أرشيف صحيفة البلاد

ثوب العيد يصارع للبقاء.. والعروض المجانية تحتل الصدارة

الخياطون يرفعون أسعار تفصيل القماش المشترى من خارج محلاتهم

أسر كثيرة رشدت الانفاق وخفضت عدد أثواب العيد

 

جدة – صالح سالم / وليد الفهمي

تشهد محال تفصيل الثياب الرجالية ركوداً ، ” خاصة بأسواق جدة ” تزامناً مع نهاية شهر رمضان والاستعداد لاحتفالات عيد الفطر المبارك بالثياب الجديدة ، كعادة كل عام ، وتراجع الإقبال على تفصيل الثياب مقارنة بالوقت نفسه من العام الماضي ، بسبب الأزمة الاقتصادية ،

حيث كانت المحال توقف استقبال طلبات التفصيل قبل دخول رمضان ، بينما بقيت ” حاليا” تفتح أبوابها لاستقبال أكبر عدد من العملاء ، مما دفع ببعض المحال إلى تقديم العروض المجانية لزيادة المبيعات ، بينما لجأ الزبائن إلى التفصيل مبكراً أو شراء القماش من محال الجملة.

كشف محمد اليوبي بائع في محال بيع وتفصيل الاقمشة الرجالية عن تقديمه عروضا تحفيزية مثل منح ثوب ثالث مجانا لمن يشتري ثوبين أو تخفيض الأسعار كلما زادت المشتريات ؛ لمواجهة حالة الركود ، مؤكداً أنه لم يشهد مثل هذا الركود منذُ أكثر من 10 سنوات، معللاً ذلك بسبب إيقاف العلاوات والبدلات ثم عودتها مما بين أهمية الترشيد وعدم الإسراف لأكثر العوائل السعودية التي كان بعض أفرادها م يفصل 5 أو 6 أثواب خلال رمضان.

ممارسات سلبية لمحال تفصيل

ويقول محمد الحمادي بائع في محال الأقمشة أن أكثر ما يستهوي الشباب السعودي نوعية القماش مثل الأقمشة السويسرية والاوروبية واليابانية والهندية؛ لجودتها وعدم اصفرارها، منتقداً رفض كثير من المحال تفصيل الأقمشة المشتراة من خارج المحل ، فيما ترفع محال أخرى سعر التفصيل الى 200% بدواعي أن القماش ليس مشترى من المحل نفسه ، مشيراً إلى ان اسعار الاقمشة تبدأ من 90 ريال حتى 240 ريال للقطنيات فيما تبدأ اسعار الاقمشة المخلوطة من 75 ريال إلى 150 ريال للمتر الواحد.

3 محددات لأسعار التفصيل

وعن أسعار التفصيل أشار الخياط أحمد باسبعين أن الأسعار تحدد وفق 3 أشياء؛ التبكير في تفصيل الملابس قبل ازدحام المحلات ، والثاني جودة القماش ، والثالث وسمعة المحال ومهارة الخياطين، وأضاف باسبعين أن أسعار التفصيل في الوقت الحالي تبدأ من 190 ريال للثوب الواحد وتصل الى 1400 ريال ببعض المحال، مرجعاً ارتفاع الأسعار إلى زيادة أجور العاملين وزيادة ساعات العمل.

الزبائن : التفصيل مبكراً للهروب من أرتفاع الأسعار

وتحدث عدد من عملاء محلات تفصيل الثياب الرجالية ، قال خالد القحطاني انه فصل ثوبين وحصل على الثالث مجاناً ، وأشار إلى أن أسعار الثياب في بعض المحال لم ترتفع بشكل كبير بسبب الأوضاع الاقتصادية وحرصها على عدم خسارة عملائها، فيما رفعت بعض المحال أسعارها .

وقال محمد عارف انه توقف عن التفصيل بسبب ارتفاع اسعاره واتجه إلى الأثواب الجاهزة، وهو الأمر الذي فعله عادل بلحاج ،

مبرراً ذلك أن “غلا العيد ” جعله يعدل عن موضوع تفصيل الثياب وتأجيلها إلى ما بعد شوال عندما تنخفض الأسعار،

بينما تدارك شريف أحمد تدارك الأمر ، وفصل أثوابه قبل دخول رمضان حيث استغل الفرصة وفصل 3 أثواب دفعه واحدة، وشاركه في ذلك صالح الخلاقي الذي قال أن هذا العام كان الأقل له في تفصيل الأثواب ؛ وفصلها في شهر رجب خوفاً من ارتفاع أسعارها كعادة كل عام ،

أيضا باسم الجاسم فصل في الشهر نفسه مع زيادة طفيفة في أسعار الأثواب،

أما عبدالله الينبعاوي فقال : كل عام يكون تفصيل اثوابي أواخر شعبان ولكن هذا العام بسبب الظروف تأخرت في التفصيل وتفاجأت أن محال الثياب إلى منتصف رمضان تستقبل العملاء بأسعار معقوله ولكن العدد الذي كان يُفصل كل عام أختلف هذه السنه وحكمت ذلك الأوضاع الاقتصادية مما حدا بالكثير إلى تقليل مصروفاتها، وأشار محمد الرزقي إلى أنه فصل 3 أثواب في شعبان ،

وأردف أنه لاحظ رفع بعض المحال الأسعار لتعويض قلة عدد الأثواب التي يتم تفصيلها وقال ربما يعود ذلك إلى انتشار محلات ” المودل والبراندات”.

شراء القماش من محلات الجملة يخفض التكلفة

أما يوسف عنايت فقال : هذا العام أختلف كل شي بالنسبة لي حيث أن جودة الأقمشة لم تكن كسابقاتها مما جعلني أقوم بتفصيل 5 أثواب بدلاً من 11 ثوب كنت أفصله كل عام، أما ماجد عاسل ففصل نفس عدد ثياب العام الماضي ، وانخفضت التكلفة بسبب شراءه القماش بسعر الجملة ثم الذهاب به إلى الخياطين فكان الإجمالي معقولاً، ورأى عبدالله بارباع أنه لم يطرأ أي متغريات معه هذا العام ،

وفصل نفس عدد العام الماضي بأسعار معقولة لم يلحظ فيها أي اختلاف، فيما لـمصطفى حكمي رأي مختلف مفاده أن هذا العام كان السعر مرتفع بالنسبة له؛ العام الماضي صرف على الثواب الواحد 250 ريال

فيما صرفت هذا العام 550 ريال على الثوبين، وتعلم أحمد بلو ” كما يقول ” مع الزمن أن لا ينخدع في أسلوب الخياطين حيث يشتري القماش بسعر الجملة ثم الذهاب به لمحلات الخياطة ودفع قيمة الخياطة فقط، مما يجعل تكلفة الثوب لا تتجاوز من 100 ريال إلى 150 ريال للثوب الواحد.

مصمم أزياء : الأسعار تبدأ من ٦٥٠ ريالا للثوب

” البلاد” توجهت إلى اثنين من مصممي الأزياء السعوديين المعروفين لمعرفة كيف يتم اختيار الملابس الرجالية والتشكيلات المطلوبة من الشباب خاصة في عيد الفطر المبارك وأفضلها جودة ،

وقال المصمم وخبير الموضة أيمن الرابغي أن رغبة الكثير من الشباب في الظهور بالمظهر اللائق أمام الاصدقاء بالشكل اللائق والاطلالة الجميلة خاصة في المناسبات المهمة كعيد الفطر المبارك ؛ مصدر بحث عند كثير من الشباب حيث يتجهون الى الفخامة في إختيار أثواب العيد والتميز فيها من حيث “الاستايل “الجديد والمظهر الذي يميزهم عن غيرهم من اقرانهم.

واستطرد الرابغي أن رمضان الموسم الأهم خلاف الشهور الأخرى و يزداد فيه الإقبال على التفصيل للأثواب الرجالية، والتصاميم الخاصة بالأعياد تتميز بالعصرية والتراثية لنقدمها للشباب.

وعن الأسعار قال الرابغي أسعارنا ثابتة طوال العام لا نقوم بالزيادة فيها ابداً عدا الإضافات الشكلية التي يطلبها الزبون ، منوهاً أن لكل قماش سعره الخاص حسب بلد المنشأ، وأسعار هذا العام تبدأ من ٦٥٠ ريال للثواب الواحد وتصل الى ١٢٠٠ ريال وهذا أعلى سعر لدينا.
زيادة المبيعات بـ ” العروض الخاصة”

وعن حفاظهم على عملائهم في ظل قلة الطلب هذا العام ، قال : لجأنا إلى العروض الخاصة بنا لنكون في توازن مع السوق دون التأثير الكبير على مبيعاتنا، وكشف الرابغي أن هذا العام بلغ إنتاجهم من أثواب العيد حوالي ٢٠٠٠ قطعة تم تفصيلها لعملائهم رغم أن السوق لم يكن بالمستوى المطلوب خلافاً عن العام الماضي.

تحذير من الثياب رخيصة الثمن
وحدد المصمم السعودي حاتم العقيل أفضل أنواع الأقمشة بـ” المخلوطة” التي بها ما نسبته 30 أو 40% قطن والذي يناسب عدد كبير من ساكني المناطق الحارة كونه يتميز بالبرودة .

وأشار العقيل إلى أن العدو الأول للقطن هي النشافة الحرارية عند الغسيل داعياً إلى غسل الثياب يدوياً أو بالغسالات الكهربائية وإبعادها عن التجفيف بواسطة الحرارة .

واختتم العقيل أن متوسط الأسعار الحالية يبدأ من 350 ريالاً ويصل إلى 1000 ريال وتختلف الأسعار بين الخياطين ؛ بحسب خامة القماش والجودة، ودعا العقيل الى البعد عن الثياب رخيصة الثمن التي لا تدوم طويلاً.