة والراهدة.
كما سقط قتلى وجرحى من الانقلاب خلال إحباط الجيش اليمني محاولة تسلل لهم على جبهة قانية شمالي محافظة البيضاء.
وكانت ميليشيات الحوثي الإيرانية ارتكبت جريمة جديدة في محافظة الحديدة، إذ استهدفت مخيما للاجئين بعدد من القذائف في بني جابر بمديرية الخوخة جنوب المحافظة، وهو مخيم أنشأه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مؤخرًا، لاستقبال النازحين من المديريات الأخرى في الحديدة، بسبب ما تقوم به الميليشيا الحوثية الإرهابية من قتل وطرد وأعمال نهب وسلب للمساعدات الإنسانية في هذا المحافظة.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي: “نتج عن هذا الاستهداف الإرهابي البشع وفاة امرأة وإصابة عدد من النازحين القاطنين بالمخيم، قدر عددهم بـ (12) جريحا أغلبهم كان من الأطفال، بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة في المخيم.”
وأوضح المتحدث أن قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن وقفت وستقف على الدوام مع الشعب اليمني الشقيق، لعودة حكومته الشرعية، وعودة الأمن والاستقرار لليمن، ولاستعادة كامل حقوق الشعب اليمني التي استولت عليها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران منذ الانقلاب على الشرعية في اليمن.