جدة ـ وكالات
فجرت تقارير أمنية لبنانية نشرتها مجلة فورين بوليسي الأمريكية فضيحة جديدة عما وصفته بالتحول المثير في تمويل عمليات حزب الله داخل وخارج لبنان، وأشارت إلى انتقال الحزب من مرحلة زراعة المخدرات -لا سيما الأفيون والحشيش- إلى تزييف أدوية وعقاقير طبية منشطة، يأتي في طليعتها الـ”كبتاجون”.
وقالت التقارير إن حزب الله انتهج برنامجه الاقتصادي الجديد في هذا الصدد، بعد اعتراضات من داخل الحزب على زراعة المخدرات، واعتمادها وسيلةً لتمويل عملياته المسلحة، بالإضافة إلى تعزيز عمليات الرقابة في لبنان على تلك الأنشطة المشبوهة. وأصبح نشاط حزب الله الجديد أوضح خلال الأشهر القليلة الماضية، حينما ارتفع معدل حالات تهريب منتجات حزب الله من الأدوية المزيفة إلى معظم دول الشرق الأوسط، خاصةً أن عناصر الحزب الضالعة بتلك الصفقات المشبوهة، احترفت تزوير علامات تجارية لكبريات شركات صناعة الأدوية في مختلف دول العالم.
وفي هذا السياق، أزاحت التقارير الستار عن تعاون سري بهذا الخصوص بين الحرس الثوري الإيراني وقيادة حزب الله، مشيرةً إلى أن التحول من زراعة المخدرات وتهريبها إلى تزوير الأدوية، لم يكن وليد اليوم، بل وضع الطرفان نواته الأولى منذ عام 2006؛ حينما اكتشفت السلطات اللبنانية داخل قوافل المساعدات التي يحصل عليها حزب الله من إيران، ماكينات متطورة لإنتاج الـ”كبتاجون”. وكانت الصفقة موجهة إلى عضو البرلمان اللبناني عن حزب الله حينها محسن الموسوي.
وترسيخًا لتبني وتعاون حزب الله مع الحرس الثوري الإيراني في تلك الصفقات المشبوهة؛ أوضحت تقارير المجلة الأمريكية أنه منذ تدشين حزب الله عددًا من المساجد في مدينة بعلبك والمناطق المتاخمة لها؛ اكتشفت السلطات اللبنانية عددًا من الورش والمعامل داخل تلك المساجد، تعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون قرص كبتاجون مزيف في اليوم الواحد.
وفي إطار الكشف عن محاور تهريب الحزب والحرس الثوري الإيراني الصفقات المشبوهة؛ كشفت معطيات التقرير أن من أهم تلك المحاور المدعو هاشم الموسوي شقيق أحد أعضاء البرلمان اللبناني، الذي حاول تهريب كمية من تلك السموم إلى السعودية مع عدد من حجاج بيت الله الحرام اللبنانيين، إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل.
ورصد التقرير الأمني، محور تهريب آخر، مكونًا من خلية تابعة للحزب، كشفت عنها الأجهزة الأمنية اللبنانية في ضواحي بيروت الجنوبية، كما ألقت الأجهزة ذاتها القبض على عدد كبير من الضالعين في تلك الخلية.
إلى ذلك، أشار تقرير المجلة الأمريكية إلى أنه رغم إحباط العديد من عمليات التهريب، فإن كميات كبيرة من عقار الـ”كبتاجون” دخلت معظم الدول العربية، لا سيما العراق والأردن وليبيا.
وأكدت دراسات أجريت حول الظاهرة، أن محافلَ دولية كشفت ترويج حزب الله بضاعته المشبوهة عبر مسار آخر يبدأ من لبنان إلى دول في أوروبا الشرقية ومنها إلى منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت الدراسات ذاتها إلى أن الحزب -بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني- دشن عددًا من المعامل في الدول الأوروبية خلافًا للقانون في محاولة لتوسيع إنتاج بضاعته الرخيصة.
ووفقًا للتقرير، لم يقتصر التعاون في تلك التجارة على حزب الله والحرس الثوري فقط، بل دخل على الخط عدد ليس بالقليل من التنظيمات الإرهابية وعناصر الجريمة المنظمة في مختلف دول العالم بغرض التربح، أو تهريب تلك السموم إلى دول بعينها لاستهداف مواطنيها.