اقتصاد

توفير 100 مليار سنويا.. مشروع القدية .. قفزة من الحاضر إلى المستقبل

جدة ــ البلاد

يجسد مشروع القدية، الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمس الأول رؤية المملكة 2030، الهادفة لتنويع مصادر الدخل الوطني. ويعتبر المشروع نموذجا للاستثمار في ثروة المملكة الحقيقية، التي تتمثل في المجتمع وأفراده، وكذلك يوفر وجهة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية ستصبح معلما ثقافياً بارزا ومركزا ترفيهيا مهما، وسيلبي احتياجات الجيل الحالي وأجيال المستقبل.

ومشروع القدية من الإنجازات النوعية العديدة، التي بدأت المملكة في جني ثمارها؛ باعتبارها أحد ثلاثة مشاريع ضخمة، أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (القدية، نيوم، البحر الأحمر) والتي من شأنها أن تعزز بشكل فعال القدرة التنافسية للمملكة لجذب الاستثمارات العالمية. وهذه المشاريع تؤكد على توجهات المملكة، وآلية عملها خلال المرحلة المقبلة؛ لتعزيز الجوانب الاقتصادية والتنموية داخل المجتمع، وإيجاد مصادر جديدة للدخل.

إحصاءات:
تسجل إحصاءات السياحة الخارجية للمواطنين تنامياً في حجم الأموال، التي أنفقت عاماً بعد آخر؛ إذ سجل الموسم السياحي 2015 ما يعادل 96.2 مليار ريال، بزيادة 26.9 مليار ريال، ونسبة 39 %عن العام 2014، البالغ نحو 69.3 مليار ريال، وبلغ قيمة ما أنفقه المواطنون في العام الماضي 2016، ما قيمته 100 مليار ريال. وستعزز الاستثمارات في مشروع القدية نخبة من كبار المستثمرين المحليين والعالميين، مما يدعم مكانة المملكة؛ كمركز عالمي مهم في جذب الاستثمارات الخارجية.

فمشروع القدية والمشاريع الكبرى الأخرى تهدف إلى إعادة تكييف الاقتصاد الوطني لتجاوز تقلبات أسعار النفط أو الاعتماد على مورد رئيسي واحد للدخل. كما ستدعم أحد أهداف رؤية 2030 الرامي إلى رفع معدل إنفاق الأسر على الأنشطة الثقافية والترفيهية داخل المملكة، من نحو 3% إلى 6% .

توفير فرصة عمل :
مشروع القدية سيستثمر في توفير فرص عمل للسعوديين في العديد من مجالات العمل المبتكرة. ومن المتوقع بحلول عام 2030، توفير حوالي 57 ألف فرصة عمل جديدة للمواطنين السعوديين في هذا القطاع المتنامي.
ويوفر مشروع القدية وجهة فريدة من نوعها لاكتشاف مواهب الشباب السعودي، وإطلاق قدراتهم وتوسيع آفاقهم نحو مجالات أرحب وتجارب جديدة غير متوقعة.

ويتمتع المشروع بموقع استراتيجي بالقرب من الرياض في المنطقة الوسطى، مما يسهل الوصول إليه من جميع أنحاء المملكة. ويتميز الموقع بتضاريس فريدة من الأودية، والتلال، والتراكيب الصخرية، والمرتفعات المتعددة، مما يجعله واحة جذب سياحي رائعة.

ويقدم مشروع القدية أنشطة ترفيهية وثقافية ورياضية تناسب جميع شرائح المجتمع، بالإضافة إلى مرافق وأنشطة رياضية فريدة، تسهم في اكتشاف وتنمية المهارات الرياضية للسعوديين وتأهيلهم؛ لتحقيق تميز رياضي على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. وفي هذا الجانب أبرم صندوق الاستثمارات العامة اتفاقية مع شركة سيكس فلاغز، أكبر شركة للمراكز الترفيهية الإقليمية في العالم، لتطوير وتصميم وترخيص مركز ترفيهي متخصص ضمن مشروع القدية.

أنموذج استثماري :
يعتبر مشروع القدية أحد الاستثمارات المجدية داخل المملكة، والتي تصب في خدمة الوطن والمواطن. ويسهم في تعزيز تنافسية المملكة عالمياً باستقطاب رجال الأعمال والمستثمرين. ويحقق عوائد إضافية للاقتصاد السعودي، من خلال تحريك العديد من القطاعات الاقتصادية المساندة مثل: المقاولات، والضيافة، والخدمات، والتجزئة وغيرها.

ويقوم مشروع القدية بدور هام في تحسين مستويات المعيشة في المملكة، وتعزيز مسيرة الرقي والتقدم، وتحقيق المزيد من الازدهار والنمو الاقتصادي. ويحقق مشروع القدية نقلة نوعية وقفزة كبرى في دعم السياحة الداخلية، لدوره في تحويل الإنفاق على السياحة الخارجية إلى داخل المملكة، من خلال توفير خيارات ترفيهية نوعية ومتميّزة منتقاة بدقة وعناية فائقة لتناسب كافة أفراد المجتمع.

ويوفر مشروع القدية آفاقا جديدة بتقديم مجموعة من الفعاليات الثقافية والتاريخية والتعليمية، التي تجذب الزوار وتشجعهم على تكرار زياراتهم للاستمتاع بتجارب قيّمة ومفيدة.

وموقع القدية المتميز يتيح للزوار مشاهدة الحياة الفطرية والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة. ويقدم مجموعة متنوعة من المغامرات والأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق لهواة التنزه ومحبي الرحلات البرية. ولا تعتبر القدية مشروعاً ترفهياً فحسب، وانما معلماً بارزاً ومركزاً مهماً؛ لتلبية رغبات واحتياجات الجيل الحالي وأجيال المستقبل الترفيهية والرياضية والثقافية والاجتماعية في المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *